20/08/2010 - 16:27

فتات "موائد الرحمن" في ضيافة بيرس ويشاي/ مصطفى طه

-

فتات
بخطوته الجريئة عبّر السيد محمد زيدان (ابو فيصل) عن مشاعر الأغلبية الساحقة لفلسطينيي الداخل حين قاطع “مأدبة الافطار” في “ديوان” رئيس الدولة احتجاجاً على سياسة المؤسسة الاسرائيلية الاخذه وحشيتها بالازدياد يومياً، وعلى هدم قرية العراقيب للمرة الرابعة خصوصا، وإضافة لتعبيره الصادق عن مشاعر جميع الشرفاء منا اثبت ابو فيصل ان لجنة المتابعة العليا برئاسته نقلت المتابعة من مجرد هيئه تمثيلية بالاسم كما أرادها البعض لسنوات خلت، الى هيئة تمثيلية قيادية حقيقية متحررة من عقدة النقص امام الاخر كما هو حال بعض „ممثلي الجمهور” من رؤساء مجالس محليه حاليين وسابقين، ورجال دين، ومستقلين على انواعهم ممن حضروا موائد الافطار على شرف „ بيرس ويشاي”، وتتحول لجنة المتابعة بفعل هذا السلوك الى رافعة حقيقية لرفع سقف النضال لفلسطينيي الداخل بكبرياء الانتماء.

كيف يمكن تفسير هذا السلوك المشوه للبعض وفي هذا الوقت بالذات؟! وكيف تفهم المؤسسة الظالمة هذه الرسائل المبهمة؟! وكيف يفهم الجمهور الذي تمثله بعض هذه القيادة عندما يُعتقل ايمن عوده في العراقيب امام جرافات الداخلية مثلا،ً وفي اليوم التالي يحضر رامز جرايسي „مأدبة” وزير الداخليه يشاي؟! او كيف نفسر كلمات الشيخ كمال خطيب التهديدية والتصعيدية أكثر من مرة في العراقيب وفي اليوم التالي يحل رئيس بلدية ام الفحم ضيفاً على مائدة يشاي- وزيراً في وزارة اجرام تركت اطفال ونساء العراقيب تحت الحر القاتل في هذا الشهر الفضيل؟!

وما دمنا نصرخ يومياً : القدس ، والأقصى في خطر، الا يشكل „ايلي يشاي” رأس الخطر هذا بوصفه وزيراً للداخلية اضافة لكونه وزيراً في وزارة ارهاب منظم؟! اليس تهويد القدس وخنقها بالمستوطنات واخلاء البيوت العربية وسحب المواطنة جزءًا من برنامج عقليته؟! وبوجه من نصرخ اذاً القدس والاقصى في خطر؟!

وكيف نفهم، أو نتفهم موقف رئيس بلدية الطيرة مأمون عبد الحي الذي انتخب بدعم القوى الوطنية جميعاً في الطيرة حين نراه متحمساً „لشد الرحال” الى ديوان رئيس الدولة في القدس للإفطار على مائدته وقد قاطع بالامس مسيرة العودة على ارض قرية مسكة المهجرة الملاصقة لبلديته؟! (وموقف الاحزاب والحركات الوطنيه الداعمة له في الطيرة يجب ان يكون واضحاً وسريعاً، بما فيه موقف التجمع، إذ حين ندعم مرشحاً لا نلتقي واياه على برنامج خط المجاري فقط، بل أولا وأساسا على البرنامج السياسي بكونه البوصلة، وحين تضيع البوصلة لا يجب التأتأه اطلاقاً).

وكيف تفسرون يا بعض رجال الدين مواقفكم المتحمسة لمثل هذه اللقاءات المسرحية التي لا تهدف إلا لتغطية عورات المجرمين ولا نسمع منكم حرفاً في „المواعظ” والخطب البلاغية في المساجد والدواوين ضد من يتفنن يومياً في خنقنا ولو تلميحاً يا حضرات... فالقتل في غزه مستمر يومياً، ومصادرة الارض وهدم البيوت في اوجه، والتشريعات العنصرية ضدنا لم تعرف سابقة لها من حيث تسارع اقرارها بالاغلبية الساحقة او بالاجماع الصهيوني.

لماذا تثرثرون عندما يكون حرياً بكم ان تصمتوا؟! ولماذا تصمتون انتهازيةً عندما تكون الكلمة حقا وواجبا اخلاقيا ووطنيا ودينيا؟! اوليس الساكت على الحق شيطانأ اخرس كما يطيب لبعضكم ترديدها؟! وما دام اختار بعضكم حضور „موائد الرحمن” في „ديوان” رئيس الدولة او على مائدة يشاي بتبريرات مفضوحة واهية، كضرورة التأثير على صناع القرار، فلماذا لم نسمع حرفاً واحداً إذاً من ايٍ منكم حول جرائم المؤسسة الرسمية تجاهنا؟! وكيف حُلّت العقدة من السنة بعضكم فجأةً بعد افطار „ديوان” رئيس الدولة مباشرةً وقد كانت السنتكم قد ارتبطت بحضوره فخرج البعض منكم كالجوقة مهاجماً موقف السيد محمد زيدان لمقاطعته هذا السرك المخزي... أتصومون دهراً وتنطقون كفراً؟! عجباً عجباً...

ولاننا ندرك خميرة شعبنا جيداً نعي تماماً ان موقف السيد محمد زيدان هنا يمثل „البياض الاعظم”، والسواد قلة، فتحية لأبي فيصل...اما في ما يتعلق بطبيعة علاقة لجنة المتابعة باللجنه القطرية التي لا يتعدى عقلية بعضهم سقف الميزانيات بمعزل عن السياق العام ،على ما يبدو، فلنا نقاش في موقع اخر، وقد ان الاوان ... فالانتهازيه ليست وجهة نظر.

التعليقات