31/10/2010 - 11:02

إقرار المحكمة نهاية مرحلة الاغتيالات أم نقطة انطلاق لاستهدافات أمنية../ اسكندر شاهين

إقرار المحكمة نهاية مرحلة الاغتيالات أم نقطة انطلاق لاستهدافات أمنية../ اسكندر شاهين
اذا كان المراهنون على قيام المحكمة ذات الطابع الدولي التي اقرها مجلس الامن بقرار يحمل ‏الرقم 1757 وتحت الفصل السابع، بانها ستكون نهاية مطاف الدورة الدموية التي انتجتها آلة ‏القتل منذ محاولة اغتيال الوزير مروان حماده وصولاً الى اغتيال الوزير بيار الجميل.‏

فان الاوساط المواكبة لايقاع المجريات على الساحة الداخلية، ترى ان اقرار المحكمة المذكورة ‏في مجلس الامن الدولي، ستشكل بداية جديدة لاندفاعة آلة القتل بشكل اهوج وعشوائي،وربما ‏يكون الهدف المقبل «للاشباح» القيام بعملية نوعية كبرى، قد تغطي بتداعياتها جريمة اغتيال ‏الشهيد رفيق الحريري، وتغرق الساحة المحلية بحروب الاستتباع التي قد لا تنتهي في الامد ‏المنظور وتكون ابرز نتائجها تكريس مقولة «الفوضى البناءة» الاميركية الصنع والطعم ‏والنكهة، لا سيما وان الخشبة المحلية اصبحت مسرحاً مثالياً لكافة «البازارات» الاقليمية ‏منها والدولية بادوات محلية، في وقت يشكك فيه المراقبون بقدرة المظلة الدولية ومناعتها ‏في وجه الاعاصير لاسباب كثيرة لا يخفى على احد لاسباب كثيرة يأتي في طليعتها:‏

‏1- اتساع عمق الانقسامات الداخلية بين الاطراف المتموضعين في خنادق متقابلة، والخلاف الحاد ‏الذي يطيح بالحد الادنى المطلوب للتفاهم حول كافة الاستحقاقات الكبيرة من الحكومة مروراً ‏بالرئاسة وصولاً الى سلاح المقاومة والمخيمات الفلسطينية.‏

‏2- الانقسامات الحادة بين الموالاة والمعارضة والتباينات بين حلفاء الخندق الواحد التي قد ‏تكون مرشحة لتصدعات كبرى ضمن المربع الواحد،وقد برز واضحاً في هذا المجال الانقسام السني ‏السني حول النظرة الى معالجة ملف المعارك في «نهر البارد»، بحيث ان بعض الشارع السني الذي ‏يقف داعماً للجيش اللبناني والشرعية الرسمية والذي يشكل «تيار المستقبل» عموده الفقري، ‏يقابله في الشارع نفسه اطراف اسلامية متشدّدة تنظر بعدم ارتياح الى الحسم العسكري الذي ‏قد يقدم عليه الجيش لاستعادة هيبته، بالاضافة الى تعاطف هذه القوى غير المعلن مع «فتح ‏الاسلام».‏

‏3- عودة العامل الفلسطيني الى الواجهة، كعنصر من مجموعة عناصر شكلت في السابق ايّ في ‏السبعينات الوقود المطلوب لاطلاق سلسلة الحروب العبثية، ولكن مع تغييرات خطيرة تشير الى عجز ‏هذا العامل من التفلت من قبضة الطارئين عليه ومصادرة قراره السياسي والميداني في بعض ‏المخيمات، وما نزوح 28 الفاً من سكان مخيم «البارد»الا دليل بديهي على ذلك.‏

‏4- دخول تنظيم «القاعدة» على الرقعة المحلية وتحوله الى لاعب كبير وخطير من خلال امتداداته ‏المذهبية، وانتشار خلاياه النائمة التي سرعان ما تستيقظ لدى صدور اوامر سرية بتحركها، ‏ولعل احداث «نهر البارد» هي نسخة طبق الاصل بتعديلات بسيطة عن احداث جرود الضنية ‏عام2000 التي حاول خلالها الاسلاميون إقامة إمارة إسلامية في الشمال اطاح بها الجيش اللبناني ‏والأجهزة الامنية.‏

‏5- دخول الطابور الخامس على الخط باطلاقه الكثير من الشائعات لاحداث قلاقل والكلام عن موجة ‏اغتيالات جديدة من خلال استغلال الموقف السوري من المحكمة وتصويره على انه تهديد مباشر ‏لقوى 14 آذار، في الوقت الذي عبر فيه المندوب السوري في مجلس الامن عن نظرة دولته الى ‏المجريات ومن زاوية حيادية.‏

‏6- محاولة الجهات المشبوهة نقل الانقسام السني السني الى الساحتين المسيحية والشيعية واللعب ‏على الوتر الطائفي اثر التباين الطفيف في المواقف بين العماد ميشال عون والامين العام ‏لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله تجاه الاحداث في «البارد»، مستغلّين نتائج الانتخابات في نقابة ‏الاطباء وتصويرها على انها انقلاب في المزاج المسيحي بعد كلمة نصرالله بذكرى التحرير، وقد ‏حاولت الجهات المشبوهة إحداث خلل أمني في الأول من امس من خلال اقدامها على استهداف كنيسة ‏مارمخايل بقنبلة يدوية، وهي المكان الذي جرى فيه توقيع «ورقة التفاهم» بين العماد ‏والسيد، بالاضافة الى الحملة الكبيرة التي تشنها جهات 14 آذار ضد موقف عون من المحكمة على ‏انها «محكمة بلا متهمين».‏

‏7- الانقسام على الساحة الفلسطينية حيال معارك «نهر البارد» وبروز عجز فلسطيني عن ‏استلام أمن المخيم، مما قد يعمم هذا العجز داخل المخيمات الاخرى وخصوصاً «عين الحلوة» وهو ‏المخيم الذي يحتوي على عناصر «للقاعدة» لا بأس بعددها، لا سيما وأن «أبو محجن» يعتبر من ‏أبرز القياديين الميداينين الذين قاتلوا الى جانب ابو مصعب الزرقاوي في العراق.‏

"الديار"

التعليقات