31/10/2010 - 11:02

حزب الله قادر على تهديد زوارق وغوّاصات!../ علي شهاب*

حزب الله قادر على تهديد زوارق وغوّاصات!../ علي شهاب*
دخلت عقيدة «محور الشر» القتالية البحرية ضمن قائمة متابعات مراكز الدراسات الغربيّة، وسط مخاوف من «نقل القدرات البحرية الإيرانية إلى حزب الله وحماس اللذين يعملان على إنشاء وحدات بحرية خاصة».

ومنذ حرب تموز 2006، بداية التحول الاستراتيجي في المنطقة، ترصد دوائر القرار الأمنية والعسكرية الأميركية والأوروبية والإسرائيلية نشاطات وتعزيزات في القدرات البحرية لهذا المحور.

من بين ما نشرته مراكز الدراسات عن «قوات حزب الله البحرية» يبرز تقرير مركز «جورج مارشال» الأوروبي للدراسات الأمنية الذي يختصر المشهد بأنه «عند الخاصرة البحرية لإسرائيل، يطور حزب الله قوته البحرية بمساعدة إيرانية، إذ تَزوَّد بزوارق صينية الصنع. حتى إنّ مصادر إسرائيلية تشير إلى أنّ الحزب أنشأ وحدة غوّاصات صغيرة، حيث باستطاعة عنصر واحد تشغيل الغواصة، فضلاً عن تجهيز أرصفة تحت الماء لأهداف عسكرية، وهو يتلقى تدريبات على مهاجمة سواحل إسرائيل في أي نزاع مستقبلي في إيران».

وفيما لا تلغي الدراسة عنصر المبالغة في هذه الأنباء، غير أنها تشير إلى أن استخدام حزب الله للصواريخ البحرية المضادة للسفن في حرب تموز 2006 كان «مفاجأة استراتيجية»، وبالتالي لا يمكن استبعاد أي احتمال في ما يخص تطوير قدرات الحزب، وخاصة أن «أي هجوم إيراني على إسرائيل سينطلق في الوقت نفسه من لبنان وقطاع غزة، لذا من المؤكد أنّ طهران ترتّب ميادين عمل حلفائها لهذا الخيار».

بدوره، يبحث مركز التحليل الأمني الاستراتيجي، التابع للإدارة الأميركية، في «دلالات أسلحة حزب الله الصينية الصنع»، في دراسة يستهلها بالقول: «إن تزويد إيران حزب الله بصواريخ طراز (نور) أو سي 802 البحرية يُنذر بنيتها الذهاب أبعد من ذلك في شراكتها» مع الحزب.

وفي سياق متصل، يروي المركز حادثة استهداف البارجة الإسرائيلية «ساعر» إبان حرب تموز على الشكل الآتي:
«مساء الرابع عشر من تموز 2006، على بعد 16 كيلومتراً من الساحل اللبناني، عانت السفينة الحربية طراز حانيت، والمعروفة باسم ساعر، أضراراً جسيمة وفقدان أربعة من طاقمها بعدما استهدفها حزب الله بصاروخ حددت المصادر الإسرائيلية بأنه من طراز سي 802 المضاد للسفن. وبما أنّ طاقم السفينة لم يكن يتوقع هجوماً كهذا، فإنّ أنظمة الدفاع في السفينة لم تكن جاهزة للتشغيل لحظة الهجوم، وكان أمام الطاقم 20 ثانية فقط ليدرك ما أصابه».

إلا أن الدراسة تحتمل رواية ثانية بالإشارة إلى أنه «في ضوء التقارير الأولية، وحجم الضرر الذي أصاب حانيت، يبدو من المنطقي الاستنتاج أن الصاروخ الذي أطلقه حزب الله، ليس من طراز سي 802، بل على الأرجح سي 701 الأصغر حجماً بمدى يصل إلى 20 كيلومتراً، ويُعتقد أنه معدَّل عن نسخة صينية في إيران».

