31/10/2010 - 11:02

عمرو موسى..مرحبا بك كسياسي لا كمحلل سياسي../ ماجد عزام

عمرو موسى..مرحبا بك كسياسي لا كمحلل سياسي../ ماجد عزام
ان ياتى الشىء متاخرا خير من الا ياتى البتة ليس افضل من هذه العبارة كمقدمة لتناول الزيارة التى سيقال عنها - انها تاريخية- لعمرو موسى الامين العام للجامعة العربية ل غزة المقررة الاحد القادم باذن الله .

متاخرة جدا جاءت الزيارة بعد خمس سنوات من الانسحاب الاسرائيلى او بالاحرى اعادة الانتشار خارج قطاع غزة وبعد اكثر من الف يوم من الحصار الظالم وغير الاخلاقى وغير الشرعى الذى فرضته اسرائيل ضد القطاع الصامد واهله المظلومين المستضعفين .

بعد بان كى مون وتونى بلير وجون كيرى وحتى وزير خارجية ايرلندا وعديد من المسوؤلين والشخصيات الدولية ياتى عمرو موسى الى قطاع غزة متاخرا جدا حتى مجزرة غزة والتداعيات الكارثية التى تركتها على الناس هناك لم تكن سببا كافيا للامين العام لكى يحط الرحال فى القطاع ويواسى الغزاويين الذين تركوا لمصيرهم فى مواجهة الجرائم الاسرائيلة التى كان الحصار احد ابشع واقسى اشكالها .

رغم المعطيات السابقة فان الامين العام للجامعة مرحب به حتما وسط اهله وناسه فى غزة مع شرط او طلب صغير ان ياتى كسياسى وليس كمحلل سياسى .

بتفصيل اكثر يتعلق الامر بثلاث قضايا اساسية وجوهرية وهى الحصار والمصالحة الفلسطينية والمفاوضات او عملية التسوية مع اسرائيل ..

لا نريد ان نسمع من الامين العام تحليله السياسى و رؤيته عن الحصار وخلفياته واسبابه فهو قال ونحن سمعنا الكثير فى هذا الصدد ما نحن متشوقين لسماعه يتمثل ب الحلول والمخارج التى سيطرحها الامين العام من عمرو موسى من اجل تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن الجامعة التى يتولى امانتها العامة ما هى الالياات ما هى الوسائل كيف يمكن للعرب ان يكسروا او يفكوا الحصار عمليا على ارض الواقع وما هى الجهة او الجهات التى تمانع وترفض هذا الامر اى انهاء الحصار .

الملف الثانى المهم الذى نريد ان نسمع ونرى ونلمس خطوات ملموسة بشانه هو ملف المصالحة الفلسطينية نريد من الامين العام ان يطرح ايضا اليات وخطوات عملية من اجل انهاء الانقسام وتكريس المصالحة بعد التاكيد او اعلان العلاقة بينها وبين موضوع الساعة والمهمة الاساس وهى ازالة الحصار من الواضح ان ملاحظات حماس اللغوية " الكلمات الثلاث" مرتبطة بغياب الثقة بين الاطراف كما بين حماس والراعى المصرى لابد ان يعلن الامين العام باسم الجامعة التى يمثل انه سيشكل لجنة للاشراف على التنفيذ الامين والدقيق والنزيه للورقة المصرية جنبا الى جنب مع االاشراف او المتابعة المصرية الرسمية ويجب ان يتخذ الامين العام الموقف الصائب والمناسب والضرورى بغض النظر عن اى تفاصيل او امور هامشية وصغيرة يجب ان يعلن بصريح العبارة ان الجامعة ستاخذ مسوؤلياتها فى انهاء الانقسام الذى قال الامين العام محقا ان ليس له ما يبرره وان عديد من دول العالم لا تفهم ولا تستوعب ان يختلف الفلسطينيون الى هذا الحد وهم جميعا خاضعين للاحتلال الاسرائيلى ولو بدرجات متفاوتة .

القضية الثالثة على جدول الامين العام وهى غير منفصلة برايى عن الملفين السابقيين تتمثل بالمفاوضات مع اسرائيل وهنا ايضا نريد تعبيرات واستنتاجات وخطوات سياسية للمواقف والقراءة الصحيحة التى ما فتىء الامين العام يرردها عن انتفاء الرغبة الاسرائلية فى السلام وان وجهة حكومة نتن ياهو ليبرمان بيغن باراك ليست نحو السلام وان المجازر التى ارتكبتها وما زالت واخرها مجزرة اسطول الحرية تؤكد استحالة صنع السلام مع دولة يقودها مجرموا حرب لم تتوقف عن ارتكاب الجرائم بحق الشعب اللفلسطينى طوال ستين عاما وان عملية التسوية لم تكن سوى خديعة ان الوقت ينفذ-نفذ فى الحقيقة والواقع- امام حل الدولتين وبالتالى فلابد من بلورة خيارات اخرى فلسطينية وعربية والسعى الجاد والدوؤب لافناع المجتمع الدولى والامم المتحدة بها .

فى الاخير وببساطة يترقب الغزايون كما كل الشعب الفلسطينى من الامين العام ان لا يشخص الامراض والمعضلات التى باتت معروفة فلسطينيا وعربيا وانما ان يطرح وسائل العلاج والحلول والجهات التى تقدم يد العون وتلك التى تضع العصى فى الدواليب اذا لم يكن باستطاعة الامين العام سوى التنظير والتحليلات السياسية فانا انصحه بتنفيذ ما قاله ذات مرة اثناء نوبة غضب او احباط الاستقالة ومصارحة الشعب الفلسطينى والشعوب العربية بالحقيقة وتقديم جردة حساب للشعب الفلسطينى والشعوب العربية عما انجزه كامين العام للجامعة وعما عجز عن فعله وكشف المسوؤل او المسوؤلين عن ذلك وحتى اذا افتقد الشجاعة والارادة للاستقالة-كما فعل فى مسالة الترشيح للرئاسة المصرية- فسنظل نحبه بالضبط مثلما نكره اسرائيل وسنكون سعداء ,ومتحمسين دوما لسماعه كمحلل سياسى من الطراز الاول قارىء للحدث ولكن ليس كسياسى صانع له .
--
*مدير مركز شرق المتوسط للاعلام



التعليقات