31/10/2010 - 11:02

ما الحياة إلا وقفة عز../ حسن مدن

ما الحياة إلا وقفة عز../ حسن مدن

في الكلمة التي ألقاها سمير قنطار أمام عشرات الألوف التي احتشدت لاستقباله وبقية الأسرى في الضاحية الجنوبية من بيروت، ذكر أن ضابط تحقيق صهيونياً قال له إنه ما من أحد سيخرجه من زنزانته طوال حياته.

لكن سميراً وقف أمام تلك الحشود محتفياً بحريته التي نالها بعد ثلاثين عاماً معبراً عن امتنانه لزعيم حزب الله السيد حسن نصر الله على وقفة حزبه الصلبة التي أدت في النهاية لإطلاق سراح جميع الأسرى اللبنانيين، واستعادة رفات نحو مائتي شهيد قضوا في فلسطين من لبنان وسوريا والأردن وبلدان عربية أخرى، فضلاً عن فلسطين ذاتها.

للسيد حسن نصر الله أن يفخر لأن نهجه المقاوم برهن هذه المرة أيضاً، كما برهن في المرات السابقة، أنه الطريق المؤدي لانتزاع الانتصارات، أما النهج الآخر، فلن يقود إلا إلى المزيد من الهوان.

عدو متغطرس كالكيان الصهيوني لا تنفع معه أساليب التفاوض السياسي الذي لا ينطلق من مواقع قوة، ومن الإمساك بأوراق يمكن توظيفها في هذا التفاوض، وهذا ما أكدته التجربة: تجربة الذين يفاوضون خلواً من مثل هذه الأوراق، وتجربة حزب الله بالذات الذي فاوض، عبر الوسطاء، من مواقع القوة.

والنتيجة واضحة في الحالين.

في الحال الأولى دوامة لا نهاية لها من المماطلات والمناورات وتأسيس وقائع ميدانية جديدة على الأرض تغير من لعبة التفاوض وشروطه كما تفعل “إسرائيل” مع السلطة الفلسطينية، أما في الحال الثانية فإن أسرى، عقد العدو العزم على ألا يعودوا إلى أهاليهم ثانية، يعودون مرفوعي الرأس، ورفات طاهر لشهداء يعود ليضمه تراب الوطن، كما رأينا أمس وأمس الأول، وقبل ذلك مرات.

وعلينا أن نقيس الفرق بين الحالين حين نرصد حجم التناقض في ردود الفعل: في لبنان وفلسطين والعالم العربي كله بهجة عارمة، وكل لبنان ممثلاً في رؤسائه وقادته ورموزه الدينية والسياسية يذهب لاستقبال الأبطال العائدين، وفي داخل الكيان الغاصب حال من الوجوم والحزن والخيبة، لا تعكس إلا الشعور بالمذاق المر للهزيمة، التي ذكّرت “إسرائيل”، مجدداً، أنها هزمت شر هزيمة في حرب تموز التي خاضتها تحت عنوان استعادة أسيريها لدى حزب الله.

ما جرى في اليومين الماضيين توج هذه الهزيمة بأبلغ ما يكون.
"الخليج"

التعليقات