31/10/2010 - 11:02

بكل صراحة: نحو إنشاء منظمة تحرير فلسطينية جديدة../ د.عبد الرحيم كتانة

بكل صراحة: نحو إنشاء منظمة تحرير فلسطينية جديدة../ د.عبد الرحيم كتانة
سيستفز هذا الطرح الكثيرين- لا بأس، لم يعد هناك وقت للمجاملة، ولم يعد هناك وقت للخوف. نحن أمام لحظة تاريخية، أو قل أمانة تاريخية، فليس المطروح هدم الكعبة أو المعبد لنصبح في العراء، فعندما يصبح المعبد آيلا للسقوط على رأس بني البشر الأبرياء يصبح لزاما علينا هدمه (بأيدينا)، وإعادة بناء ما هو أقوى على أسس ثابتة ومستديمة، يصمد أمام مؤامرات الأعداء وذوي القربى.

المنظمة أنشئت لتحرير فلسطين التاريخية، وارتكزت على أعمدة انهارت جميعها أو معظمها (على أيدي ذوي القربى)، وأصبحت عالة على أهلها.

باسمها ترتكب المحرمات والموبقات. لم يعد هناك ميثاق ولا صندوق قومي (استبدل بوزارة مالية لسلطة تحت الاحتلال)، ولا مجلس عسكري أعلى (استبدل بمندوب سامي اسمه دايتون ومفاوضات أبدية). ولكن، وللأمانة التاريخية، بقيت قيادة ضد المقاومة، لأنها لم تختبر السلاح أبدا ولم تتسخ يد معظمهم به، وتقبض بالدولار وتعيش في القصور ولا تقترب من المواطنين ولا تعيش معهم، فبينها وبينهم جيش من المرافقين وطابور من (السكرتيرات).

ألمنظمة بالنسبة لهم تعني بقاءهم في السلطة، وما عدا ذلك فهو هراء، الأساس هو (البرستيج) والمرتبات والمرافقون والخدم والحشم والسيارات وأبناء يتاجرون بكل شيء، ويعيشون أينما أرادوا، ويتعلمون في أي جامعة على حساب المنظمة (هذا إذا تعلموا- أصلا) فرصيد آبائهم الثوريين جدا يمنحهم هذه الحصانة!! وهذا الامتياز.

وإذا ما أنجزت هذه المنظمة شيئا، من قبيل الاعتراف العالمي بقضيتنا (كما دأب المتنفذون على الترديد) فسنحافظ على هذا الاعتراف بحدقات عيوننا... وكفى.

المنظمة بدأت تأكل أولادها، بل تتنازل عما أنجز أبناؤها، وأصبح استمرار وجودها بهذا الشكل وهذا المضمون خطرا، وعلى وجه الدقة خطرا مدمرا. هناك مسار جديد (لم نألفه) قضى على الأخضر واليابس، وهناك وطن تم تهويده بالكامل أو بمعظمه. وإذا ما أسرعنا بقراءة الفاتحة على روح هذه المنظمة القائمة فسنبكي دما. لن يتفهم الناس هذه الدعوة الآن، ولكنهم سيندمون حيث لن ينفع الندم إذا فوتوا الفرصة السانحة:

أزمة داخلية، وانقسام لن يحل إلا بمنظمة جديدة ( شكلا ومضمونا)، وفشل ذريع لنهج الحياة مفاوضات (وإذا ما تركنا أصحاب هذا النهج فسيأكلوننا لتستمر الحياة مفاوضات). المطلوب الآن، وليس غدا، الاتفاق على دعوة الشعب الفلسطيني لانتخاب مجلس وطني- أكرر وطني- وليس تشريعيا أو رئاسيا – فهذه مسميات بلا مضمون- ينبثق عنها لجنة تنفيذية جديدة وميثاق وطني مقاوم للاحتلال.

وإذا تذرع البعض بالشتات نقول لهم فلنجريها حيثما أمكن، ونستعين بالقياس حيثما تعذر. وعندها لا يستطيع أحد التشكيك بالتمثيل أو بالأحقية، ولم يعد يجدي التاريخ النضالي لأحد، لأن الكل (بلا استثناء) قبض ثمن هذا التاريخ بالدولار وبأثر رجعي ونهاية خدمة!!!!؟؟؟ ( ولا بالأحلام).
اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.

طبعا، لمن سيقفز من مقعده نقول "نحن ندعو إلى منظمة تحرير جديدة وليست بديلة، بمعنى إذا انتخب الشعب الفلسطيني بعض القيادات القديمة في التشكيلة الجديدة فهذا قرار الشعب ورغبته وعلينا احترامه لأنه خيار ديمقراطي وليس خيار التعيين المتبع منذ تأسيس المنظمة. ثم أننا ندعو للحفاظ على الانجازات أينما وجدت والقضاء على السلبيات وما أكثرها.

التعليقات