12/08/2010 - 09:58

السلطة في العراء، دعوها تسقط../ خالد بركات

السلطة في العراء، دعوها تسقط../ خالد بركات
تقف السلطة الفلسطينية في العراء تماماً في هذه الأيام. إن كل أوراق التوت في فلسطين المحتلة وفي هذا العالم الواسع لا يمكنها أن تستر عورة سلطة فلسطينية ممتدة على خارطة الجريمة. سلطة هجينة، لفظتها فلسطين وعافها فقراء الشعب ولا يسمع صوتها اللاجئون. لقد انكشفت عورة السلطة الفلسطينية أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي، وهذه هي الحقيقة الأكيدة، بل وحتى أمام من ( تاهوا على يد القيادة ). أكثر من ذلك، إسأل أي ناشط أجنبي يتضامن مع الشعب الفلسطيني: ماذا تعني لك السلطة الفلسطينية؟ وسوف لن تفرح زلم السلطة الفلسطينية بالجواب. هل هؤلاء أيضا من حماس؟

لا احد يصدق ما تقوله هذه السلطة، ولا هذا الغطاء الفتحاوي عاد ينفع، فحركة فتح ذبحت مرتين: مرة على يد الاحتلال الصهيوني ومرة أخرى على يد الراتب والوظيفة ومقصلة الفساد والوعي الزائف. والآن، باسم حركة فتح ترتكب يوميا عملية اغتصاب جديدة للمشروع الوطني الفلسطيني ولكل الثوابت، وهي مجرد "مشاكل قابلة للتفاوض والمساومة والمبادلة". الرئيس صار مساح أراض ويعرف كيف يقوم بعملية (سواب).

لقد جربت السلطة الفلسطينية كل "الطرق الالتفافية" وأمراض القيادة المهزومة، الالتواء والمقامرة، والكذب على الشعب مع كل نشرة أخبار. لذلك يصير خداع الناس بالمفاوضات، مهمة وطنية بالنسبة لها، وتصبير الناس وتكديس المال والوهم، وتشريع التآمر على المقاومة! وهذا في عين المثقف المأجور "استحقاق دولي في خارطة الطريق" وهي خارطة كاذبة، لا يذكرها هذه الأيام أو يترحم عليها احد، غير أبو ردينة. بل وحتى هذه الخارطة الأمريكية استكثروها على "سكان المناطق الفلسطينية".

تبنت السلطة الفلسطينية سياسة التنسيق الأمني، وفشلت في زرع بذرتها الفاسدة في رحم وطن يقاوم، وفشلت في بيع الناس " فكرة "أن العمالة للاحتلال يمكن أن تكون وجهة نظر"!

بدأ الأمر في زمن مضى. حين تطاولت سلطة المنظمة في حينها على "الإرهاب" وقيل إن هذا يخضع "لتكتيكات محسوبة كان يصنعها المرحوم عرفات. هجوم السلام الفلسطيني في عز الانتفاضة الشعبية عام 1988 والتطاول "اللفظي" تحول بعد فترة قصيرة حد التآمر على ضرب الحركة الوطنية الفلسطينية، فاعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية قيادة وكوادر المقاومة الفلسطينية وتعاونت مع الاحتلال الصهيوني، وقدمت معلومات قادت لاغتيال قادة ومناضلين، واستقدمت لنا أجهزة أمنية أجنبية من كل صوب وحدب...

بربكم، ماذا تفعل الشعوب في سلطة سقطت وطنيا وأخلاقيا وشرعياً. بل هي تفشل حتى بوصفها سلطة!! ألا يعرف هؤلاء أن الشعب الفلسطيني، على مدار القرن الماضي، أسس ورعى وساند عشرات الأحزاب التي كانت تهيمن على "الشارع" ثم نساها الشعب الفلسطيني بعد أن باعت هذه الأحزاب ذاكرتها ؟ وألقى بها في مزبلة التاريخ؟ من يسمع بها الان ؟ حركات وأحزاب وصحف ورايات وأعلام وشعارات كثيرة مرت منذ أوائل القرن الماضي، ورحلت، فيما يستمر الشعب الفلسطيني في مسيرته التاريخية الكبرى، صفا أماميا ومتقدماً للأمة العربية في مواجهة المشروع الصهيوني الغربي في المنطقة..

يعرف الشعب الفلسطيني حدود وطنه جيدا ولن يتبنى خارطة سوى تلك الممتدة من حدود لبنان وعلى طول الساحل السوري حتى أم الرشراش. ومن النهر إلى البحر، هو لا يؤمن بمرجعياتكم، ولا يثق بها. هذا الفلسطيني العنيد والعادي جدا "خلّع ّسنانو من قصص السلطة" ويعرف الفرق بين سلطة وطنيه تكون للشعب، وتعينه في مواجهة العدو، وبين سلطة فلسطينية أخرى تريد أن تلغي ذاكرته الجماعية وتقنعه أن أفيغدور ليبرمان يمكن أن يصير "زلمة طيب"، وأن اللوبي الصهيوني صار يتفهم موقفنا!

ماذا تقول لسلطة تخفض صوت الأذان وصوت الشعب وصوت الحقيقة وصوت المقاومة كي لا يتعكر مزاج مستوطن صهيوني واحد في نابلس؟ ماذا تقول غير: اللهم إني صائم

التعليقات