05/09/2010 - 13:52

المفاوضات المملة../ خالد خليل

المفاوضات المملة../ خالد خليل
مرحلة نفاذ إسرائيل وهيمنتها على المنطقة سياسيا لن تنتهي بسهولة، حتى مع وجود مقاومة قوية ويقظة، لأن جلّ النظام العربي، وخاصة النظام المصري، يلعب لصالح التحالف مع إسرائيل وخدمة أهدافها السياسية التي تتلاقى مع أهدافه أيضا، وهي بالمحصلة النهائية جزء من الإستراتيجية الأمريكية للهيمنة على الموارد والمقدرات، من خلال تكريس هيمنة الأنظمة الموالية لها وإضعاف المعارضين (دولاً وحركات سياسية).

في ظل هذا الواقع لا يمكن التوقع من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية أن تثمر سلاما عادلا أو متوافقا مع الحد الأدنى من الثوابت الفلسطينية.. وهذه الحقيقة يعرفها أيضا المفاوض الفلسطيني الذي بات جزءا لا يتجزأ من تحالف النظام المعتدل وفقا للتصنيف الأمريكي الإسرائيلي.

لقد بدأت المفاوضات المباشرة هذه الأيام وقد تتعطل لأيام أخرى لأسباب موضوعية، أو لحوادث وعمليات فدائية أو غير ذلك، لكنها عملية ناجزة باعتبارها ثابتا لا محيد عنه من قبل السلطة الفلسطينية، وأداة حيوية بالنسبة لأمريكا وإسرائيل من أجل تنفيذ مشاريع إقليمية لم تعد خافية عل أحد.

لقد أنجز فياض وعباس الجزء الفلسطيني المتعلق بالخطة الأمريكية السابقة للتحضير للدولة الفلسطينية منزوعة السيادة والسلاح والمنسجمة مع سياسات الأمن القومي الإسرائيلي. ولا بد، عاجلا أم آجلا أن يتم انجاز الشق الآخر من المعادلة، وذلك لا يعني بتاتا „دولة فلسطينية مستقلة” وفقا للثوابت الفلسطينية المتعارف عليها والتي تشمل بالطبع عودة اللاجئين وحل ملف القدس...

مرحلة نفاذ إسرائيل غير مرتبطة بانتصارات وهمية للسلطة الفلسطينية في هذه المفاوضات أو الحل الذي قد ينشأ عنها، لكنها مسألة مرتبطة بموازين القوى في المنطقة.

وميزان القوى بالطبع لصالح إسرائيل خاصة في ظل وجود النظام المصري في حلف استراتيجي معها وهو الآمر الناهي لسلطة رام الله.

ويبدو أنه لا يمكن التعويل في المدى المنظور على تغيير في هذا النظام رغم كل الصراعات المفتعلة على السلطة بين مبارك وابنه جمال، حيث لا فرق بين الرايتين، راية الأب والابن، من جهة، ومن المؤسف أنه من الجهة الأخرى يلاحظ الغياب الفعلي لأي معارضة مصرية حقيقية بين القوميين أو الإسلاميين أو غيرهم.

الأحزاب المصرية المعارضة موجودة في سبات عميق، يبدو أن قياداتها قررت أن لا تستفيق منه بتاتا..
المواطن العربي ملّ من الحديث عن المفاوضات وثمارها وصار خجولا كلما انفتحت سيرة العملية السياسية لأنه من المخجل حقا أن تبقى شمس العروبة محتجبة حتى هذا الوقت.

التعليقات