31/10/2010 - 11:02

الأشهر المقبلة مرشحة لأن تشهد مزيدا من السخونة اقليميا../ حسن سلامة

الأشهر المقبلة مرشحة لأن تشهد مزيدا من السخونة اقليميا../ حسن سلامة
تؤشر كل المعطيات الى ان الوضع اللبناني سيبقى في خلال الاشهر القليلة المقبلة يعيش مرحلة ‏من «الستاتيكو» وربما تمتد هذه المرحلة الى ما بعد الاستحقاق الرئاسي بحيث قد يشهد الوضع ‏الداخلي في خلال هذه الفترة ارتدادات سلبية على خلفية الصراع الاقليمي الحاصل حول عدد من ‏الملفات الكبرى بدءاً من الازمة في العراق من دون ان تؤدي هذه الارتدادات الى تفلت الوضع ‏اللبناني. انما الارجح الا تتعدى التوترات السياسية امكانية حصول بعض الاختراقات الامنية ‏من هنا وهناك.‏

وفي اعتقاد مصادر ديبلوماسية عليمة ان وراء امكانية استمرار هذا الستاتيكو ثلاثة ‏اسباب رئيسية تندرج كالآتي:‏

‏- السبب الاول هو ان الازمة الداخلية باتت مرتبطة ارتباطا مباشرا بتطورات الوضع ‏الاقليمي خصوصا ان فريق الاكثرية ليس الآن في وارد الانفكاك عن المحور الاميركي الذي يربط ‏الملف اللبناني والحلول له بما سيحصل على الصعيد الاقليمي، حتى ان الحديث عن مبادرة ‏انقاذية قد يقوم بها الفريق الاكثري بعد اقرار المحكمة في مجلس الامن ليست بعيدة بحسب هذه ‏المصادر عن الشروط الاميركية بما في ذلك الدعوة لتطبيق القرار 1559.‏

‏- السبب الثاني: عدم وجود اي توجه لقيام مبادرة عربية تجاه لبنان في المدى المنظور حيث ‏تشير المعطيات الى ان السعودية اقترحت على هامش المؤتمر الدولي في شرم الشيخ قبل اسبوعين ان ‏يصار الى تحرك مشترك مع سوريا وايران للمساعدة في حل الازمة اللبنانية وجرى التوافق في ‏حينها على قيام وزير الخارجية السعودي بزيارة دمشق لكن الجانب السعودي لم يطلب حتى الان ‏تحديد موعد لزيارة الوزير سعود الفيصل الى سوريا من اجل عقد مثل هذا اللقاء بعد ان ‏كانت تحدثت المعلومات عن امكانية انضمام وزير الخارجية الايراني اليه.‏

ويبدو بحسب معلومات المصادر ان السعودية غير جاهزة حتى الآن للاقدام على اي مبادرة تجاه ‏الساحة اللبنانية والسبب الرئيسي في ذلك هو اخفاق المساعي السعودية في المرحلة السابقة ‏نتيجة الموقف الاميركي السلبي في هذه المبادرة، وحاجة الادارة الاميركية لابقاء الوضع ‏اللبناني في حال الازمة لاستخدامه في الضغط على سوريا وايران في الملف العراقي.‏

وتقول المصادر ان السعودية ترى ان اي مبادرة لا تغطى اميركيا سيكون مصيرها الفشل وستؤدي ‏الى مزيد من الاحباط لدى الجانب العربي. ولذلك فالقيادة السعودية لن تقدم على اي خطوة ‏من دون ضوء اخضر اميركي، ولذلك فإن زيارة وزير الخارجية السعودي الى دمشق مرتبطة ‏بالموقف الاميركي من تسهيل الحل اللبناني.‏

تالياً فزيارة الفيصل الى سوريا ستكون مؤشراً مهماً لبداية قيام مبادرة عربية برعاية ‏سعودية لحل الازمة اللبنانية.‏
‏- السبب الثالث، هو اصرار ادارة الرئيس بوش على ربط الحل في لبنان بتطورات الوضع في ‏العراق خصوصا والوضع الاقليمي عموما وبالتحديد على صعيد التعاون السوري الايراني ‏لاخراج الاميركي من المأزق الذي يواجهه في الملف العراقي.‏

