31/10/2010 - 11:02

حينما يدعو كيسنجر الى ترحيل عرب 48 ايضا ....؟!!/نواف الزرو

حينما يدعو كيسنجر الى ترحيل عرب 48 ايضا ....؟!!/نواف الزرو
لو كانت الاحوال والاوضاع والمواقف والارادات العربية على غير ما هي عليه اليوم ، لما تنطح لنا ذلك المنظر والمؤدلج للسياسة الامريكية / الصهيونية المدعو "كيسنجر"، مرة اخرى في عز الظهيرة وعلى مرأى ومسمع وفرجة العرب هكذا بصورة سافرة ....؟!!!

فبدلا من ان يصبح اكثر واقعية وعملية وانصافا، بعد كل هذه الحروب والتضحيات والضحايا المتراكمة المتصلة على مدى العقود الماضية، يطل علينا بتنظير جديد يعتبر في مضمونه وجوهره دعوة جديدة لترحيل وتهجير وتشتيت وتلجيء من تبقى من عرب 48 فوق ارضه وممتلكاته ...!

فتحت زعم "التوجه الذي يجب ان تنتهجه اسرائيل والعرب في عملية التسوية"، كشف كيسنجر النقاب عن نية اخرى من النوايا الحقيقية المبيتة لديهم تجاه القضية والشعب والارض والحقوق الفلسطينية الشرعية الراسخة هناك في فلسطين 1948، حيث دعا في مقال له نشرته "الواشنطن بوست " الى "المقايضة "، واعتبر "ان افضل حل "عقلاني " هو ان تبادل اسرائيل المستعمرات حول القدس باراض موجودة حاليا في اسرائيل وتعيش فيها اغلبية ملموسة من فلسطينيي 48 "؟؟؟

ما يعني عمليا من جهة اولى اعادة سحب وانتاج تلك المخططات والنوايا النائمة او الساكنة الرامية الى الترانسفير والتظيف والتهويد لكامل فلسطين بلا عرب، وما يعني من جهة ثانية اقتلاعا جديدا للشعب العربي الفلسطيني من ارضه ووطنه وجذوره وحقوقه، وما يعني من جهة ثالثة حربا ونكبة فلسطينية اخرى لا ادري ان كانت الثانية او الثالثة او ربما الرابعة او...فالنكبات الفلسطينية لم يعد من الممكن حصرها ...وما يعني من جهة رابعة القاء لكل القرارات الدولية المتراكمة المتعلقة بالحقوق العربية الفلسطينية وبان الضفة والقطاع اراض محتلة الى المزبلة الصهيونية ...؟!!!

يحملنا تصريح / تنظير كيسنجر الى الوراء ...الى تلك الادبيات والنوايا الصهيونية التي كانت دائما معدة ومبيتة ضد اهل فلسطين ...

فمنذ العام 1940 كان يوسف فايتس قد اعلن كما هو موثق قائلا :"يجب أن يكون واضحاً لنا أنه لا مكان للشعبين معاً في البلاد...والحل الوحيد هو أرض-اسرائيل، على الأقل أرض إسرائيل الغربية، بدون عرب. لا مكان، هنا، لحلول وسط. وما من طريق أخرى سوى ترحيل العرب من هنا إلى الدول المجاورة، ترحيلهم جميعاً... يجب أن لا نبقي أية قرية، أو قبيلة؛ يجب ترحيلهم إلى العراق وسوريا وحتى إلى شرق الأردن. ولتنفيذ هذا الهدف، يمكن توفير أموال كثيرة. وبعد الترحيل فقط تستطيع البلاد أن تستوعب الملايين من اخوتنا، وتجد المسألة اليهودية نهاية وحلاً" (يوسف فايتس، القدس، 1940/12/9)

اعتقد ان لاتمييز في المضامين والجوهر ما بيت تنظير واقتراح كيسنجر وما بين اعلان فايتس ....؟!!

وبالعودة الى بعض ادبياتهم ايضا نقول: لا خلاف على أن الفكرة الأساسية الداعية إلى تهجير السكان العرب الفلسطينيين فكرة قائمة مترعرعة نامية في أوساط كثير من الإسرائيليين على الصعيدين الرسمي والشعبي، كذلك، لا خلاف على أن المساعي الإسرائيلية ما تزال مستمرة لتحقيقها، غير أن أهم العوائق أمام القيام بعمليات طرد جماعي للفلسطينيين يتجلى في صعوبة تحديد الجهة، إلى أين وكيف ومتى …؟ وفي هذا السياق ، طرح الزعماء الصهاينة مجموعة من الأفكار بغية تحقيق هذا الهدف أهمها:

I- ترحيل ونقل الفلسطينيين العرب جماعياً بواسطة شاحنات إلى خارج حدود الوطن المحتل عبر الأردن ولبنان أساسا، ويقع ضمن نطاق هذا التوجه فكرة استغلال الفرص.

II- ترحيل ونقل الفلسطينيين العرب من المدن والمخيمات والقرى وتجميعهم في أماكن نائية (على أرض فلسطين ذاتها ) شبيهة بالكانتونات بغية تسهيل السيطرة عليهم .

V- الترحيل " الإيجابي " – أي إقناع السكان الفلسطينيين بالترحيل والهجرة إما بالإغراءات المالية أو بواسطة فكرة رحبعام زئيفي " الأخلاقية السامية الإيجابية " كما يزعم، إذ يقول أنه " يجب أن نقنع العرب بأنه لا مجال لتعايش الشعبين، فإما نحن وإما هم " وأنه لا خيار أمام " إسرائيل " سوى أبعاد الفلسطينيين باسرع وقت.

VIII- التبادل السكاني – وتقوم هذه الفكرة التي تستخدم كغطاء للنوايا الصهيونية الحقيقية على أساس تنفيذ عملية تبادل سكاني متفق عليه، أي ترحيل الفلسطينيين إلى الدول العربية مقابل استيعاب يهود الدول العربية.

IX- ترحيل الفلسطينيين على اساس فكرة "المقايضة" الكيسنجرية وهي قديمة ايضا لديهم ...

في ضوء كل هذه الاطروحات والأفكار والمخططات، تتضح المساعي الصهيونية المتنامية الرامية إلى ترحيل فلسطينيي الداخل عن بكرة أبيهم على مراحل، أو جماعياً ودفعة واحدة وبذلك، يتضح أن الهدف عندهم ما يزال واحداً يتجلى باستمرار حركة العدوان والتوسع والاستيلاء على كامل ارض فلسطين بما عليها وبما في داخلها من الممتلكات والثروات، وذلك عبر اقتلاع وترحيل وتهجير أصحابها الحقيقيين بشتى الوسائل، وصولاً إلى تعزيز وتوطين وتهويد ذلك الكيان بالكامل ...؟

لا نحتاج نحن هنا لا لاقتراحات كيسنجر ولا لنصائحه المسمومة المتصهينة ...فلن يتأتى من ورائها سوى الخراب والنكبات وضياع ما تبقى من فلسطين ...؟!!

والكرة تبقى عمليا بايدى العرب ...فهم الذين يجب ان يردوا وان يبادروا وان يظهروا شيئا من الجدية والعين الحمرا ازاء اوطانهم وحقوقهم ...؟!!!!

التعليقات