31/10/2010 - 11:02

غزة- مابعد الجريمة-أسئلة العدالة والعقاب...!/ نواف الزرو

غزة- مابعد الجريمة-أسئلة العدالة والعقاب...!/ نواف الزرو
هذا الذي تشهده غزة هاشم من حصار واغلاق للمعابر والبوابات والحدود البرية والبحرية والجوية ...!
ومن وقف للامدادات التموينية ومن وقف للوقود وقطع للكهرباء وغير ذلك انما هو عقاب جماعي لشعب كامل بكل مساحات العقاب الجماعي الاجرامي...!

وهذا الذي تقترفه دولة الاحتلال في غزة يتجاوز وفق الشرائع والقوانين الاممية والبشرية كل الخطوط الحمراء، ويتجاوز في تداعياته على الاطفال والنساء والشيوخ جريمة الحرب بكل عناوينها...!

فالذي يجري هناك في غزة حرب بلا حدود وبلا سقوف وبلا محاذير...!
وهي حرب مفتوحة تشن على مدار الساعة ضد شعب اعزل معتقل في اضخم معسكر اعتقال على وجه الكرة الارضية ...!
والذي يقترف هناك جريمة ما بعد الجريمة ...!
والدولة التي تقترف كل ذلك هي دولة "اسرائيل" ....!
فهل هناك يا ترى حرب وجريمة حرب تقترف بمنتهى الوقاحة والغطرسة مثل هذه الحرب الصهيونية...؟!
- فكيف يمكن اذن مقاضاتها امام المحكمة الدولية..؟!"
- كيف يمكن مساءلة ومحاسبة "اسرائيل" الارهابية....؟!

ولكن- يبدو ان الحق ليس عليهم بالتأكيد، وانما على المجتمع الدولي، وعلى الاتحاد الاوروبي، وبالاخص على الامتين العربية والاسلامية، فنحن امام دولة ارهابية مدججة بأسلحة العدوان والفتك والدمار الشامل حتى الاسنان النووية..
ونقول: اذا لم تستح فافعل ما شئت..؟؟
والعايب يفعل ما يريد..!
ونحن امام "اسرائيل"الدولة الخارجة على كافة القوانين والمواثيق والقرارات الدولية وامام دولة تجتمع فيها كل صفات العيب والارهاب واللصوصية والغطرسة.
فكيف يمكن اذن وقف هذه الدولة التي تقترف جرائم الحرب البشعة على مرأى من العالم كله ضد النساء والاطفال والشيوخ..؟!
وكيف يمكن مساءلتها ومحاسبتها واعتقالها وتقديمها للمحاكمة الدولية..؟!
خاصة وانها تحظى كذلك بدعم وغطاء و"فيتو" الدولة العظمى الوحيدة اليوم على وجه الكرة الارضية..؟!

بالاجماع الفلسطيني/ العربي الى حد كبير، هناك مشاعر وقناعات عربية راسخة بان العدالة الدولية/ الاممية غائبة ومغيبة عن فلسطين وفي قضايا العرب، وبأن الدور الاممي الحقيقي الذي يجب ان تلعبه المؤسسات الدولية في فلسطين، وفي مقدمتها مجلس الامن هو توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الذي يذبح على مدار الساعة وبالبث الحي والمباشر على مرأى من العالم كله، على يد بلدوزر الاحتلال الصهيوني مجسدا مكثفا بجنرالات الاجرام الصهاينة الاميز في العالم.

المشهد الفلسطيني الطافح بالجرائم الصهيونية المنهجية المتصلة المستمرة منذ اكثر من نحو ستين عاما يثير دائما وابدا جملة من الاسئلة والتساؤلات الكبيرة المتعلقة بدور المجتمع الدولي:

- اين فلسطين من المواثيق والقوانين والاعراف والاخلاق الدولية والبشرية..؟
- لماذا تتوقف كلها عندما يتعلق الامر بفلسطين والشعب العربي الفلسطيني..؟
- اين المجتمع الدولي، واين الأمم المتحدة، واين مجلس الامن الدولي من المجازر الجماعية وجرائم الحرب الصهيونية المروعة المنفلتة بلا كوابح ضد نساء واطفال وشيوخ فلسطين..؟!
- اين محكمة لاهاي..؟
- اين المحكمة الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب وجنرالات الاجرام في الدولة الصهيونية..؟!
فغزة تتعرض الى حرب اجرامية مفتوحة والى مجزرة كبيرة متصلة مفتوحة والى جريمة ما بعد الجريمة ...!
واهلنا في فلسطين يتعرضون الى حملات وموجات من القمع والتنكيل والذبح الجماعي... !
والمجتمع الفلسطيني يتعرض الى التدمير الشامل المنهجي...!
والمدن والقرى والمخيمات الفلسطينية تتعرض لحملات متلاحقة من الاجتياحات الحربية والتدميرية الاقتلاعية الهستيرية..!
دولة الاحتلال تستبيح فلسطين وشعب فلسطين استباحة اجرامية شاملة، ولم تترك مجالا من مجالات الحياة المدنية الا والحقت به الاذى والدمار...!

- فاين المجتمع الدولي اذن من كل ذلك..؟!
- واين الحماية الدولية للشعب الفلسطيني الاعزل..؟!
- ولماذا يتوقف المجتمع الدولي بمجلسه الامني وبكل منظماته الدولية مشلولا حينما تمس المسألة "اسرائيل" وجنرالات الاجرام فيها...؟!
*لماذا تتعطل المواثيق والقوانين الدولية امام "اسرائيل"...؟!
- ولماذا تتعطل المواثيق والقوانين والاعراف الدولية عندما يمس الأمر الدولة الصهيونية..؟!
- فماذا يقول الامين العام للامم المتحدة في كل ذلك..؟!
- واين عدالته وحمايته للشعب الفلسطيني...؟!
والاخطر من كل ذلك ان العرب اصحاب الحق بلا ارادة ولا حول ولا قوة، وفي حالة استسلام واستخذاء وتأقلم وبارادتهم هم وليس غير ذلك..!.
فإلى متى ستستمر يا ترى حالة العرب هذه..؟!

يقال: "لا يفل الحديد الا الحديد" و"لا يحبط اللاءات سوى اللاءات"، ولا يوقف بلدوزر الارهاب والاستيطان الصهيوني سوى التصدي الحقيقي له، ولا يضع حدا لبلطجة وطغيان "الفيتو" الاميركي الظالم مثلا سوى "الفيتو" العربي.

ونقول: طالما ان القرارات الدولية كلها بلا اسنان وغير قابلة للنفاذ ضمن المعادلات الدولية الراهنة، فلماذا لا يكون لدينا نحن العرب انيابنا الخاصة للدفاع عن امننا القومي وعن اوطاننا وحقوقنا..؟!.
الامر ممكن ومساحته وادواته العربية واسعة وكثيرة اذا ما جد الجد لدى امتنا ودولنا وانظمتنا، والمسألة في نهاية الامر مسألة ارادة عربية قومية سياسية تحررية.. أليس كذلك؟!!

التعليقات