31/10/2010 - 11:02

تمديد المفاوضات وعملية أنابوليس بدلاً من عملية السلام../ ماجد عزام*

تمديد المفاوضات وعملية أنابوليس بدلاً من عملية السلام../ ماجد عزام*
مهم جداً الاجتماع الذي عقدته اللجنة الرباعية في شرم الشيخ الأسبوع الماضي، للأسف لم ينل ذلك اللقاء حظه من الاهتمام والقراءة والتمحيص ربما على خلفية الانشغال بأسباب وحيثيات فشل جولة الحوار الفلسطيني التي كان من المفترض أن تعقد في القاهرة في نفس الوقت.

الاجتماع مهم في حد ذاته أي لمجرد انعقاده عوضاً عن كونه أنتج أو تبنى مجموعة من المواقف والرؤى والتي ستترك أثرها حتماً على عملية التسوية بشكل عام والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية بشكل خاص.

السبب الأساس وراء عقد الاجتماع تمثل بالرغبة في ملء الفراغ وإعطاء الانطباع أن ليس من جمود على صعيد المنطقة وعملية التسوية، وان انتقال السلطة والانتخابات سواء في أمريكا أو إسرائيل لن يمنعا أو يحجبا اهتمام المجتمع الدولي بتفاصيل المفاوضات والانجازات أو التفاهمات الجزئية والمتواضعة التي تم التوصل إليها وفى السياق جرى العمل على تمديد المدى الزمني أو السقف لمفاوضات التسوية التي انطلقت بعد لقاء أنابوليس العام الماضي، والتي كان يفترض أن تنتهي بنهاية العام الحالي 2008، بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي للصراع.

أراد الاجتماع في الذكرى السنوية الأولى للقاء انابوليس إيصال رسالة وبالأحرى تكريس وتأكيد تمديد زمن المفاوضات هذه المرة إلى اجل غير مسمى، كذلك أراد التأكيد على أن عملية أنابوليس ستتواصل وستصبح مرادفة وحتى بديلا لمصطلح عملية السلام. وفي هذا السياق يبدو لافتاً جداً تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس- عملية أنابوليس باتت بمثابة رد المجتمع الدولي وبعض الأطراف على السؤال لمعرفة كيف سنضع جداً للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني- إذن في الشكل بدا الاجتماع بمثابة احتفال بالذكرى السنوية للقاء أنابوليس وتمديد زمن المفاوضات وإثبات جدية الأطراف أو حتى المجتمع الدولي ككل في حل النزاع ليس عبر التوصل إلى اتفاق إنما عبر عملية أنابوليس وحسب.

أما في المضمون فقد رسم الاجتماع أو بالأحرى أعاد تكريس أسس عملية التسوية أو ما بات يعرف بعملية أنابوليس المفاوضات وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تهدف إلى حل جميع المسائل العالقة بالتوازي و التزامن مع تطبيق خريطة الطريق، وخاصة بندها الأول المتضمن تجميد أنشطة الاستيطان وتفكيك البنى التحتية لتنظيمات المقاومة الفلسطينية، وهذا الأمر بعد بمثابة الحل الوسط بين المطلب الفلسطيني بالذهاب مباشرة إلى القضايا النهائية المطلب الإسرائيلي التقليدي بالانغماس أو الاستغراق و التركيز على القضايا المرحلية الانتقالية ومن ثم الانتقال إلى الملفات الحساسة الشائكة.

أما الأمر المهم فتمثل بالقبول بالموقف الفلسطيني،- كذلك موقف تسيبي ليفني- لا اتفاق على شيء قبل الاتفاق على كل شيء وهو وقف يتقاطع مع تصور ليفني للحل النهائي حيث تصر على التوصل إلى اتفاق وفق مدى زمن مفتوح، يشمل كل القضايا في مقابل موقف رئيس الوزراء المنصرف ايهود اولمرت الذي عرض مشروع اتفاق إطار أو اتفاق رف على الرئيس أبو مازن يشمل تأجيل قضية القدس و حسمها فيما بعد بشرط ان يكون التنفيذ مرهونا بتطبيق خارطة الطريق وتحديدا البند الأول منها.

قبل ثلاثين عاما ابتدع هنري كيسنجر مصطلح عملية السلام بغرض الاكتفاء والانشغال بتواصل العملية بغض النظر عن السلام نفسه، أصبح الاهتمام منصبا على استمرار العملية نفسها وإبقائها على قيد الحياة بغض النظر عن النتائج والأهداف. أضحت العملية غاية بحد ذاتها وليست وسيلة للوصول إلى السلام العادل والشامل. واعتقد أننا الآن بصدد نموذج مشابه استنساخ ما فعله كيسنجر على يد الجمهورية المنصرفة كوندليزا رايس عملية انابوليس بديلا لعملية السلام وباتت كذلك رد المجتمع الدولي واثبات جديته في التوصل إلى حل للصراع في فلسطين أي أن العبرة ليست بالنتيجة أو باتفاق السلام العادل والشامل والنهائي وإنما بعملية انابوليس ذاتها.

التعليقات