31/10/2010 - 11:02

أمريكا تحض إسرائيل على الحرب../عز الدين الدرويش

-

أمريكا تحض إسرائيل على الحرب../عز الدين الدرويش

المنطقة العربية تغلي احتلالاً وعسكرة وفتنة وسياسة ونهباً، الكل يعرف ذلك ويسمعه أو يقرؤه خبراً رئيسياً يومياً في مختلف وسائل الإعلام، فالقتل اليومي المتعمد بالعشرات وربما بالمئات، وجرائم الحرب مشهودة، ولا تخفى على أحد من المراقبين، ونهب الثروات الوطنية، وخاصة النفطية، تحدث في وضح النهار وبشكل يستفز حتى الحجر، وكل المعطيات تؤكد أن لا شيء حتى الساعة يمكن أن يحول دون الانفجار.

والأمر الثابت والمؤكد في هذا السياق أن إسرائيل إن لم تكن السبب المباشر لكل هذه المآسي والتوترات أو لبعضها فهي السبب غير المباشر لها، والأداة العدوانية لكل ما يمكن أن تشهده المنطقة في المستقبل من مخاطر وويلات. ‏

ومع ذلك فإن الإدارة الأميركية رأت أن الوقت والأوضاع مناسبة لضخ المزيد من العتاد العسكري الحربي المتطور ومن الأموال لإسرائيل التي تشكو من عدم قدرة مخازن الأسلحة عندها على الاستيعاب، والمعلن في هذا المجال هو أن إدارة بوش قررت منح إسرائيل ثلاثين مليار دولار كمساعدات إضافية للسنوات العشر القادمة، أما غير المعلن فيفوق ذلك كثيراً. ‏

هذه المساعدات الإضافية الأميركية لإسرائيل تجيء بينما هي لا ترفض سلام الشرعية الدولية فحسب بل تهدد وتتوعد على مدار الساعة، وتجري المناورات العسكرية، استعداداً لجولة جديدة من الحروب، ولا يخفى على أحد من المتابعين هنا أن التصريحات الحربية التي يطلقها المسؤولون الإسرائيليون ضد سورية لا تخرج من فراغ، وهي تعبّر تماماً عن النيّات الإسرائيلية المبيتة نحو سورية. ‏

وعليه يمكن القول: إن الإدارة الأميركية التي منعت إسرائيل من العودة إلى محادثات السلام خلال السنوات الست الماضية، تدفعها الآن إلى المغامرة العسكرية، وتنفخ فيها لحثها على استعادة بعض الهيبة بعد الهزيمة التي منيت بها العام الماضي على أيدي المقاومة الوطنية اللبنانية، علماً أن إسرائيل لا تحتاج إلى مثل هذا الدفع لتقوم بالعدوان، فكل ما فيها يعني العدوان. ‏

لذلك يجدر بالعرب أن يكونوا على بيّنة مما يفعلون في علاقاتهم الأميركية، فإذا كانوا لا يريدون التضامن ويستسيغون الفرقة، فلا مسوغ لهم إطلاقاً في التقرب من الإدارة الأميركية الحالية، وفي التغطية على مواقفها، أما سورية فتعرف ماذا تريد بالضبط، وعندها من الخبرة والمقدرة ما يمكّنها من مواجهة كل الاحتمالات ونتمنى على كل الأشقاء العرب العمل على إحياء التضامن العربي والتنبه إلى مخاطر المرحلة قبل فوات الأوان. ‏


عن "صحيفة تشرين"، دمشق

التعليقات