وتتابع الدراسة في تدعيم هذه الرواية من خلال تسليط الضوء على مناورات «الرسول الأعظم» التي أجرتها إيران السنة الماضية، حين أطلقت صواريخ بحرية من طراز «سي 701» المعدلة محلياً، بحيث إنها مجهزة «بعين إلكترونية».
وتتميز هذه الصواريخ بكونها «تتيح مرونة إضافية بسبب صغر حجمها نسبياً، فضلاً عن إمكان إطلاقها من منصات ومحمولات مختلفة، والأهم أنّها تتكيف مع كل أنواع المناخات».

وتشير الدراسة إلى أن «ترسانة حزب الله البحرية تضم على الأرجح الغاماً بحرية صينية الصنع حصلت عليها إيران منتصف التسعينيات. أحد أنواع هذه الألغام هو من طراز «إي أم ــ 52» الخطير المخصَّص لإغراق قطع بحرية كبيرة كحاملات الطائرات». وتضيف الدراسة: «بحصوله على أنواع كهذه من الألغام، يملك حزب الله القدرة على تهديد السفن الدولية» قبالة السواحل اللبنانية. كذلك «إذا تورطت الولايات المتحدة وأوروبا بتوجيه ضربة إلى حزب الله، فسيكون قادراً على الانتقام من خلال نشر هذه الألغام قرب منشآت بحرية أميركية أو أوروبية».

ومن ضمن الجهات التي بدأت ترصد قدرات حزب الله البحرية، بعد حرب تموز، البحرية الأميركية التي رأت في حادثة السفينة «ساعر» دليلاً على أن «بإمكان جماعة إرهابية مثل حزب الله الحصول على قدرات غير متوقعة».

غير أن البحرية الأميركية تحسم، في تقريرها، أن الصاروخ الذي استهدف السفينة الإسرائيلية كان من طراز «سي 802» في خطوة فسّرها مدير الاستخبارات البحرية الأميركية طوني كوثرون بأنها «مفاجأة مذهلة»، إلى درجة أن السفارة الإسرائيلية في واشنطن لم تردّ على الاتصالات الواردة من المؤسسة العسكرية الأميركية، طالبة توضيح حقيقة ما جرى بعيد استهداف «ساعر».

أما الخلاصة الرئيسية التي خرج بها محلّل الشؤون العسكرية في مركز «التقويم الاستراتيجي» في واشنطن، روبرت وورك، فهي أنه «خلال أي نزاع مستقبلي، يجب تشغيل جميع أنظمة الدفاع والإنذار وافتراض أنك واقع تحت تهديد متعدد الأبعاد في أي لحظة»، موضحاً أنه لا يعتقد أن السفن الإسرائيلية «ستعمل قبالة السواحل اللبنانية مجدداً من دون تشغيل جميع أجهزة الإنذار والدفاع». كذلك هو الحال بالنسبة إلى البحرية الأميركية، علماً بأن الهجوم على «حانيت» لفت الأنظار إلى التهديد الذي قد تواجهه السفن العاملة في الخليج الفارسي.

من جهته، يرى الباحث الإسرائيلي في المعهد نفسه غاي بن عاري أن «من الخطأ النظر إلى الهجوم على حانيت بصفته حادثاً معزولاً»، محذراً من أنه «بمقدور من يطلق صاروخاً أو صاروخين من طراز سي 802 إطلاق العشرات بنجاح، وبمقدور من يصيب سفينة إسرائيلية أن يصيب أيضاً سفينة أميركية».

وفي هذا السياق، على البحرية الأميركية «مضاعفة جهودها لحماية قطعها إزاء هذا النوع من الصواريخ»، علماً بأن إحدى الروايات الغربية لحادثة السفينة «حانيت» تشير إلى عاملين رئيسيين أديا إلى إصابتها:

1 ــ الاستهتار الإسرائيلي، إذ لم يعمل طاقم السفينة على تشغيل نظام الرصد والحماية، لكون الاستخبارات العسكرية لم تحتمل وجود صواريخ مضادة للسفن لدى حزب الله.

2 ــ استخدام حزب الله لعنصر المناورة من خلال إطلاق صاروخين، أحدهما على ارتفاع عالٍ، وآخر على ارتفاع منخفض، بهدف أن يُشغل الصاروخ الأول رادارات السفينة ونظام الحماية، فيما يتجه الصاروخ الثاني نحو الهدف.
"الأخبار"

التعليقات