31/10/2010 - 11:02

القول الفصل في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله../ واصل طه

-

القول الفصل في خطاب سماحة السيد حسن نصر الله../ واصل طه
تسعى الولايات المتحدة الى توطيد إحتلالها للعراق، من خلال فرض معاهدة تضمن تكريس وشرعنة وجودها فيه لسنوات عجاف قابلة للتجديد، بموافقة رسمية من أعضاء المجلس النيابي والحكومة برئاسة نور المالكي، الذين ولدوا بموجب قواعد اللعبة السياسية الأميركية في العراق بهدف الوصول الى هذه الغاية.

فجاء خطاب سماحة السيد حسن نصرالله بمناسبة التحرير, وسط أجواء من الجدل والنقاش داخل العراق وخارجه, عن المخاطر التي تهدد عروبتة ووحدة أراضيه، وتجعله مزرعة ورهينة أميركية وقاعدة تهدد أمن المنطقة برمتها، وتحديداً تيار الممانعة والمقاومة الذي يستمد دعمه من سوريا وايران.

في خطابه تطرق الشيخ نصر الله للوضع في العراق مؤكداً أنه منحازُ بالكامل للمقاومة المسلحة العراقية بكل أطيافها وألوانها، مسدلاً الستار على موقف كان "غامضاً"، استغله المحرضون والمغرضون والمذهبيون بهدف تشويه مواقف سماحته مما يدور من حراك سياسي وعسكري في العراق، فجاء موقفه واضحاً، وقول فصل وضع الحدود بين الذين يسعون الى توطيد الإحتلال وبين الذين يقاومونه بالسلاح من أجل تحرير الوطن والحفاظ على وحدة أراضيه.

وجاء تأكيد سماحة السيد الواضح جداً: " أن التيار العراقي الشيعي والسني ومرجعياته الدينية المؤمنة بالعملية السلمية كطريق لخلاص العراق، قد أخذت الوقت الكافي ولم تفلح في الوصول الى مآربها وأهدافها"، وبناء على ذلك أعلن سماحة السيد إنحياز المقاومة اللبنانية وحزب الله الى جانب المقاومة العراقية الباسلة بكل أطيافها، فاتحاً الباب على مصراعيه لتوحيد المقاومة العراقية والعربية عامة ضمن مشروع تحريري شامل، ليس على مستوى لبنان وفلسطين فحسب بل على مستوى العراق والوطن العربي برمته. باعتقادي, أن هذا التطور النوعي يمثل فرصة ذهبية يتعين على تيار الممانعة العربي مأسسة مضامينها من خلال مؤتمر قومي اسلامي يتبنى مشروع التحرير والوحدة الشاملة مع الحفاظ على خصوصيات لا بد من تحديدها.

وجاءت الردود على موقف الشيخ حسن نصر الله هذا، ايجابية من جانب النخب الوطنية والقومية والعلمانية والإخوان المسلمين الذين أعلنوا دعمهم للمقاومة اللبنانية، وكان أبرزها تصريحات المرشد العام للإخوان محمد عاكف الذي أثنى على موقف الشيخ حسن نصر الله الخاص بالعراق وأعلن عن دعمه للمقاومة اللبنانية.

لقد فتح تصريح الشيخ حسن, بانحيازه الكامل للمقاومة العراقية, الباب على مصراعيه لتوحيدها ضمن رؤية وطنية وإستراتيجية تحريرية شاملة تضمن التعددية الدينية والمذهبية والإثنية وتجعلها عامل قوة ضمن العراق العربي الواحد الحر والمستقل، بدلاً من أن تكون عامل ضعيف في نسيج العراق الحالي.

فالمقاومة في العراق تعرضت إلى عملية تشويه ممنهجة في محاولة لشطب شموليتها بتدبير وتخطيط لحصرها في أبناء السنة، وتصويرها على أنها مذهبية وذلك لعزلها وإضعافها داخل المجتمع والشعب العراقي المتعدد. ونستطيع أن نقول أن بوش وحكومة العراق الموالية التي انخرطت في اللعبة الديمقراطية تحت أقدام الإحتلال، قد نجحوا جزئياً في هذا الغرض مما أضعف المقاومة وحول العديد من عملياتها الى إنتقام وثأر كانت خطورتها كبيرة جداً على النسيج الإجتماعي في بلد متعدد لا توجد فيه, بسبب الإحتلال, أية ضوابط، حيث أصبحت الخسائر في الأرواح من بين أبناء الشعب العراقي لا تعد ولا تحصى مقابل خسائر تكاد لا تذكر في صفوف قوات الإحتلال الأميركي.

وعليه فالمطلوب اليوم من أقطاب المقاومة العراقية بكافة فصائلها العمل على تجاوز مرارة وعقد الماضي, من خلال بناء ميثاق وطني وخطاب سياسي واحد يتضمن مشروع التحرير الوطني, وتوحيد أهداف المقاومين على مختلف فصائلهم وإبراز الرؤية المستقبلية للعراق العتيد، الذي سيكون وطناً للجميع بدون تمييز بين مذاهبه وإعطاء مجموعاته الأثنية المساواة الكاملة إستناداً للمواطنة الكاملة في الوطن الواحد.

بذلك تكون المقاومة العراقية قد أفشلت المخطط الأميركي وقصرت عمره، هذا المخطط الذي يعيش ويتنفس من خلال سياسة فرق تسد، تماماً كما تم إسقاط هذا المشروع في لبنان بسبب حكمة قيادة المقاومة اللبنانية التي تبنت خطاباً عروبياً ووطنياً لا يشوبه شائبة، كان فصله الأخير الإنحياز الكامل بدون تلعثم للمقاومة العراقية الوطنية.





التعليقات