31/10/2010 - 11:02

أين الفلسطينيون الوطنيون المسيحيّون في الداخل من زيارة البابا ؟!/ المحامي نبيل دكور

-

أين الفلسطينيون الوطنيون المسيحيّون في الداخل من زيارة البابا ؟!/ المحامي نبيل دكور
لقد أثار موضوع زيارة البابا القادمه للمنطقه ردود فعل كثيره ومختلفه بل وكانت هناك تحفظات من قبل عدة جهات في المناطق التي ستشملها الزياره لا سيّما في أوساط الفلسطينيين المسيحيين.

وهنا نتساءل- وليست مقالتنا هذه ألاّ مجرّد محاوله للرّد على هذه التساؤلات: هل من المعقول أن تمر زيارة البابا لهذه الدّيار دون أن يسمع صرخة الفلسطينيين المسيحيين ألأوفياء لهذه الديار !؟ ألا يجب على الوطنيين المسيحيين في الداخل أتّخاذ موقف علني صريح وموحّد أزاء هذا الحدث!؟.

نحن على أعتقاد أنه ليس بالأمكان الرّد على التساؤلات أعلاه دون أن ندخل ونبحث أولا في ماهيّة هذه الزياره، حيثيّاتها وبالذّات الغرض - المعلن وغير المعلن - من ورائها.

حسبما ورد على لسان البابا بذاته يوم السبت 2-5-09 وأستنادا على ما أدلوا به الناطقين بأسم الفاتيكان في الآونه ألأخيره من تصريحات، أن زياره البابا للمنطقه تأتي " كحج للدّيار المقدسه، تهدف بالأساس لتعزيز التصالح الديني والسلام في منطقه يجتاحها الظلم والعنف وللتواصل مع مسيحيي هذه الديار".

هل حقّا وفعلا هي فقط زيارة حج للأراضي المقدسه أم أنها أيضا زياره لأسرائيل ذات رساله دبلوماسيه؟! أن لم يكن هدف الزياره ألاّ دينيا، فما معنى توقيت الزياره في هذه المرحله الصعبه التي تمر بها المنطقه حيث لم يمر على المجازر التي أرتكبها العدوان الاسرائيلي بحق أبناء شعبنا في غزه أكثر من أربعة أشهر وفي الوقت الذي تشكل في أسرئيل حكومه يمينيه متطرفه وما معنى أن يخضع البابا والفاتيكان للأملاءات الأسرائيليه بخصوص المحرقه !!.

ألا يمكن أن يكون أحد دوافع هذه الزياره ، تعزيز عملية التفاوض الذي بدأت بين الفاتيكان وأسرائيل منذ خمسة عشر عام (1993) !! من أين لنا أن ندري أن لم تكن هذه الزياره ليست ألاّ أحدى أملاءات أسرائيل للتوقيع على معاهده بين الطرفين بالذات في هذه المرحله الحرجه التي تمر بها أسرائيل حيث هي بحاجه ماسّه لتلميع صورتها أمام العالم !!.

أليس حريّ بالبابا، أن كان فعلا أحدى أهداف الزياره "التواصل مع مسيحيي الأراضي المقدسه"، أن يتواصل أولا معهم عبر الوقوف على آلامهم وهمومهم الوطنيّه كفلسطينيين وعبر الألتزام بتبنّي قضيّتهم وبالذّات أقتلاعهم من أراضيهم وتهجيرهم من بيوتهم وتدمير كنائسهم التي حوّلها ألاسرائيلي حظائر للحيوانات وليس عبر زياره رسميه خاطفه لأسرائيل !!.

أليس حريّ بأدارة الفاتيكان التي تعمل جاهده منذ عام 1993 لتوطيد العلاقه مع أسرائيل والتي تدفع بالبابا تلو الآخر لزيارة أسرائيل لتعزيز عملية التفاوض ولتعجيل التوقيع على اتفاقيه بين الطّرفين، أن تأخذ برأي السكان الأصليين للأراضي المقدّسه قبل التوقيع نهائيا على هكذا اتفاقيه!! أليس حريّ بالفاتيكان قبل الوصول ألى معاهده شامله ونهائيه بينه وبين أسرائيل أن يشترط التوقيع على الأتفاقيه بأستعادة الكنيسه لكل أراضيها ألتي فقدتها وبشكل خاص ممتلكاتها المقدّسه في فلسطين التاريخيه وبعودة الفلسطينيين المهجرين عامة والمسيحيين خاصة ألى بيوتهم ومقدساتهم !!.

خلاصتنا هي أنّ زيارة البابا ألى الأراضي المقدّسه ليست ألاّ زياره لأسرائيل وبمعنى أدقّ - زيارة البابا للأراضي المقدسه لم تكن لتقوم ألاّ أذا كانت في نطاق زياره لأسرائيل- وعليه فأن هذه الزياره ترمي ألى أغراض سياسيهّ واضحه وليس فقط دينيه كما هو معلن، وهنا نعود ألى تساؤلنا ألاساسي: أليس على الفلسطينيين الوطنيين المسيحيين في هذه الدّيار أن يتحركوا ويجتمعوا لأتّخاذ موقف صريح علني وموحّد أزاء هذا الحدث المصيري وأن يعملوا فيما بعد على أخراج هذا الموقف ألى حيّز التّنفيذ وطرحه في أجتماعات شعبيه وتظاهرات اثناء زيارة البابا !!.

بتقديرنا، على الرغم من ألأختلاف في المواقف ألسياسيه بين الفلسطينيين المسيحيين في الصفّ الوطني وعلى الرغم من غياب أطار قيادي قطري كجهاز تنظيمي للوطنيين المسيحيين في الداخل، ألاّ أن ذلك لا يجعل من مهمّة أتخاذ موقف قطري مهمه مستحيله أذ ما المانع بمباشرة العمل على تشكيل لجنة مبادره أو لجنه تشاوريه لتأخذ على عاتقها مهمة عقد مؤتمر قطري عاجل للتباحث في موضوع زيارة البابا لأسرائيل عامة وتحفظات الفلسطينيين الوطنيين المسيحيين من هذه الزياره خاصة......

التعليقات