وعلى هذا الاساس تشير المصادر الى ان اتجاه الحل في الساحة اللبنانية وسرعة حصوله يتوقف ان ‏على ما يمكن ان يحصل على صعيد الحوار الاميركي مع كل من سوريا وايران والذي يبدو ان ‏الشهرين المقبلين سيشهدان مزيدا من الضغوط المتبادلة، خصوصا ان اجتماع وزيرة الخارجية ‏الاميركية كوندواليزا رايس مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش مؤتمر شرم ‏الشيخ لم ينته الى نتائج مهمة، باستثناء الاعتراف الاميركي بدور سوريا المركزي في مسار ‏تطورات المنطقة، كذلك الامر مع الجانب الايراني الذي يرفض اي حوار مع الادارة الاميركية ‏اذا لم يكن حواراً متوازنا وبالتالي ان يتضمن جدول الاعمال كل الملفات الخلافية بين البلدين ‏وليس فقط الملف العراقي.‏

وتضيف المصادر ان موضوع الحل في العراق لم ينضج بعد، ولم يبدأ الحوار بالمعنى الحقيقي بحيث لا ‏يزال هذا الحوار يتلمس طريقه والدليل على ذلك ما صدر من مواقف تصعيدية اميركية في ‏الايام الاخيرة باتجاه كل من سوريا وايران. ونلاحظ ان انطلاق الحوار الاميركي مع كل من ‏البلدين مرتبط بتراجع التيار المتشدد داخل الادارة الاميركية الذي يمثله نائب الرئيس ديك ‏تشيني الذي ما يزال حتى الان يدعو لاستخدام القوة في حل الخلافات بحيث ان هذا التيار برغم ‏النكسات التي تعرض لها داخل الادارة وفي الخارج ما يزال يتمسك بنفس المعيار للتعاطي في ‏السياسة الخارجية وبالتحديد مع الوضع في الشرق الاوسط والقائم على محاولة فرض الشروط ‏بالقوة.‏

وعلى هذا الاساس تتوقع المصادر ان تشهد الاشهر القليلة المقبلة مزيدا من التصعيد في ‏العراق وربما في فلسطين، مع ما يمكن ان يحمله هذا التصعيد من ارتدادات على لبنان بانتظار ‏اقتناع ادارة الرئيس بوش بأن الحوار هو المدخل الوحيد لحل الخلافات في المنطقة. وهذه ‏الفترة قد تأخذ اربعة او خمسة اشهر او قد تمتد الى ما بعد الاستحقاق الرئاسي في لبنان، ما ‏يعني ان الحلول الجدية للازمة اللبنانية ستبقى مؤجلة الى ما بعد بداية الانفراج على ‏الصعيد الاقليمي.‏
ولذلك تعتقد المصادر ان ملف الاستحقاق الرئاسي امام ثلاثة خيارات:‏

‏- الخيار الاول: ان يحصل توافق جزئي يقتصر على شخصية الرئيس الجديد من دون برنامج سياسي ‏متكامل لحل الازمة نتيجة دخول عربي على خط الاستحقاق، لكن مثل هذا الخيار تبقى احتمالاته ‏ضعيفة جدا.‏

‏- الخيار الثاني: ان يحصل توفق متكامل اي نوع من الصفقة تشمل الاستحقاق الرئاسي ‏والعناوين السياسية الاساسية للمرحلة المقبلة، وهذا مرتبط بحصول انفراج اقليمي، وهذا ‏الانفراج غير واضح حتى الآن اذا ما كان سيحصل قبل موعد الانتخابات الرئاسية.‏

‏- الخيار الثالث: ان يحصل انقسام سياسي بين فريقي المعارضة والموالاة حول ملفي رئاسة ‏الجمهورية والحكومة ما يمكن ان يؤدي ذلك الى انقسامات على مستوى هاتين المؤسستين.‏

"الديار"

التعليقات