31/10/2010 - 11:02

أمـم غيـر متحـدة!../ طلال سلمان

أمـم غيـر متحـدة!../ طلال سلمان
... ولما شاخت «الأمم المتحدة» وتزايد الالتباس حتى كاد يغدو تطابقاً مع إدارة «الولايات المتحدة»، بات ممكناً لأميركي بالتبني كما بالتمني مثل بان كي مون، أن يصل إلى أمانتها العامة وأن يصير مرجعية عامة له حق الفتوى والتفريق بين «الشرعي» و«المشروع».

ولأن «من قال لا أدري فقد أفتى» فإن السيد بان كي مون لم يمنح «الشرعية» لحكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي استولدها قيصرياً اتفاق مكة، بل هو استمهل لمزيد من الفحص والتدقيق، ربما لكي «يدري»..

أما الحكومة البتراء في لبنان فقد منحها بان كي مون بركته الشرعية، وشهد لها في قمة الرياض، ثم جاء إلى بيروت ليطمئن فيطمئن العالم إلى أحوالنا... فهو معها «يدري»!

وعلى مدى أربع وعشرين ساعة، قابلة للتمدد اليوم، التقى الأمين العام للأمم المتحدة ـ نظرياً ـ مع ممثلي «الأمم غير المتحدة» عملياً في لبنان، فاكتشف أن في هذا البلد الصغير من «الدول» العظمى والكبرى أكثر مما في منظمته ذات البرج الأزرق في نيويورك.

ليس لأية واقعة رواية واحدة، أو روايات متقاربة، أو حتى متقاطعة، بل روايات متناقضة في الغالب الأعم...

و«المحكمة» ليست مرجعية أخيرة للعدالة بل «ساحة حرب» بين دول وقوى ومنظمات ومصالح وأغراض متناقضة، لا سيما أن القانون يمكن أن يصير قوانين والقضاة جنسيات والجنسيات هويات وأهواء والهوى غلاب...

وهكذا اكتشف نصف الكوري الذي صار نصف نصف أميركي أن كثيراً مما سمعه غير صحيح، وأن ما قدم له على أنه «دستوري» مخالف للدستور، وأن ما قيل له إنه موضع إجماع يكاد يكون سبباً موضوعياً لحرب أهلية تهدد الجميع.
بان كي مون كان يعرف، قبل أن يعرف لبنان، قليلاً عن شؤونه...
أما اليوم فأغلب الظن أنه قد نسي ما يعرفه.
لو تمّ ذلك فلسوف يكون لمصلحة لبنان والأمم المتحدة والحقيقة التي يبحث عنها كل لبناني عند غيره.. وينسى نفسه!


"السفير"

التعليقات