31/10/2010 - 11:02

حينما يقف تشومسكي وليفنغستون والأكاديميون البريطانيون وغيرهم في خندق فلسطين...؟! / نواف الزرو

حينما يقف تشومسكي وليفنغستون والأكاديميون البريطانيون وغيرهم في خندق فلسطين...؟! / نواف الزرو
لا يمكننا الا ان نتوقف امام كل هؤلاء الذين يقفون بمنتهى الشجاعة والتحدى الى جانبنا في خندق فلسطين وفي خندق العراق ايضا ... وفي الوقت الذي ينتزع بعض العرب انفسهم من فلسطين او ينزعونها منهم، نتابع هؤلاء المناضلين الكبار على امتداد امريكا واوروبا، وهم يتصدون كل يوم للاحتلالات الامريكية –الصهيونية في فلسطين والعراق ..وكيف ينددون بالجرائم الامريكية –الصهيونية ويطالبون بتقديم جنرالاتهم امام المحاكم الدولية لمجرمي الحروب ...

ونقول: رغم الازدحام الهائل للأحداث والتطورات في فلسطين والعراق والمنطقة العربية عموما ...ورغم الانشغال حتى النخاع في تفاصيل قضايانا في فلسطين والعراق ضد الاحتلالات الغاشمة البشعة ... الا اننا كمثقفين وأكاديميين وكتاب وإعلاميين عرب يتوجب علينا ان نقف امام ظاهرة هؤلاء الشجعان اصحاب المبادىء والاخلاقيات والهامات الانسانية العالية ....!

فهاهو "ناعوم تشومسكي المفكر والباحث الاميركي التقدمي يزور الجنوب اللبناني ويدخل زنزانات معتقل الخيام"ليخرج منه ومن زيارته للبنان باستخلاصه الهام مؤكدا:" لقد تأثرت كثيرا بجولتي داخل المعتقل الذي يذكرني بمعتقلات غوانتانامو وغيرها" ولكنه "ابدى تأييده لإطلاق كل الأسرى والمعتقلين في كل السجون الاسرائيلية والاميركية"، واختتم معلقا :"لا يهمني ردة فعل واشنطن على زيارتي للبنان والمنطقة"...

ويذكر ان لتشومسكي مواقف وتصريحات عديدة ضد الاحتلال الارهاب الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني..

ومن تشومسكي الى عمدة لندن ...فما لم يجرؤ عليه اي زعيم عربي حتى الآن، تصدى له عمدة لندن "كين ليفينغستون" بمنتهى الجرأة والشجاعة والتحدي..
فقد رفض ليفينغستون كما هو معروف تقديم اي اعتذار عما قاله في في الآونة الاخيرة عندما "شبه صحافيا يهوديا بحارس معسكر تعذيب" ولم يتراجع عن ذلك على الرغم من تقديمه لمحاكمة تاديبية في لندن....

وكان أكد في مقال كتبه في "الغارديان" اللندنية "ان شارون مجرم حرب ويجب ان يكون في السجن وليس على رأس حكومة.."

بينما دان في حينه"التطهير العرقي ضد الفلسطينيين خلال العدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني عام 1948 ..."
وأوضح "ضرورة التمييز بين الانتقادات الموجهة الى السياسة الاسرائيلية وبين معاداة السامية بينما تسعى الحكومة الاسرائيلية الى الخلط بينهما"..

وكشف حقيقة "ان اسرائيل حاولت منذ اكثر من عشرين عاما تقديم اي شخص ينتقد سياسة اسرائيل على انه معاد للسامية".

فهل هناك جرأة وشجاعة اعظم من جرأة وشجاعة عمدة لندن في هذا الزمن الذي كان مهاتير محمد رئيس وزراء ماليزيا السابق قد قال عنه: "ان اليهود يحكمون العالم بالوكالة –فيه"..؟!

ونضيف... وفي بريطانيا ايضا.. وتعزيزا لموقف عمدة لندن التاريخي كان قد"وقع 188 عضوا من مجلس العموم البريطاني على مذكرة ضد جدار الفصل الذي تقيمه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتطالب بازالته".

يضاف الى ذلك: الموقف الاخلاقي العظيم للمجلس الاعلى لاتحاد المحاضرين في الجامعات البريطانية، الذي كان اعد مشروع قرار ينص على ان: "المقاطعة ستفرض على كل المؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية، باستثناء تلك التي تعارض السياسة الكولونيالية، والعنصرية الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية".

والمقاطعة الاكاديمية البريطانية للجامعات الاسرائيلية تشمل كافة المجالات والنشاطات والمحاضرات والمحاضرين الاسرائيليين الذين لا يعارضون ولا يشجبون السياسة الاسرائيلية في المناطق الفلسطينية.

