31/10/2010 - 11:02

الدعوة لقائمة موحدة - مشتركة/ سعيد نفاع

الدعوة لقائمة موحدة - مشتركة/ سعيد نفاع
مساء الجمعة 05/12/2 عقدت في المركز الجماهيري في قرية اكسال ندوة كان قد رتبها المجلس المحلي قبل الإعلان عن الانتخابات، موضوعها وحدة الأحزاب العربية. شارك في الندوة أعضاء الكنيست محمد بركة واحمد الطيبي (الجبهة)، عبد المالك دهامشة وطلب الصانع (الموحدة)، أما عن التجمع فقد شارك واصل طه، وبسبب سفر مفاجئ لطه تابعت مكانه الندوة.

لاقت الندوة بسبب تقديم موعد الانتخابات اهتماما جماهيريا كبيرا عكسه الحضور الواسع واهتماما إعلاميا خاصا فقد حضرها الكثير من مراسلي الصحف المحلية وبثت قناة الجزيرة الندوة بثا مباشرا.

الحق يقال إن الدعوة لوحدة الأحزاب تلقى تأييدا حماسيا بين الناس إذا اعتبرنا أن تصفيق الحضور عند ذكرها معيارا أو مؤشرا. رغم الفرق الشاسع بين الوحدة والمشاركة والتحالف، إلا أن الناس لا تتعب نفسها في الفوارق فهي " اشترت" الطرح من كثرة ما روج له وما يروج له تماما كما السلع المروج لها.

الوحدة لا يمكن أن تحصل فالكلام يدور عن تيارات فكرية مختلفة المشارب ومختلفة التطلعات، قومي وشيوعي وإسلامي ،وهذا بحد ذاته أمر حضاري ، إذا المطروح يجب أن يكون المشاركة بين تيارات لها كينونتها بامتدادها الجماهيري وليس شراكة على المقاعد بين نواب.



عشية كل انتخابات " تقوم الدنيا ولا تقعد " على المطالبة بقائمة عربية موحدة أو مشتركة أو تحالفية. ويروج الدعاة مبررين معللين الأهمية الكامنة وراء هكذا وحدة، حتى يظن السامع أن العرب سينالون كل حقوقهم بمجرد أن يخوضوا الانتخابات بقائمة كهذه. أضيف إلى ذلك هذه المرة تعليل متمثل في رفع نسبة الحسم. وتروح الأحزاب تجتهد في ألا تظهر لا سمح الله أنها ضد الوحدة أيا كان شكلها أو مسؤولة عن عدم قيامها وفي غالب الأحيان إرضاء بل تزلفا للناس.

أما الدعاة فهم:
1. أحزاب على شفى الزوال إن لم تكن زالت منذ زمن، تريد لنفسها حبل بقاء.

2. أحزاب مسجلة عند مسجل الأحزاب لم تكن وليست مسجلة في قلوب وعقول الناس.


3. أعداء بين ظهرانينا وليس بالضرورة منا يريدون لناسنا تجيير التصويت للأحزاب الصهيونية خدمة لمصالح ذاتية، أو" القعاد في البيوت "، لما في ذلك من خدمة للمؤسسة بإضعاف التمثيل العربي للحد الأدنى وخصوصا التمثيل المتحدي ماهية الدولة.

4. دعاة حق من الغيورين فعلا على التمثيل العربي.




1. الأحزاب الصهيونية و"زبانيتها"، وبشأن هذه لا يغرن أحد نفسه أنها كنست من ساحاتنا وبيوتنا!

2. الإمتناع وعلى ضوء نسبة الحسم.


3. أصحاب إل-" يا لعيبة يا خريبة " ، إما تدبروني في محل مضمون أو احرق كم ألف صوت!

إذا اقتلعنا هذه العوامل من بين ظهرانينا أو على الأقل قزمناها، وهذا أهون الهين، فلا خوف علينا، وتمثيلنا مضمون وسيزداد حتما، وليست أشكال الشراكة بالضرورة هي الوصفة السحرية.



لقمة عيش مغموسة بكرامة. تماما مثلما تطيب لقمتنا مغموسة بزيت وزعتر بلادنا تطيب أكثر عندما نجعلها مغموسة بكرامة وطنية. حق طبيعي هو لنا مستوى حياة عال في المأكل والملبس والمسكن والتحصيل الحياتي مهنيا وعلميا وثقافيا وهذه نستطيع أن نوفرها دون منة من احد، فالأيام التي جعلوا أغلبيتنا كالأيتام على موائد اللئام ولت منذ زمن رغم بقاياها ورغم من يدأب أن يبقيها. وهذه اللقمة بمعناها المادي ومعناها المعنوي ستكون علقما إن لم تكن مغموسة بزيت الزيتون السوري لا "منزلينو" ولا "نبالي"!

هنا ينبري دعاة السير في ركب الأحزاب الصهيونية ب-" شو عملتلنا الأحزاب العربية ؟ " ، والأنكى من ذلك أن خريجي الأجهزة الظلامية اليهود يبدون قلقا منقطع النظير على قضايا ناسنا فيروحون يسدون النصح لنوابنا بان يتركوا القضايا العامة ويعالجوا قضايا الناس! وهنا تسمع نوابنا وكم سقطوا في الفخ يروحون ومن موقع المتهم الرد على مثل هكذا ترهات، الفضل لهم أن يردوا وبعيدا عن موقع المتهم المدافع عن نفسه.

