31/10/2010 - 11:02

صحافيون فلسطينيون يجملون صورة إسرائيل../ مصطفى إبراهيم*

صحافيون فلسطينيون يجملون صورة إسرائيل../ مصطفى إبراهيم*
أثار اللقاء الذي جمع عددا من الصحافيين الفلسطينيين من الضفة الغربية وقطاع غزة مع عدد من الصحافيين الإسرائيليين من بينهم الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي في تل أبيب، الخميس 25 آذار/ مارس 2010، إدانة ونقاشاً حاداً تتصاعد وتيرته في صفوف الصحافيين في قطاع غزة، وصل إلى مطالبة بعض الصحافيين فرض مقاطعة اجتماعية ونقابية على الصحافيين الذين حضروا اللقاء الذي نظمته مؤسسة "مشروع إسرائيل" الأمريكية.

سبق اللقاء المذكور زيارة 12 صحافياً فلسطينياً من الضفة الغربية إلى الكنيست الإسرائيلي في 19 كانون الثاني / يناير الماضي، من أصل 25 صحافياً من بينهم عدد من الصحافيين من قطاع غزة لم تمنحهم قوات الاحتلال تصاريح للدخول، اللقاء حمل عنوان: "رموز الديمقراطية: موضوع للنشر"، بمبادرة وتنسيق وكالة " ميديا لاين" برعاية نادي الشرق الأوسط للصحافة لتلبية الحاجة للجمع بين الصحافيين الاسرائيليين والفلسطينيين معا، وهي منظمة أمريكية.

كما التقى قبل عدة أشهر عدد من الصحافيين من الضفة أيضاً، كان من المفترض أن يكون معهم عدد من صحافيي قطاع غزة، مع الوزير بنيامين بن اليعزر في القدس.

تأتي هذه اللقاءات والتي بدأت مع أوسلو بدعوى الحوار بين الفلسطينيين والإسرائيليين من أجل السلام والجمع بينهم، وتأتي هذه اللقاءات أيضاً مع صحافيين فلسطينيين وإسرائيليين بوساطة ورعاية ومال وتبرعات منظمات أمريكية لا تحقق أي فائدة مرجوة، وتستخدمها سلطات الاحتلال في تجميل صورتها، خصوصاً بعد صدور تقرير غولدستون الذي أدانها بارتكاب المجازر والمذابح وجرائم الحرب قبل العدوان الأخيرة على قطاع غزة وأثناءه وبعده.

وفي ظل القيود المفروضة على حرية حركة الصحافيين الفلسطينيين منذ زمن بعيد، لم نسمع أي تنديد أو إدانة من الصحافيين الاسرائيليين على تلك القيود المفروضة، والمطالبة بالتراجع عن تلك القيود، وكذلك منع الصحافيين الاسرائيليين من دخول قطاع غزة.

اللقاءات التي أجراها في السابق والذي لا يزال يجريها عدد من الصحافيين الفلسطينيين مع صحافيين إسرائيليين هي جريمة في حد ذاتها، وهي مدانة ومرفوضة، والهدف منها التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، وهي غير أخلاقية، وعلاقة قائمة على القوة والإرادة وليست علاقة قائمة على التكافؤ، والمساواة في العلاقة، وهي علاقة إقصاء وتغيب تتخذ من القوة سبيلاً في فرض شروط الحوار، ان كان هناك حوار؟.

كيف بالإمكان أن يكون هناك حوار يخضع لشروط الإهانة والذل، فهذا تبسيط للواقع. وهل يجوز لعدد من الصحافيين من غزة أو من الضفة أن يمثلوا الفلسطينيين أو الجسم الصحافي بهذه الطريقة المذلة والمهينة من خلال فرض شروط الاحتلال؟

وتنبع خطورة هذه اللقاءات على أنها تفسر سياسياً، خاصة إذا كان ذلك من قطاع غزة، وهذا يضر بالمصلحة الوطنية الفلسطينية. وهل يعقل ان يجرى أي نقاش تحت الاحتلال بوجود الناطق باسم الجيش الإسرائيلي؟

القضية لم تنته وسوف يكون لها تداعيات خطيرة في الساحة الفلسطينية، وسيتم استغلالها سياسياً، في ظل حال الانقسام وهي تعمل على مزيد من الشرذمة، وأن بعض من حضروا اللقاء محسوبين على حركة فتح، وهم ليسوا بحاجة إلى الحصول على تصاريح دخول الأراضي المحتلة، وليست هذه المرة الأولى التي يشاركون في لقاءات من هذا النوع أو غيرها من اللقاءات غير المعلنة.

وفي الوقت الذي تنضم فيه الكثير من الجماعات والحركات والمؤسسات الدولية والعربية إلى حملة مقاطعة الاحتلال ومؤسساته نفاجأ اليوم بعدد من الصحافيين الفلسطينيين بعقد لقاءات مع أدرعي وغيره من المسؤولين والصحافيين الإسرائيليين الذين دأبوا على تبرير جرائم قوات الاحتلال، والدفاع عنها من خلال تزوير الحقيقة وتجميل صورة دولة الاحتلال.

التعليقات