31/10/2010 - 11:02

عزمي بشارة يبشّر الـمؤمنين بفلسطين!../ تحسين يقين

عزمي بشارة يبشّر الـمؤمنين بفلسطين!../  تحسين يقين
الـمسافة التي بين الناصرة ورام الله وغزة تمنحه فرصة للرؤية الـموضوعية، فهو في منأى عن الـمصالح السياسية كونه ليس لاعباً على ساحة الضفة وغزة.

يختلف الفلسطينيون في أراضي1967 كثيراً أو قليلاً، لكنهم جميعاً يتفقون على الدكتور عزمي بشارة. وهو الآن أقدر من غيره على الاتصال مع الفرقاء. إنه يتصل بكل الفلسطينيين الحمساويين والفتحاويين، في الداخل والخارج، بالعرب والعجم والخواجات.

وأحسب أنه يرى أنه ليس هناك كبير فرق بين حماس والـمنظمة من منظور الحكومة الإسرائيلية، التي تساوي بينهما استراتيجياً وتفرّق بينهما شكلاً لا مضموناً.

في لقاء جمعنا به تحدث لنا من القلب الى القلب، لـم يكن لقاءً إعلامياً بقدر ما كان لقاءً أخوياً، ترى ماذا قال لنا وما دلالة ذلك؟
سأعيد ترتيب الحديث ضمن محاور محددة للإفادة، ثم سأذكر استخلاصاته، فإذا فعلت ذلك تكون لي فضيلة النقل بأمانة ودقة التوثيق وذكاء الاقتباس، "ورب مبلّغ أوعى من سامع"!

** خطورة قيام حرب أهلية فلسطينية تتمثل في أنها ستكون قادرة على أن تفرز مَن يقبل بالـمشروع الإسرائيلي الذي لـم يقبل به أي فلسطيني.

** خشية الأنظمة العربية من الولايات الـمتحدة مبالغ فيها، ويمكن النظر الى التغيرات في أميركا اللاتينية؛ فهناك فرصة لتغيير الاستراتيجيات العربية؛ فاستنهاض الأنظـمة لهممها يخرجها من أزمتها الداخلية، لأن الرضوخ للسياسة الأميركية يجعلها تخسر شعوبها، ومن يرضخ لها سيظل يرضخ إلى ما لا نهاية.

** استحقاقات اتفاقيات السلام العربية ـ الإسرائيلية كانت تشير الى أن السلام لن يكون كاملاً الا بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، ما يضع الدول الـموقعة على اتفاقيات سلام أمام مسؤولياتها حتى لا تتكرس اتفاقيات السلام كسلام منفرد، كما تريد اسرائيل منها.



ترى ماذا يمكنني أن أضيف؟ هل أعيد كطالب فتى مرة أخرى ما قاله الأستاذ الشيخ مؤكداً شارحاً؟

ما يهم الحكومات الإسرائيلية الـمتعاقبة هو ترسيخ الأمر الواقع الذي تنفذه كحكومات احتلال، فلـم يعد يهمها مع من ستوقع اتفاقية الإذعان التي من خلالها تفرض شروطها وبنودها وحدودها على الشعب الفلسطيني، الـمهم هو أنها تسعى لخلق ظروف سياسية فلسطينية تقوم على الاقتتال والتنافس لتنسجم مع سياسة الأمر الواقع. ودليل ذلك أنها أصلاً بدأت بتطبيق ما يسمى الفصل أحادي الجانب قبل وصول حركة حماس الى الحكم.

تود إسرائيل بنواياها الخبيثة الـمعلنة إعطاء الشعب الفلسطيني رسالة بأنها ستنفذ ما تريد على الأرض، رضي الفلسطينيون أم لـم يرضوا، والأفضل لهم أن يقبلوا بما يملى عليهم حتى لا تجبرهم إسرائيل على القبول، وكأن ما تفعله على الأرض منذ عقود هو باختيارنا؟!

لكن الأمر ليس كما تظن دولة الاحتلال؛ فنحن لسنا ضعفاء الى هذه الدرجة؛ فهناك العامل القومي الذي لا يمكن التصالح معه حقيقة بالقفز عنا؛ فكما ذكر بشارة عن استحقاقات اتفاقيات السلام العربية ـ الإسرائيلة التي تشير الى أن السلام لن يكون كاملاً الا بحل القضية الفلسطينية حلاً عادلاً، ما يضع فعلاً الدول الـموقعة على اتفاقيات سلام وتلك التي لـم توقع بعد أمام مسؤولياتها حتى لا تتكرس اتفاقيات السلام كسلام منفرد، كما تريده اسرائيل منها.