لقمتنا تكون كريمة فقط إذا كانت لقمة أبناء شعبنا في فلسطين كريمة، وإذا كانت لقمة أبناء أمتنا كريمة في العراق وسورية وحتى موريتانيا وحتى عندما تكون لقمة أبناء فنزويلا كريمة. أن يدخلوا بيننا " ثقافة" ومن بعدي الطوفان، فلن يحيد عنا طوفانهم عندما يقحف كل خيراتنا إلى ما وراء الأطلسي وجسر عبوره إسرائيل.

لعل الرد القاطع على مثل هؤلاء هو نتائج الانتخابات عبر السنين:

حتى انتخابات 1961 أعطينا %77 للأحزاب الصهيونية والباقي للحزب الشيوعي اليهودي العربي.
في انتخابات 1965 أعطينا %76.5 كذلك .
في انتخابات 1969 أعطينا %70.5 كذلك.
في انتخابات 1973 أعطينا %63.1 كذلك ، وهذا بعد حرب أكتوبر.
هل كانت عندها لقمة عيشنا أكرم مما هي عليه اليوم ؟ ألم يطيروا منا مصدر لقمة عيشنا، الأرض؟




مرة أخرى دعونا نحتكم إلى المعطيات، عدد المصوتين العرب هذه المرة إذا اعتمدنا الزيادة الطبيعية عن الانتخابات السابقة سيكون حوالي إل-600 ألف مصوت. وإذا صدقت التوقعات وارتفعت نسبة التصويت عند اليهود إلى %75 فستصل نسبة الحسم إلى ما بين إل-75 إلى إل-80 ألف صوت . إذا صوت %50 من العرب للأحزاب الوطنية يعني 300 ألف صوت، فهل هذا كثير؟ أليس هذا كاف لدحض كل الادعاءات وكل البكائيات ؟ فلماذا هذا الخوف على الأحزاب العربية؟ ولماذا هذا التهويل من نسبة الحسم وتخويف الناس؟

لماذا نستطيع أن نخرج الناس للانتخابات المجلسية لتصل النسبة إلى فوق %90 كرمال "العيلة" ونكاية في " العيلة" الأخرى ولا نستطيع أن نخرجها كرمال " الوطن " ونكاية في أعداء كل عائلاتنا ؟

إذا عرفنا الدعاة وعرفنا الإحصائيات أعلاه لا بد بل لا مفر من الاستنتاج أن تهويل الأمر بهذا الشكل هو فعلا كلام حق يراد به باطل.



مبدئيا وللوهلة الأولى سيظن القارئ أنني أو أننا ضد الشراكة أو التحالف، وليس الأمر كذلك ولكننا نختلف على الدواعي والمنطلقات.

أولا : نريد شراكة أو تحالف تيارات لها فكر ولها امتداد جماهيري.
ثانيا : نريد شراكة أو تحالف لا لضمان هذا المقعد لهذا وذاك المقعد لذاك.
ثالثا : نريد شراكة أو تحالف مع الحفاظ على تعددية فكرية.
رابعا : نريد الشراكة أو التحالف لنحافظ على بيتنا الوطني من الطائفية ومن العائلية ومن الإنتهازية. نريدها لنثبت أننا شعب موحد الانتماء بل مقدس الانتماء متعدد الفكر.
خامسا : نريد الشراكة أو التحالف لما في ذلك من انعكاسات على شعبنا وأمتنا.

إذا توفرت هذه الدواعي وهذه المنطلقات ليس أسهل من انجاز ذلك، طبعا كلنا يدعي أن هذا كله متوفر لديه ويقسم أغلظ الإيمان انه لا تشوب دواعيه أو منطلقاته شائبة، والشوائب كلها عند غيره.

دعونا نحسن الظن عند الكل وفي الكل، ولكننا دعونا نقر ونعترف أننا مختلفون على الأماكن ولا نغمرن رؤوسنا في الرمال. إذا أحسنا الظن واعترفنا دون لف ولا مواربة أن العائق كامن هنا مهما كانت التبريرات والاجتهادات وأنها تبقى تبريرات واجتهادات ربما تكون صحيحة وربما لا تكون، هانت الطريق.

وحتى نكون أكثر تحديدا الجبهة مثلا تدعي أنها الحزب الأكبر بغض عن عدد نوابها ولذلك تستحق الصدارة، حقها أن تدعي ذلك لكن كيف نستطيع أن نقسم الأصوات بينها وبين الطيبي لتثبت ذلك ؟
وحتى لو وقعت هي والطيبي على تصريح مشفوع بالقسم أن ما حصلته هي يزيد عما حصله التجمع بصوت واحد، فمن الذي يستطيع أن يقول أن ما كان سنة 2003 هو الكائن الآن؟
وما الحل؟

ما دمنا نريد في النهاية أصوات الناس فلماذا لا نقبل بالحسم على يد الناس، فلنحتكم للناس باستطلاعات رأي على يد معاهد مهنية نتفق عليها، لنجعل الناس هي التي تشكل الشراكة ولنقبل مسبقا النتائج مهما كانت، أم أننا " إنعدينا" بمرض الذين حولنا أن ناسنا لا يفهمون الديمقراطية ولا الموديرنقراطية؟

التعليقات