31/10/2010 - 11:02

بوش في فلسطين- تسوية ام تكريس للوعد!../ نواف الزرو

بوش في فلسطين- تسوية ام تكريس للوعد!../ نواف الزرو
الرئيس الأمريكي بوش في فلسطين في ثاني زيارة تاريخية له، وهي الأولى له كرئيس...!
فما الذي يحمله معه اذن الرئيس الامريكي لفلسطين وشعبها وقضيتها ومستقبلها...؟!
سؤال يجول بقوة هائلة في نفوس الفلسطينيين والعرب..!

فهل سيعلن يا ترى الرئيس الامريكي موقفا تاريخيا لصالح التسوية وإقامة الدولة الفلسطينية خلال عام 2008 كما تضخ وسائل الاعلام المختلفة ...؟!
أم سيجدد وعده لشارون الذي يكرس حقائق الأمر الواقع الاستيطاني التهويدي التي تنسف عمليا بمنتهى القسوة مقومات الاستقلال الفلسطيني...؟!

وحسب المعطيات فهذا سيكون اللقاء الرابع بين أولمرت وبوش، فقد التقيا في 19 حزيران/2007، في واشنطن، كما اجتمعا قبل ذلك مرتين في أيار وتشرين الثاني من العام 2006، وكان قد خصص الاجتماع الأول للدفع بخطة "التجميع/ الانطواء" في الضفة الغربية، أما الاجتماع الثاني فقد كان بعد العدوان على لبنان، وناقش تغيير جدول الأعمال الإقليمي ومواجهة إيران، كما ناقش الاثنان احتمالات إحداث تقدم إقليمي على أساس مبادرة السلام العربية، والاتصالات مع رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، وفحص إمكانية تجديد المفاوضات مع سورية.

أما في اللقاء الاخير الذي جمع بوش واولمرت في حزيران الماضي فهيمنت أجندة عمل إسرائيلية خالصة على أجواء الاجتماع، وقد ركز اولمرت على أولويات طلب تبني واشنطن لها، حكومة وكونجرس، وقد حصل مبدئياً على تفهم من البيت الأبيض تجاهها، وهذه الأولويات ترتكز على محورين:

الأول سياسي لإعادة تشكيل فحوى القضية الفلسطينية وعملية التسوية لكي تصبح "قضية بقاء "إسرائيل"وليس موضوع الاحتلال أو معاناة الفلسطينيين أو حقوق الإنسان أو المستوطنات في إعادة لصياغة القضية، والثاني، كنتيجة للحرب على لبنان، فإنه ينبغي التركيز من الآن وصاعداً على تقديم المساعدة لـ“إسرائيل” الحليفة باعتبار أنها تشكل مع الولايات المتحدة توجهاً واحداً، وبالتالي فالتركيز في السياسة الخارجية الأمريكية تشريعياً وتنفيذياً ينبغي أن يكون على التعاطي مع الملفات في المنطقة حسب الأولويات، والترتيب التالي: إيران ثم سوريا ثم لبنان ثم العراق ثم الفلسطينيين، وأن يتم شحذ قوى العالم للتعاطي مع هذه الملفات وفق هذا المنظور بما في ذلك تدويل الموقف من إيران.

أما ونحن اليوم أمام اللقاء الرابع بينهما فانه يغدو من الجدير التذكير بالأجندة المشتركة بينهما وبالمطالب الاسرائيلية المتجددة من الإدارة الأمريكية.
فحسب المصادر الاعلامية الاسرائيلية عكفوا في "اسرائيل" على صياغة برنامج عمل وانشاء أسس سياسة تتمتع بها اسرائيل، وفي نقاش تم في مكتب اولمرت تمهيدا للزيارة أُكدت المصادر السعي للتوصل الى تصريح رئاسي من قبل بوش في شأن "مصالح اسرائيل الحيوية"، تعترف بها الولايات المتحدة قبيل التفاوض في التسوية الدائمة مع الفلسطينيين/ معاريف – 03-01-2008".

وتتحدث الوثيقة الإسرائيلية في جملة ما يتحدث فيه، عن "مصالح مثل كون الدولة الفلسطينية المستقبلية منزوعة السلاح الثقيل كله"، و"الحفاظ على حرية عمل إسرائيل الأمنية في أثناء التفاوض"، و"المجال الجوي الاسرائيلي وما أشبه"، وتسعى “إسرائيل” أيضا للحصول على ضمانات من الولايات المتحدة خلال زيارة بوش "تضمن لها سيطرة أمنية في الضفة في أي اتفاق مع الفلسطينيين"، وقد أعد أولمرت بالتنسيق مع وزير الحرب باراك ووزيرة الخارجية ليفني، "سلة مطالب تفضي بمجموعها إلى تأبيد الاحتلال، وبقاء أي كيان فلسطيني في قبضة الاحتلال أرضاً وأجواء مستباحة ومعابر تحت السيطرة الإسرائيلية".

الرئيس الأمريكي لا يمكنه "أن يمارس أي ضغوط حقيقية وفعلية لإطلاق التسوية"، كما أعلن أولمرت قبل أيام من الزيارة مضيفا" أنه وبوش متطابقان، وأن الرئيس الأمريكي لا يمكن أن يفرض شيئا ترفضه إسرائيل"، وهذا يعتبر بمثابة حكم اسرائيلي مسبق على نتيجة اللقاءات وما هو منتظر من الرئيس الأمريكي...!

استحضر أولمرت وعد وتعهدات بوش لشارون في عهده في تصريح قال فيه"إن الضمانات التي قدمها بوش في رسالة العام 2004 حول ضرورة الاعتراف بـ "الواقع الديموغرافي" في الضفة الغربية، تسمح لإسرائيل بمواصلة البناء في الكتل الاستيطانية القائمة "من دون إقامة مستوطنات جديدة ".

ولذلك نقول في خاتمة قراءة آفاق زيارة بوش لفلسطين واحتمالات التسوية والدولة، إن الحقيقة الكبيرة المستخلصة والأهم هنا في مواجهة ما يجري من بناء حقائق الأمر الواقع على الأرض أن "الوحدة الوطنية الفلسطينية" و"القيادة الجماعية من أقصى الإسلام مرورا بفتح الوسط وصولا إلى أقصى اليسار" هي المخرج من هذا المأزق الفلسطيني المتفاقم وهي البديل الذي يوصل الى شط الأمان الفلسطيني، والممر الإجباري أمام الفلسطينيين لتمكينهم من تصليب مواقفهم ومواجهة خرائط الطرق الإسرائيلية المتجددة الهادفة إلى شطب القضية الفلسطينية شطبا كاملا وشاملا وبالبصمة الامريكية ...؟!

التعليقات