وحسب احدث التقرير في هذا الصدد فان هناك منظمتين بريطانيتين هما "رابطة المحاضرين في الجامعات" و"رابطة المحاضرين في التربية العليا والثقافة العليا " تخططان للعودة الى مقاطعة الجامعات في اسرائيل. ويقول المقاطعون:" ما دام الاحتلال مستمرا تجب المقاطعة والتنديد بكل رؤساء المستنقع الاسرائيليين : لا ينبغي ان يدعوا الى مؤتمرات علمية ولا ان تتلقى مقالاتهم ولا ان يمنحوا منحا وما شابه ذلك ..."

وقد وازى البروفيسور البريطاني "ريتشارد سيفورد" مثلا بين المقاطعة الاكاديمية لاسرائيل والمقاطعة الاكاديمية لجنوب افريقيا في عهد الابرتهايد..."

يضاف الى كل ذلك الدور الذي يلعبه بعض المتضامنون البريطانيون مع فلسطين في" رفع الشكاوى والقضايا ضد جنرالات اسرائيل والمطالبة بتقديمهم لمحاكمة مجرمي الحرب ..." الامر الذي دفع "اسرائيل"على سبيل المثال مؤخرا الى" احتجاز محامية حقوق الانسان البريطانية "كيت مينارد لمدة 24 ساعة ومنعها من دخول الاراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 "بينما كانت قد تعرضت قبل ذلك الى الاستجواب على ايدى ضباط امن اسرائيليين في مطار هيثرو في لندن"

الى كل ذلك نتوقف أيضا أمام "تقرير وشهادات النشطاء الاوروبيين حول العنصرية الصهيونية في فلسطين"..وجاء ذلك في كتاب "العودة من فلسطين" ويشتمل على شهادات 21 سويسريا و52 فرنسيا كانوا شاركوا الفلسطينيين في معارك الجدار وغيرها ووثقوا يومياتهم ونضالاتهم الى جانب الفلسطينيين ...!!!

يضاف الى كل ذلك ايضا المواقف المحترمة للدولة والحكومة السويدية التي انسحبت مثلا من التدريبات الجوية للقوات متعددة الجنسيات التي اجريت في ايطاليا احتجاجا على مشاركة اسرائيل فيها "...؟!

وامريكيا... فقد شجع مجلس الكنائس العالمي وهو اكبر هيئة عالمية تجمع المسيحيين غير الكاثوليك، اعضاءه على "تصفية استثماراتهم في الشركات التي تتربح من احتلال اسرائيل للمناطق الفلسطينية".

لماذا..؟!
لان هناك شركات متعددة الجنسيات متورطة في هدم المنازل الفلسطينية وفي بناء المستوطنات والبنية التحتية للاستيطان في الارض المحتلة.. وفي بناء سور عازل داخل الارض المحتلة . وفي انتهاكات اخرى للقانون الدولي.."

وبينما اعترف عدد من كبار ضباط الجيش الاسرائيلي مؤخرا بـ"ان الجيش الاسرائيلي يمارس قوة منفلتة -غير مكبوحة- في هدم المنازل الفلسطينية«، اتهم المقرر الخاص للامم المتحدة لحقوق الانسان في الاراضي المحتلة "جون دوغارد" في تقرير له "اسرائيل" بـ"ارتكاب جرائم حرب خطرة من خلال هدمها للمنازل الفلسطينية بصورة عقابية".

اما "الحركة الاسرائيلية ضد هدم المنازل" - تصوروا- فقد دعت الى فرض عقوبات على اسرائيل لاستخدامها المفرط للسلاح في قتل المدنيين الفلسطينيين، وفي عمليات القتل خارج اطار القانون... وكذلك لقيامها بهدم المنازل الفلسطينية ".

كل هذا في الوقت الذي نشهد فيه انفتاحا وانبطاحا وتطبيعا عربيا مع "اسرائيل" وكل المؤسسات الاسرائيلية بما فيها الاكاديمية بصور غير طبيعية وغير منطقية وظالمة جدا.. وظلم ذوي القربى اشد واعظم وطأة ومرارة..؟!!

وكأن كل هؤلاء المفكرين والاكاديميين والنشطاء الاوروبيين والامريكيين يخوضون معركة الفلسطينيين والعرب في المنابر الدولية ...؟!!..

فعندما يقف تشومسكي وليفنغستون والاكاديميون البريطانيون والنشطاء الاوروبيون ...وعندما يقف مجلس الكنائس العالمي في خندق فلسطين في مواحهة الاحتلال الصهيوني وعنصريته وجرائمه بمنتهى الشجاعة...
فما الذي نفعله نحن العرب اصحاب القضية والحقوق والمسؤولية التاريخية..؟!

مؤتمرات ولقاءات وعقود واتفاقيات ودعوات وزيارات تطبيعية.. رئيس الوزراء الاسرائيلي في هذه العاصمة ووزير التعليم الاسرائيلي في تلك العاصمة ووزير الخارجية في ثالثة... وهكذا..؟!

وكأن ما يجري في فلسطين لا يمت بصلة للعرب..؟!

التعليقات