31/10/2010 - 11:02

الحركة الطلابية الفلسطينية- عرب 48 ما بين سوزان - القاهرة والتنظيم القومي../ممدوح اغبارية*

-

الحركة الطلابية الفلسطينية- عرب 48   ما بين سوزان - القاهرة والتنظيم القومي../ممدوح اغبارية*
برز التحرك الشبابي الجماهيري داخل الجامعات والمعاهد العليا الإسرائيلية في السنة الأخيرة. وليس خفيا على طلابنا أولا وعلى الراصد ثانيا أن قضايا وطنية ذات مد وطني قومي مثل الحرب على لبنان والحصار على قطاع غزة والاعتداء على طلاب عرب, تثير الطلاب وتستنفرهم للخروج إلي التظاهر بالمئات في كل جامعة على حدا وألوفا مجتمعين. بالمقابل لم تستطع قضايا مثل رفع مستوي وجودة التعليم وتحسين الظروف المادية للطلاب ورفع جيل القبول وقضايا اجتماعية أخرى أن تجد مثل تلك التعبئة ولا مثل ذلك التوحد و لا القوة في الخطاب التحشيدي نحو رأي عام طلابي يؤثر على الطلاب العرب أولا وعلى مجتمعنا ثانيا, وهذا سيف له حدان. عبر سنين من نضال الشعب العربي الفلسطيني في الداخل, ساهمت الحركة الطلابية المنظمة جنبا إلى جنب مؤسساتنا الوطنية في التصدي لممارسات الدولة العنصرية لتفكيك هويتنا القومية وتحويلنا إلى قبائل وطوائف من السهل السيطرة عليها. من هنا قررت الحركة الطلابية الوطنية أنها ليست جزءاً من الأكاديميا الإسرائيلية ولا تحمل همومها, لأنها فيها وليست منها, بل أنها أحد الروافد الأساسية للحركة الوطنية. كونها الرابط الأساسي بين الطلاب وقضايا شعبهم السياسية الوطنية ولبها المشروع السياسي للجماهير العربية, الحفاظ على الهوية الوطنية للطلاب الفلسطينيين العرب. ومن هذا السياق نشتق دور ألإتحاد القطري للطلاب الجامعيين العرب. المؤسسة العربية الوطنية القطرية الوحيدة في الداخل التي تنتخب بشكل مباشر. حيث أنّ ما تواجهه الأقلية العربية من واقع صدامي بين الحركة الوطنية والسلطة يحتّم علينا الاحتكام في اتخاذ القرارات المتعلقة بمستقبل جماهيرنا- الطلاب الجامعيين، كما أنّ الظروف السياسية والتعددية في صفوف الحركة الطلابية تتطلب توسيع آفاق الاحتواء وتضييق حيز الإقصاء عبر تطوير آليات عمل تُناسب مؤسسة الاتحاد القطري، كهيئة تمثيلية طلابية عُليا، تتميّز بدورها الاستراتيجي في تنظيم الحركة الطلابية في الداخل. وعندما نتحدث عن توسيع الأفاق وتطوير الآليات فأننا نقصد وببساطة توسيع الدائرة المتأثرة من الحركة الوطنية أو باللغة المعتمدة في العمل المدني مؤخرا تمكين وتدعيم الحركة الوطنية.

هل هناك ثمن تدفعه التيارات السياسية الوطنية التقدمية والمحافظه منها بسبب دخولهم معترك توحيد الصفوف والتصرف كشعب واحد؟ نعم. ستدفع الدوائر الطلابية المختلفة في رأيي ثمنا عبر تنازلات أيدلوجية تقدمها الأحزاب في سبيل وحدة الصف, عبر هيئة منتخبة تمثل جميع الطلبة العرب أمام السلطة والجامعة. حيث أن ترجمة الوحدة القومية إلى برنامج سياسي بناء على سياق تاريخي عيني فيه ثمن الواقعية السياسية, حيث يقبع هنا الثمن المكيافيلي الذي يدفعه الفكر راضياً إذا رغب بالتأثير والخروج من مرحلة التخيل إلى التنفيذ والعمل, وهذا ارتباط الفكر بالسياسة وليس إخضاعه. تقف أمام الحركة الطلابية تحديات عينية, سيخوضها الإتحاد القطري في السنة الدراسية الحالية. ومن أبرز هذه التحديات على سبيل المثال وليس الحصر.

1- أقامة لجان طلاب عرب محلية في الكليات الإسرائيلية المختلفة. حيث فاق عدد الطلاب العرب في الكليات عددهم في الجامعات مما يستوجب تنظيمهم. حيث تكمن أهمية العمل الطلابي المنظم بتوفير أجواء وطنية في الحرم الجامعي, تتكفل بصياغة الشاب العربي الأكاديمي الذي نطمح أليه.

2- ضبط العمل لطلابي وضمان الممارسة الديمقراطية عبر انتخاب سنوي للجان طلاب عرب في جامعة بئر السبع ومعهد التخنيون. حيث تكمن أهمية قصوى بإجراء انتخابات دورية مما يضمن وجود حركة طلابية فاعلة داخل الحرم الجامعي.

