20/09/2010 - 09:42

الحركة الطلابية الفلسطينية: مهام وتحديات../ خالد بركات

الحركة الطلابية الفلسطينية: مهام وتحديات../ خالد بركات
يندرج راهن ومستقبل الحركة الطلابية الفلسطينية في إطار السؤال /التحدي الكبير حول واقع الحركة الوطنية الفلسطينية في الوطن والشتات. إن الأولى جزء فاعل ورئيسي في إطار الحركة الوطنية الفلسطينية، وهذه الأخيرة تتجاوز حدود المفهوم الضيق عن الوحدة الوطنية" و "وحدة الفصائل" إلى ما هو أبعد وأعمق بل ويطال كافة الجهود الفلسطينية في الوطن والشتات، بعبارة أدق: حركة الشعب الفلسطيني التحررية في مواجهة الهجمة الصهيونية والامبريالية وفي مواجهة الانحدار الفلسطيني والعربي إلى حدود الكارثة والضياع وتبني رواية ومقولات العدو الصهيوني.

ربما تكون الجهود النبيلة التي يبذلها الطلبة الفلسطينيين في الولايات المتحدة الأمريكية هي الدافع لطرح هذا السؤال الآن حول راهن ومستقبل الحركة الطلابية الفلسطينية. لقد بدأ عشرات الطلبة بوضع استراتيجية طلابية فلسطينية تناقش في المؤتمر الشعبي الفلسطيني الثاني للجالية الفلسطينية المزمع عقده في مدينة شيكاغو الأمريكية أواخر شهر أكتوبر القادم. واختارت شبكة الجالية الفلسطينية، التي ترعى هذا المؤتمر، وضع كل شريحة فلسطينية أمام أسئلة وتحديات "خاصة بها"، تبدأ بدور الجالية الفلسطينية عموما وتوحيد جمعياتها ومؤسساتها في مواجهة اللوبي الصهيوني مرورا بدور ومسؤولية كل شريحة ( الطلبة، الشبيبة، المرأة، العمال الخ، الخ ) وهذا نموذج ديمقراطي، يبدأ من القاعدة إلى القمة.

لا جديد في القول حين نشير إلى مركزية دور طلبة فلسطين في بناء الحركة الوطنية الأم. كان للطلبة الفلسطينيين من الجنسين، دور ريادي في انطلاقة حركات قومية ووطنيه كبرى، كان لهم الدور التأسيسي والطليعي في مواجهة قوى الاستعمار والهيمنة الأجنبية ووكلائهما في المنطقة العربية. ويمكن الإشارة إلى حركة القوميين العرب مثلا التي تأسست في مطلع الخمسينيات على يد طلبة الجامعة الأمريكية في بيروت وكذلك إلى الدور الفاعل والريادي للطالبة الفلسطينيين في انطلاقة الثورة الفلسطينية منتصف الستينات من القرن الماضي.

وقد لا يعرف البعض أن الاتحاد العام لطلبة فلسطين سبق تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية بأعوام ستة على الأقل، وكان احد أهم الروافد النضالية والثورية لحركة المقاومة الفلسطينية وفي التكوين القيادي لحركة فتح والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وغيرها من القوى والفصائل الفدائية التي انطلقت عشية - أو مباشرة بعد - وقوع حرب حزيران عام 1967. ولعبت الحركة الطلابية في لبنان ومصر وسوريا والعراق أدوارا تاريخية وهامة في توجيه وقيادة حركة النضال الوطني والقومي.

أمام الحركة الطلابية الفلسطينية مهمة استعادة اتحادها العام وحشد كل قوة ممكنة في جامعات الوطن والخارج من اجل تعزيز وحدتهم أولا، وتجذير حملات المقاطعة للكيان الصهيوني، والدفع باتجاه وحدة كافة أطياف الحركة الوطنية الفلسطينية. وعلى عاتق الطلبة تقع مهمات ومسؤوليات كبرى تتصل بحماية ودمقرطة مؤسسات التعليم وصون قيم العمل التطوعي والتضامن مع إخوتهم من أسرى في سجون الاحتلال.

لا بد من جسور يعمدها الطلبة الفلسطينيون بين مواقع تواجدهم، من مخيمات لبنان وسوريا والأردن وصولا إلى جامعات الغرب وأمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية. وأن أية مبادرة في هذا الإطار لا بد وأن تكون خارج العلاقة مع سلطة أوسلو في رام الله، وخارج تأثير نظام " الكوتا " الفصائلي. كما تقع على عاتق الطلبة الفلسطينيين في البلدان الصناعية المتقدمة في الغرب مهمة توفير الدعم اللازم لاستعادة طلبة فلسطين لدورهم وموقعهم الوطني المصادر في إطار حركتهم الوطنية.

كيف تتوحد الحركة الطلابية الفلسطينية في الوطن والشتات؟ وما هي الأطر النقابية القادرة على القيام بهذه المهمة ؟ هذا السؤال يجيب عليه الطلبة ولا احد غيرهم، وهو يحيل إلى أسئلة ومواجع أخرى تتصل بوحدة الحركة النسوية والحركة العمالية النقابية وصولا لوحدة مؤسسات الكتاب والصحفيين والفنانين الخ الخ، هكذا فقط يمكن للمشروع الوطني الفلسطيني وحركة النضال الوطني التي تعبر عن جوهره، أن تبنى وفق مسارات ديمقراطية. وعلى الطلبة الفلسطينيين أن لا ينتظروا الفرج من السماء ولا من " فرمانات م. ت. ف " أو أي أحد، بل عليهم أن يشرعوا بالتواصل مع بعضهم في الوطن والشتات، بما تختزنه إرادتهم الوطنية الجماعية وما توفره التقنية التي يجيدوا استخدامها، من اجل استعادة اتحادهم النقابي الديمقراطي والموحد.

التعليقات