31/10/2010 - 11:02

تقرير "أبو كبير" وتقرير غولدستون../ زكريا محمد

تقرير
ملف آخر يضع قيادة السلطة الفلسطينية في المأزق من جديد: قتل الفلسطينيين لسرقة أعضائهم!
هذه القيادة تتهرب حتى الآن من التعرض للملف المتفجر الجديد.

صحيح أن أحدا يمكنه أن يقول أنه لم يمض وقت طويل بعد. لكن يمكن للمرء أن يشتمّ أنهم لا يريدون ملاحقة الأمر.

نعم، نحن نشك في أن هذه القيادة ستحاول أن تتهرب من حمل المسؤولية، لأنها تخاف على (العملية السلمية) الموقرة! فهي، بفكرتها البسيطة وغير المعقدة، غير قادرة على تصور أنه يمكن التفاوض والمواجهة معا. لا تستطيع أن تفعل كما يفعل قادة إسرائيل. فهم يقتلون ويعتقلون ويصادرون ويفاوضون في اللحظة عينها. فكرها بسيط وغير مركب.

وبما أنها ستتهرب من القيام بواجبها، في أغلب الظن فإن علينا جميعا أن نضعها تحت الضغط. يجب أن نرغمها على الفعل، كما حصل بشان تقرير غولدستون.

هي لن تفعل شيئا بإرادتها. إرادتها لا تترك مكانا للصراع والمواجهة أبدا. مسألة سرقة الأعضاء في (أبو كبير) ليست مثل مسألة محاولة اعتقال ليفني في لندن. أي أنه لن يقبل احد أن تسكت السلطة وقيادتها على أمر (أبو كبير)، كما سكتت في موضوع ليفني.
ولا يجب علينا أن نقول: لننتظر.
لا يجب أن نعطيها ولو دقيقة واحدة من الراحة. هي تدعي أنها تقود الشعب، ومن يريد قيادته فعليه أن يدافع عنه وأن يقود معاركه.

فلنرفع إذن صوتنا عاليا: على السلطة أن ترسل مسألة سرقة أعضاء القتلى الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة. إلى مجلس الأمن من أجل التحقيق فيه.

لم يعد الأمر أمر تهم فلسطينية، ولا أمر مقال من صحفي سويدي. فقد حصلنا على اعتراف مباشر وواضح من مدير (أبو كبير)، كشف جزءا مما كان يجري في هذا المستشفى. ويجب أن يتم كشف تاريخ هذا المستشفى- المسلخ كله.

لقد كانوا يقتلون الناس من أجل سرقة أعضائهم.
هذه جريمة حرب.
ولا يجب أن يفلت المجرمون.
كذلك لا يجب أن يفلت من لا يلاحقون المجرمين.
أو من يتلكأون في ملاحقتهم.
سنلاحقهم كي يلاحقوا الجريمة، وإن لم يفعلوا فسوف تهتز هيبتهم المترنحة أكثر فأكثر.

هذا اختبار جديد آخر للقيادة.
هذا تقرير غولدستون جديد بين يديها.
وعليها أن تتصرف كقيادة تمثل الشعب.
علينا أن نرغمها على ذلك، وأن تحمل الملف الجديد إلى مجلس الأمن.
هم لا يحبون هذه القضايا، نعرف ذلك.
لكن يجب أن نرغمهم على حملها.

التعليقات