3- دمج دارسي اللقب الثاني والثالث في العمل الطلابي, حيث يتمتع هؤلاء الطلاب بمزايا ومهارات تقنية لا يملكها طلاب اللقب الأول. مما شأنه رفع أداء الحركة الطلابية عامة في أغلب المستويات.
4-رفع شأن النشطاء الطلابيين," أبعد عن السياسة" اول جملة يسمعها الطالب العربي من قبل أهله حين يتوجه إلى الدراسة الجامعية. حيث يعتقد خطأ مجتمعنا أن النشطاء السياسيين في الجامعات لا ينجحون في حياتهم,حيث لا يفقهون أهمية النشاط الطلابي لصقل وبناء شخصية ألطالب لما يكتسبه من خبرات من خلال نشاطه في الحركات الطلابية.

5- مواجهة العنصرية على مختلف أشكالها في الحرم الجامعي. حيث يعاني الطالب العربي من سياسة عنصرية ممنهجة من قبل المؤسسة, تقتضي إضافة العقبات في مسيرة الطالب العربي التعليمية. لنوفر الظروف الملائمة من ناحية السكن والعمل والمتطلبات الدراسية والعلمية الأخرى لجميع الطلاب العرب.

6- النضال من أجل حرية التعبير والديمقراطية , حرية الرأي والكلمة , حرية التنظيم السياسي على أساس انتمائنا القومي وحرية التظاهر وكافة أوجه النشاط السياسي والثقافي الممثل لهويتنا العربية الفلسطينية في الجامعات الإسرائيلية.

أن الدور المنوط بالحركة الطلابية كبير جدا, ويقع على عاتق الإتحاد القطري النهوض يها نحو أفق جديد يضمن تنظيم الطلاب العرب ليخلصهم من اعتماد نهج القطيع. ولعل الحادث الأخير مع الطالبة سوزان زعبي في كلية عيمك يزراعيل مع ما رافقه من تحريض عنصري وغياب المرجعية الطلابية الوطنية داخل الكلية يثبت ما نبتغيه. حيث اختارت سوزان زعبي الاحتجاج الفردي, لغياب الحركة الطلابية المنظمة داخل الكلية. "نحن ضد قتل الأبرياء في كل مكان, وأنا أطالبكم بالوقوف دقيقة صمت وحداد على أرواح الشهداء الفلسطينيين الأبرار أبناء شعبي الذين وقعوا ضحايا القصف الإسرائيلي المكثف على قطاع غزة". هذا ما جاء على لسان الطالبة سوزان زعبي معبرة عن ما يدور في ذهنها خلال المحاضرة كشابة عربية فلسطينية تعيش مأساة شعبها (هكذا عرفت نفسها لي) . هذا هو الموقف المشرف الذي اتخذته سوزان لتمارس هويتها الوطنية داخل الحرم الجامعي. فقد قام زملائها الطلاب الجامعيين العرب بالتظاهر في ذات يوم الحادثة ألاثنين, في أغلب الجامعات ضد الحصار والمجازر الأخيرة في القطاع.حيث عبرت سوزان من خلال هذا التضامن, عن الطلاب العرب وإدراكهم لدورهم الطليعي في التعبئة الشعبية نحو وحدة وطنية تكسر الحصار. لن نخترع العجل من جديد ولا نأمل في شيء مستحيل, فتجارب الحركات الطلابية في العالم تعلمنا الكثير. وان استوحاني شيئا في هذا السياق كان , 29 سبتمبر 2000 ,عندما خرجت جموع الطلبة من جميع جامعات الجمهورية المصرية للاحتجاج على اقتحام شارون للمسجد الأقصى, واشتعلت المظاهرات في القاهرة وظلت هذه الفترة الأخيرة فترة مظاهرات دائمة من الطلبة احتجاجا على الوضع المخزي الذي تعيشه ألأنظمة العربية. مما حرك الشعوب العربية في الأقطار الشقيقة لمظاهرات تضامن مع الشعب الفلسطيني هي الأكبر, بعد مصيبة أوسلو. تؤكد التجربة المصرية من جملة ما تحويه معاني التجربة أن الحركة الطلابية العالمية بتجاربها العديدة التي لا مجال لسردها هنا لطالما مثلت الشعلة النضالية عند الشعوب, مع اختلاف السياقات التاريخية بين السابق واللاحق.

وأخيرا لا يسعني ألا أن أثمن عاليا دور الطلاب رفاقي أعضاء الإتحاد القطري ولجان الطلاب في الجامعات الإسرائيلية, على هذه النهضة الطلابية.وأذكرهم أن تاريخ أي جيل يقاس بما يستطيع هذا الجيل أن يسجل في حياته من محطات مفصلية تكون الذاكرة الجماعية لمجتمعنا.. وأجيال قادمة ستتطلع إلى ما نفعله اليوم بفخر واعتزاز، والأجيال القادمة ستشعر أن هذا الجيل كان فعلاً أحد نقاط التحول فى تاريخ الحركة الطلابية الفلسطينية الوطنية، وأنا لا أكتب ذلك أيضاً لأستثير فيكم الزهو والكبرياء، ولكنى أكتبه لأننا مازلنا نتطلب تخطيطاً أدق، وعملا أكثر وتضحية أكبر،وعزيمة أطهر،وذلك حتى نستطيع فعلاً أن نبنى مجتمعنا العربي الذي نطمح أليه, وللطلاب موقف وهناك بدأت المسيرة.



التعليقات