31/10/2010 - 11:02

قائمة وليست قاعدة!../ د. باسل غطاس

قائمة وليست قاعدة!../ د. باسل غطاس
انتخب مؤتمر التجمع الوطني الديمقراطي قائمة مرشحيه لانتخابات الكنيست القادمة في ما يمكن تسميته امتحان النضوج الأبرز بعد نفي قائد الحزب ومؤسسه الدكتور عزمي بشارة.

وأعتقد جازما أن التجمع قد نجح نجاحا باهرا في هذا الامتحان مما يؤهله خوض الانتخابات بثقة بالغة ولوحده إذا اقتضت الظروف، وان كان سيسعى جاهدا ومن موقع أقوى لإقامة أوسع تحالف ممكن لخوض الانتخابات.

ومن أبرز مميزات القائمة التي تعتبر عمادا أساسيا ونقاط قوة انتخابية أولا وجود امرأة في الموقع الثالث نتيجة إستراتيجية واضحة لتحصين مواقع للمرأة في القائمة.

وقد أقرت هذه الاستراتيجيه كموقف ونهج مبدئي للتجمع في المؤتمر الأخير في حزيران/ يونيو 2007، وذلك بعد نقاش وخلاف شديدين وإصرار مثابر من قيادة التجمع. وقد دفع البعض ثمنا لهذا الموقف الذي يدرك الجميع الآن أهميته ليس فقط الاجتماعية وإنما أيضا الانتخابية، خاصة بوجود مرشحة مثل حنين زعبي التي أثبتت قدراتها القيادية والسياسية والتنظيمية وبروزها الفكري على صعيد الحزب والمجتمع بأسره.

وها هو التجمع يثبت مرة أخرى، حتى في ظل الضربات المتتالية التي حاولت السلطة توجيهها له بهدف القضاء عليه، كم هو حيوي ومتجدد ويظهر قدرة خلاقة في التعامل مع واقع وقضايا مجتمعنا تؤهله للاستمرار في لعب دور مركزي لدى فلسطينيي الداخل.

أما الميزة ونقطة القوة الثانية فكانت انتخاب النائب سعيد نفاع للمكان الثاني بعد أن راهن الكثيرون على أن هذا المقعد سيجري تحصينه بالأمر الواقع (دي-فاكتو) لمرشح مسيحي، حتى أن بعض المشككين ذهبوا لاعتبار تنازل النائب واصل طه قد جاء في سياق إفساح المجال لمسيحي لكي ينتخب لهذا المقعد بالقياس على الأحزاب الأخرى أو لما يعتقد أنه ضرورات انتخابية.

وقد أثبت مؤتمر التجمع أنه أنضج من أفراده وحتى من بعض قياداته، وأنه لا مكان على الإطلاق في حزب كان مؤسسه وقائده عزمي بشارة العربي القومي المسيحي لأي اعتبار غير اعتبار الكفاءة والقدرة في تمثيل الناس والدفاع عن قضاياهم.

ليس من الخطأ أو العيب في شيء منافسة سعيد نفاع، ومن الشرعي جدا لأي من أعضاء التجمع بغض النظر عن انتمائه الطائفي أن ينافس النائب نفاع، إنما كان على الجميع أن يدرك أن منافسة شخصية اعتبارية تتمتع برصيد واحترام كبير، حزبي وشعبي مثل نفاع، هي تحد كبير لا يكفي فيه تأييد بعض القادة من ناحية ولا إثارة الأقاويل والشائعات من ناحية أخرى، وأن النجاح في التنافس الانتخابي الداخلي لأي حزب يتطلب الكثير من الشجاعة والنشاط والقدرة والحضور الدائم في حياة الحزب. هذا هو شأن الأحزاب ولا يوجد لدينا (أو لدى غيرنا) إطار أفضل لتنظيم نضالنا وتمثيلنا السياسي.

حسن أن التجمع رفض أن يخيط بالمسلة الطائفية، وأنه خيب آمال خصومه والمتربصين به. التجمع بكوادره ومناصريه موحد في دعم قائمة التجمع وفي تحقيق الانتصار القادم سواء خاض الانتخابات لوحده أو من خلال تحالف واسع.

التعليقات