31/10/2010 - 11:02

دولة اليهود" و" جنون العنصرية" وشطب فلسطين...!/ نواف الزرو

دولة اليهود
نجمع جدليا ومنطقيا ما بين: "دولة اليهود" و"جنون العنصرية" و"شطب فلسطين" ومعها حقوق شعب فلسطين في فلسطين 48 أولا، وفي "حق العودة لملايين اللاجئين" ثانيا، فدولة اليهود تحمل في تطبيقاتها على الأرض كل أشكال العنصرية، في الوقت الذي تحمل فيه بالتأكيد هدف شطب وإنهاء الملفات الفلسطينية.

ولكن- ربما تكون جبهة العنصرية والتمييز العنصري الذي تمارسه مؤسسات الدولة الإسرائيلية ليس فقط ضد عرب 48، بل أيضا ضد كل الشعب العربي الفلسطيني على امتداد مساحة فلسطين من أهم وأخطر الجبهات والملفات غير المستثمرة عربيا إعلاميا وسياسيا كما يجب، ذلك أن العالم قد ينتبه إلى هذه الجبهة أكثر من غيرها نظرا لسطوة مفاهيم وقيم الحريات العامة وحقوق الإنسان، فإلى جانب الاحتلال الإسرائيلي بكافة أعبائه وأثقاله وتداعياته على كافة مجالات الحياة الفلسطينية وما لذلك من مكانة في القرارات الأممية، إلا أن قصة "الأبرتهايد-التمييز" تنطوي على أهمية مختلفة كما تابعنا ما جرى في جنوب افر يقيا وفي أماكن أخرى في العالم مثلا، و"إسرائيل" تحتل بامتياز قمة هرم الدول التي تقترف التمييز العنصري، والأدلة والشهادات على ذلك لا حصر لها، إذ أصبح عرب 48 في هذه المرحلة في دائرة الاستهداف العنصري الإسرائيلي أكثر من أي مرحلة سابقة، كما غدوا في مرمى الإستراتيجية التصفوية الإسرائيلية باعتبارهم يشكلون خطرا استراتيجيا على "إسرائيل" أكثر من أي مرحلة سابقة أيضا...!

ويبدو أن الإجماع الإسرائيلي قبيل وخلال وبعد انابوليس على ضرورة الاعتراف الفلسطيني-العربي بـ"دولة اليهود"(حتى لو لم يتم ذلك لهم) لم يكن هكذا بدون أدبيات ومناخات وجاهزية عنصرية تصل إلى مستوى الجنون، بل العكس هو الواضح، إذ أخذت المعطيات تتلاحق حول المضامين العنصرية لـ"دولة اليهود" وأخذت تترجم عبر الاستطلاعات والتعليقات وغيرها.

فقد أظهرت نتائج البحث السنوي لجمعية حقوق الإنسان في "إسرائيل"على سبيل المثال "أن العنصرية تنامت بشكل كبير في أوساط الجمهور الإسرائيلي، وارتفعت الأحداث العنصرية ضد العرب بنسبة 26% خلال السنة الماضية"، ويقول التقرير إن الاستطلاعات تشير إلى "أن شعور الكراهية لدى اليهود اتجاه العرب تنامى بنسبة 100%".

إلى ذلك فقد لمسنا انتعاشا مثيرا في الأدبيات العنصرية الصهيونية وانتشارا أفقيا مجتمعيا معاديا للوجود العربي الفلسطيني في فلسطين المحتلة 1948، وتسارعا في وتيرة الحملات التحريضية الداعية إلى تهجير عرب 48، وكان من اخطر مؤشرات ذلك التقرير الاجتماعي الذي نشرت معطياته صحيفة معاريف العبرية وجاء فيه :أن %63 من المجتمع اليهودي يعتبرون "عرب إسرائيل" يشكلون تهديدا امنيا " فيما " أعرب %68 منهم أنهم لا يوافقون على السكن بجوار العرب "، و" قال %40 منهم إن على الدولة أن تعمل على تهجير العرب " وغير ذلك من المعطيات العنصرية .

وأكدت شخصيات إسرائيلية "أن تفشي العنصرية والكراهية تجاه العرب بإسرائيل أمر "غير مفاجئ"، وأشارت إلى استحالة التوفيق بين كونها "دولة يهودية وديمقراطية" في الوقت نفسه/ وكالات-10/12/2007"، وأكدت وزيرة التعليم الإسرائيلية السابقة شولميت ألوني في حديث للجزيرة نت "أن "العنصرية الإسرائيلية المتفاقمة تتغذى من التفسيرات الدينية ومن تحريض أوساط المتدينين المتشددين والمستوطنين المعارضين لمساواة المواطنين العرب"، كما عقب النائب د. جمال زحالقة، رئيس كتلة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست، قائلاً إن "موجة العنصرية تعصف بالمجتمع السياسي الإسرائيلي بمجمله، وكل أسبوع يطرح في الكنيست قانون عنصري جديد، مثل قوانين سحب الجنسية وبيع الأرض لليهود فقط وشرط المواطنة بإعلان الولاء للدولة اليهودية وغيرها/ موقع عــ48ـرب -10/12/2007 ".

وليس ذلك فحسب- بل إن هستيريا العنصرية أخذت تدفع باتجاه علنية فكر وأدبيات الترانسفير لدي الصهاينة، وبشكل خاص في أعقاب الإجماع السياسي الإسرائيلي على مطلب"دولة اليهود"، إذ "يبدي الفلسطينيون تخوفا من أن يشكل الاعتراف بإسرائيل" كدولة يهودية أن حصل، كلمة السر للبدء في تنفيذ سياسة الترانسفير التي انتقل الحديث عنها من الأبواب المغلقة إلى نقاشات علنية لدى الأحزاب الكبيرة والصغيرة/ عن (ا.ف.ب)- /2007-11-29".

ولذلك - وفي ضوء كل هذه الحقائق والوثائق المتعلقة ب"دولة اليهود" و"هستيريا العنصرية" و"شطب فلسطين" وبجرائم الحرب والانتهاكات العنصرية والجرائمية التي تقترف على مدار الساعة ضد أهلنا على امتداد مساحة فلسطين، لعلنا نحث كافة الدول والمؤسسات العربية المعنية بمناهضة سياسات التمييز العنصري الابرتهايدي على أن تتحمل بدورها مسؤولياتها القانونية /الحقوقية / الإنسانية /الإعلامية وان تتحرك من اجل تدويل قضية العنصرية الابرتهايدية الإسرائيلية ضد ملايين العرب في فلسطين، وان تعمل على تعميمها على أوسع مساحات أممية ممكنة.

التعليقات