31/10/2010 - 11:02

دولتك.. لا نريد دولة، نريد وطنا../ خالد بركات*

دولتك.. لا نريد دولة، نريد وطنا../ خالد بركات*
جوهر السؤال يظل هو هو : طيب، ماذا لو صار لنا دولة، معاليك؟

حتى وفق أحلامك وأنت تتحمس وتفاوض "على كيفك"، تلتقي مع زعماء وقادة "اسرائيل"، ايهود براك مثلا، لأنك "زلمة بينحكى معو "؟ (التعبير لزياد الرحباني). ثانيا، لأنك مقبول ومرحبا بك دائما لدى الدوائر الامريكية والإسرائيلية، وهذا كلام قيل على لسان صهيوني كان يقف بجانبك، بعد أن "تحررت" من تاريخ وعناد الشعب الفلسطيني، وجئت كالمنقذ القديس من السماء السابع، تبشرنا بدولتك العتيدة.

أسأل وأقول، دولتك، هناك ما يشبه السباق الفلسطيني الرسمي على رضا "العدو الصهيوني"، فهذا الأخير، بات يملك الإبرة السحرية، ويمنحكم ما يرى مناسبا من "دوز الشرعية"، لأنه صار يملك "القرار الوطني الفلسطيني" ويحدد هو متى يعطينا، أو لا يعطينا، دولتك..

يا "دولة" الرئيس، الشعب الفلسطيني لا يريد دولة، خصوصا دولتك، لم يبحث في أي زمن مضى عن دولة، راجع تاريخ شعبك، إقرأ تاريخ الثورة الفلسطينية، وماذا قال كتابها وشعراؤها وأدباؤها، وقبلهم، البشر العاديون، قالوا: من يبحث عن دولة سوف لن يبحث عن وطن يستعيده..

إن مجرد القول "بدولة فلسطينية" كانت أقرب الى الشتيمة والخيانة منها إلى أي شيء آخر... هذا زمن لم يذهب بعد، ورغم كل ما جرى ويجري لم يفرط الشعب الفلسطيني بحقوقه الوطنيه، ولا يزال يبصق على من باعوا جلدهم وذاكرتهم.

كتب الشهيد غسان كنفاني مبكرا عن الدولة الفلسطينية، وأطلق عليها "الدولة: الحل التصفوي"، وكان هذا الأديب الشهيد يؤمن بأن البرجوازية الفلسطينية تظل إلى جانب القوى الشعبية وترفع شعار التحرير حتى تهيمن على سدة القرار الوطني في الثورة الفلسطينية ومؤسساتها، وحين تجد مشروعها الخاص (الدولة) سوف تخون، وترتبط بمعسكر العدو وتتآمر على قوى الثورة..

هل أصدقك أنت واختر أي ثلاثة وزراء في حكومتك، ام اصدق غسان كنفاني وماجد أبو شرار وناجي العلي؟

دولتك، لن تكون دولة، لن تحترم القانون، لن يكون فيها سيادة شعبية، أو نظام ديموقراطي منتخب. ببساطة، المكتوب يقرأ من عنوانه، كما يقال. فمن لا يستطيع أن يرى انتخابات ديموقراطية في مجالس طلبة والمجالس البلدية والمحلية، سوف لن يقوى على ديموقراطية الشعب الفلسطيني. وهي ديموقراطية من الطراز الذي خبرتموه في الانتخابات التشريعية والرئاسية.. إذا بدون دولة وهيك!؟

حتى تلك الحقوق التي انتزعها الشعب الفلسطيني من بين أسنان الكيان العنصري الاستيطاني، دولتك الآن تصادرها، ودولتك ستكون مثلك، غير شرعية وغير منتخبة، ومؤسسات هلامية تقودها هياكل فلسطينية خاوية تحت بساطير الاحتلال.

ماذا ستعطي دولتك للاجئين الفلسطينيين في لبنان؟ ماذا يجني المرء، من دولتك، لو كان لاجئا يعيش في سورية أو عائلة مهجرة في فلسطين المحتلة عام 1948؟ أو في أي مكان في هذا العالم؟ وبماذا تعدنا دولتك لو كنا في نابلس المحتلة؟ أو في غزة المحاصرة؟

وظيفة؟
نسيت أن أقول: لا نريد وظيفة، نريد وطن، واسمه: فلسطين.

التعليقات