31/10/2010 - 11:02

2009: 64 جريمة قتل في البلدات العربية! / رامي منصور

2009: 64 جريمة قتل في البلدات العربية! / رامي منصور
كان من المفترض أن تكون أبرز القضايا الملحة وسمات العام 2009 لدى لمواطنين العرب هي تصعيد عمليات هدم المنازل التي شهدتها البلدات العربية، شمالاًَ وجنوباً، وتصعيد النضال ضدها، لكن العنف الداخلي وجرائم القتل وفقدان الأمن الشخصي والجماعي أطاحت بهذا الملف الخطير لتكون هي السمة الأبرز والأخطر لهذا العام وفق المعطيات الرسمية، وأشهرها جريمة إطلاق النار على حافلة تقل طلاباً من كفر قاسم ومقتل الطالب أمجد شواهنة.

وأشار تقرير لشرطة لواء الشمال ، التي يقع غالبية المواطنين العرب ضمن نفوذها، أنها سجلت 33 جريمة في البلدات العربية في الشمال في العام 2008، فيما سجلت منذ مطلع العام المنصرم 50 جريمة قتل في البلدات العربية، ليصبح معدل جريمة القتل واحدة كل أسبوع في العام 2009 فيما كانت جريمة قتل واحدة كل أحد عشر يوماً في منطقة الشمال. أما الأسبوع الأكثر دمويةً فكان الشهر المنصرم، حيث قتل 7 مواطنين عرب خلال أقل من أسبوع واحد، من يوم الخميس 24.12 حتى يوم الأثنين 28.12.

وأظهرت أحدث الإحصائيات الرسمية في وزارة الأمن الداخلي أن العنف كان سمة العام المنصرم، حيث سجلت إرتفاعاً وتضاعفاً في حوادث العنف والقتل في البلدات العربية. وبيّن الوزير يتسحاق أهرونوفيتش خلال مناقشة ملف العنف في البلدات العربية في الهيئة العامة للكنيست، الثلاثاء الماضي، أن البلدات العربية لها الحصة الأكبر من عمليات القتل والجريمة تصل إلى ضغفي و ثلاثة أضعاف نسبتهم في البلاد.
فمن 121 عملية قتل في العام 2009 ، سُجلت 65 عملية قتل في المجتمع العربي أي ما يزيد عن 50 في المئة من مجموع عمليات القتل. أما على صعيد ملفات محاولات القتل المسجلة، فقد سجلت البلدات العربية 45 ملف محاولة قتل من أصل 167 ملف محاولة قتل قطرياً. وإزاء هذه النتائج المرعبة، قال أهرنوفيتش إنّ الوزارة قررت شمل 66 بلدة إضافية في خطتها لمحاربة الجريمة في العام 2010 منها نحو 20 بلدة عربية، مدعياً أن وزارته تنوي تكثيف الحرب على العنف في المجتمع العربي خلال العام 2010.

وأظهرت المعطيات الرسمية أن البلدات العربية شهدت 85 عملية وضع عبوات ناسفة في العام 2009 مقابل 65 عملية مشابهة في 2008. وسجلت الشرطة 80 عملية إطلاق قنابل على مختلف أنواعها في العام المنصرم مقابل 68 عملية مشابهة في 2008. كما عثرت الشرطة على 99 عبوة ناسفة خلال العام المنصرم مقابل 44 حالة مشابهة في 2008، كما صادرت 177 قنبلة يدوية في العام الحالي مقابل 99 حالة مشابهة في 2008.

وسجلت شرطة الشمال خلال العام المنصرم 9000 بلاغ عن إطلاق نار جراء خلافات محلية بما فيها على خلفية الإنتخابات للسلطات المحلية التي جرت العام المنصرم.

وكانت „فصل المقال” قد نشرت معطيات رسمية مرحلية في أكتوبر الماضي حول الجريمة في البلدات العربية، بيّنت أنه حتى إكتوبر العام 2009 سجلت الشرطة 106 ملفات اطلاق نار في الوسط العربي وهو ارتفاع بنسبة 135 في المئة مقارنة مع الفترة ذاتها في العام 2008 (45 ملفاً)، فيما النسبة العامة القطرية في فتح ملفات اطلاق نار ارتفعت بنسبة 51.4 في المئة. وتأتي معطيات تلخيص العام 2009 لتبيّن تفاقماً خطيراً في الجريمة والعنف في المجتمع العربي.
وصف النائب زحالقة، رئيس كتلة التجمع البرلمانية، المعطيات التي قدمها وزير الأمن الداخلي حول تفاقم الجريمة في الوسط العربي خلال عام 2009، بأنها مذهلة وناقوس خطر لكل مجتمعنا العربي في البلاد. وحين طرح الوزير معطيات حول مصادرة مئات قطع السلاح غير المرخص، قاطعه زحالقة قائلاً: „هذه نقطة في بحر، هناك عشرات الألاف مثلها والشرطة لا تفعل شيئاً”.

وقال زحالقة بأن تقاعس الشرطة خلق حالة „لا ردع”، حيث يعرف المجرمون بأن إمكانية القبض عليهم ومحاكمتهم تقارب الصفر، لأن الشرطة تعتمد سياسة تمييز صارخ رسمية، وسياسة „فخار يكسر بعضه” فعلياً.

زحالقة دعا إلى حملة شعبية واسعة في العام 2010 لمحاربة العنف، تشارك فيها المدارس والسلطات المحلية والجمعيات الأهلية ورجال الدين والقيادات السياسية وغيرها. وتوجه زحالقة بطلب لعقد جلسة طارئة للجنة الداخلية البرلمانية لمناقشة الارتفاع الحاد والخطير في الجريمة وسبل مواجهة هذه الظاهرة في العام 2010. وقال زحالقة إن تجفيف المستنقع الذي تعشش فيه الجريمة والمجرمين بحاجة إلى خطة شاملة، فبموازاة الضغط على الشرطة لتقوم بدورها في محاربة الجريمة وردع المجرمين، علينا أن نعمل لمواجهة الآفات الإجتماعية التي تنتج العنف والجريمة. وأضاف أن المعطيات بالنسبة للتعليم والفقر والبطالة وتفكك القيم الاجتماعية، تدل بأننا على أبواب كارثة اجتماعية حقيقية، وإذا لم تتخذ خطوات دراماتيكية فإن العنف سيزداد، وإذا كانت سنة 2009 هي سنة العنف فهناك خطر بأن تكون سنة 2010 أكثر عنفاً. وخلص زحالقة إلى القول: „إننا مجتمع يدافع عن نفسه وعليه إعلان الحرب على الجريمة والعنف!”.

التعليقات