هذا عنصر قوة الشعب الفلسطيني الأساسي والحاسم، ولن نظل أقوياء إلا به. من هنا يصبح الحديث عن الوحدة الوطنية ليس ضرباً من الشعار السياسي الـمستهلك، بل هو سلاح استراتيجي. فأية تسوية لا تتم دون توقيع الطرفين الـمتنازعين، وإذا توهمت إسرائيل أننا نتوهم بأننا لسنا مهمين وضروريين لعقد اتفاقية سلام، وأن التوقيع الفلسطيني توقيع ثانوي، فعليها أن تتخلص من هذا الوهم الخطير الذي أول ما يشكل خطراً استراتيجياً عليها هي، لأننا ببساطة لن نوقع، وستظل هي مرتبكة خائفة قلقة. أما الأرض فهي مكانها لـم تبرحه منذ آلاف السنين ولن تفعل، فليس لها جناحان تطير بهما.

أما أميركا فليست قوية الى هذه الدرجة، ولن تكون كذلك إلى ما لا نهاية، من هنا فإن الـمتأمل لحالنا في هذا العالـم على ضوء الـمتغيرات لا يجد صعوبة في امتلاك الأمل بالخلاص من الاحتلال.

ثمة أمل نمّاه دكتور عزمي في نفوسنا أحببت أن أشارككم بالاستمتاع الى منظره الجميل الأخضر الـمزدان بألوان الربيع، وبشـّر الـمؤمنين..


صحيفة "الأيام"* شكك باستعداد اسرائيل للاعتراف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني إذا اعترفت حماس بإسرائيل.

* تنفيذ إسرائيل الفصل أحادي الجانب بدأ قبل وصول حركة حماس الى السلطة الوطنية، حيث أقنعت اسرائيل العالـم بأنه لا يوجد شريك فلسطيني، فلـم تتعاطَ حكومات إسرائيل مع الرئيس الراحل ياسر عرفات، الذي قضى محاصراً لأنه لـم يوافق على الرؤيا الإسرائيلية للتسوية، ولا هي أيضا تتعاطى مع الرئيس ابو مازن لسبب بسيط أنه لا يوجد فلسطيني يقبل بالتصور الإسرائيلي للتسوية.

* الشعب الفلسطيني الآن هو في ساعة الحسم، ما يتطلب أن يتحول الفلسطينيون الى معسكر واحد لحماية قضيتهم. وعلى الشعب الفلسطيني تفويت الفرصة على مَن يريد للفلسطينيين أن يشتبكوا معاً في حرب أهلية؛ فالوحدة الوطنية ضمانة استراتيجية، وهي من أدوات الحماية، وأن مَن يراهن على غيرها مخطئ.

* تخوف بشارة هو أنه رغم عدم وجود الفلسطيني الذي يقبل بالـمقترحات الإسرائيلية للتسوية، إلا أن قيام حرب أهلية فلسطينية يمكن أن تفرز من يقبل بالـمشروع الإسرائيلي، فالانجرار إلى حرب كهذه سينسف كل صمود فلسطيني ضد الاحتلال وإجراءاته على الأرض.

* إحياء دور منظمة التحرير يجب ألاّ يكون إلا من منطلق وحدوي لا من منطلق اصطفافي؛ فالذين تباكواعلى منظمة التحرير هم الذين أفسدوها.


* كل الذين بنوا سياستهم على التفوق الأميركي في الـمنطقة العربية، أصبحوا في وضع جديد بعد عودة جزء من التوازن الى العالـم بعد تداعيات 11 أيلول؛ فجماعة 14 أيار في لبنان كمثال أخذوا يعيدون حساباتهم هـم وحلفاؤهم حتى لا يجدوا أنفسهم في حرب أهلية جديدة، فقد فشل نموذج استقدام الديمقراطية على ظهر دبابة أميركية.

* من خلال التغيرات التي طرأت على العالـم مؤخراً، ليس هناك قوة كلية شمولية أبدية؛ فمنظومة الولايات الـمتحـدة الأمنية والعسكرية تنهار في الـمنطقة العربية بعد غزوها العراق.

* الحركة الـمناهضة للسياسة الأميركية في تزايد، خصوصاً في أميركا اللاتينية وغيرها من مناطق العالـم.

* استطاعت إيران السيطرة على ثلثي العراق بالاستفادة من براغماتيتها السياسية، وجعلت الـ 150 ألف جندي أميركي رهائن لديها، واستطاعت أن تقول لأميركا (لا)، وقـد خسرت أميركا عنصر الـمفاجأة في الحرب الـمفترضة على إيران، حسب الـمعطيات.

* وسعت الولايات الـمتحدة الصراعات (والإرهاب) بدل أن تحاربه، كما تزعم.

التعليقات