31/10/2010 - 11:02

مؤتمر وطني لمواجهة الأزمة الإقتصادية../ د. جمال زحالقة

مؤتمر وطني لمواجهة الأزمة الإقتصادية../ د. جمال زحالقة
تدل كل المؤشرات على أنّ الأزمة الإقتصادية تتعمق أكثر فأكثر، وعلى أنّ العام الحالي سيشهد إرتفاعاً خطيراً في معدلات البطالة وإنهيار وإغلاق وحتى إفلاس عشرات الآلاف من المصالح الصغيرة، وإقالة أعداد أكبر من العمال والموظفين.

لعلّ المواطنين العرب هم الضحية الأولى، والأسهل بالنسبة للسلطة الإسرائيلية، للتراجع الإقتصادي المقبل، لأن غالبيتهم الساحقة من الطبقات الضعيفة والمسحوقة، والفروع التي يعمل بها العرب هي أكثر تعرضاً للأزمة وأكثر تأثراً بها، وما يحدث هذه الأيام في مصنع "عوف هجليل" هو مثال على ما ينتظرنا العام الحالي. عمال المصنع المذكور يحصلون على معاشات منخفضة، ومعظمهم من العرب وإغلاقه هو مصيبة حقيقية لمئات العائلات.

تزداد مخاطر الأزمة الإقتصادية مع قدوم حكومة بنيامين نتنياهو، المعروف ليس بتطرفه السياسي فحسب، بل بصفته ممثل الرأسمالية الوحشية وتاريخه شاهد على ذلك. ومن المتوقع أنّ يكرر نتنياهو ما فعله في الماضي، عام 2003، حين بادر إلى ما سميّ "خطة الإشفاء الإقتصادي"، عندما أستغل الأزمة الإقتصادية لتمرير "إصلاحات" زادت الأغنياء غنىً والفقراء فقراً.

يعاني المواطن العربي مرتين، مرةً بسبب التمييز العنصري ضد العرب، ومرة ثانية نتيجة سياسات الإفقار. أسواق العمل ليست مفتوحة أصلاً أمام العرب، فما بالك حين تكون أزمة إقتصادية. وسلطاتنا المحلية غارقة في الديون وبصعوبة تدفع معاشات موظفيها، فما الذي سيحل بها والحكومة تتجه نحو تقليصات في الدعم والمواطنون يجدون صعوبة أكبر في تسديد ديونهم المستحقة.

ما إمكانات وماذا سيفعل أصحاب المصالح العرب، والمبيعات أقل والإعتمادات البنكية أكثر شحاً.

الأزمة الإقتصادية التي وصفها البعض بالتسونامي العالمي تؤثر على كل مناحي حياتنا، ما يلزمنا أن نشمر عن سواعدنا لمواجهة مخاطرها وتقليص أضرارها. برلمانياً علينا أنّ نكثف العمل وتوسيع التحالفات البرلمانية لإفشال مخططات المس بالفقراء وحقوقهم، فأكثر من نصف الأسر العربية دون خط الفقر. وشعبياً يجب الوقوف إلى جانب العمال المعرضين للإقالة والتضامن معهم ومشاركتهم في نضالهم للحفاظ على أماكن عملهم ومصادر رزقهم.

مواجهة الأزمة الإقتصادية ليست حكراً على أحد أو على هيئة أو منظمة أو حزب، هي فعلاً مهمتنا جميعاً، لذا المطلوب فوراً عقد مؤتمر وطني تشارك فيه سلطاتنا المحلية والمؤسسات الأهلية ومختصون أكاديميون للخروج بخطة عمل لمواجهة الأزمة المحدقة.

التعليقات