31/10/2010 - 11:02

من أرشيف الأدبيات و الخطط والحروب الإسرائيلية../ نواف الزرو

من أرشيف الأدبيات و الخطط والحروب الإسرائيلية../ نواف الزرو
للحملة الحربية العدوانية الإسرائيلية الأخيرة على غزة، جذور وامتدادات فكرية إيديولوجية وكذلك سياسية استراتيجية، فهي ليست مجرد حملة عسكرية جاءت ردة فعل أو انتقام كما يزعمون، أو من اجل وقف "الصواريخ الفلسطينية"، أو وقف تهريب الأسلحة، وإنما يقف وراءها بالأساس تلك الثقافة التي يمكن ان نطلق عليها ثقافة المحرقة...!

فكثيرة هي نصوص "العهد القديم" التي تتحدث عن الحرب والقتل والتدمير والإبادة كأساس لأخلاقياتهم في التعامل مع "الأغيار" وهنا (شعب الجبارين) عرب فلسطين، وهي نصوص تحمل مضمون الوصايا والتوجيهات لما يجب أن يكون عليه سلوك الغزاة اليهود، حيث تحض على الحقد والكراهية والقتل والإبادة.

وترتقي نزعة العنف والقتل والإرهاب لديهم إلى مستوى فلسفي مع جابوتنسكي وتلاميذه من أمثال بيغن وشارون ونتنياهو وباراك واولمرت وموفاز ويعلون وغيرهم حيث جاء في أدبيات هؤلاء مثلا: "إن قوة التقدم في التاريخ ليست للسلام بل للسيف" و"انا أحارب إذن أنا موجود"، و"أولا وقبل كل شيء يجب أن نقوم بالهجوم عليهم - أي على العرب"، و"لا يمكن الوثوق بالعربي بأي حال من الأحوال، وبالتالي فان الطريقة الوحيدة للتعامل معه هي قتله".

وفي هذا الصدد كذلك تحديدا كان الجنرال موفاز وزير الحرب الأسبق قد اطل علينا أيضا في عهده معربدا : "إن غزة ستهتز وترتعد تحت وقع "أول الغيث"، و"أن الزهار وهنية سيلحقون بالشيخ ياسين والرنتيسي " وخاطب ضباط وجنرالات الجيش موجها: "لا ترحموا أحدا من العرب لان امن إسرائيل فوق كل شيء /يديعوت".

ثم ليأتي "آفي ايتام" المتشدد زعيم حزب "هئيحود هليؤومي"السابق ليطالب ب"قطع رؤوس الفلسطينيين وفي مقدمتهم قادة حماس"، يضاف إلى ذلك سلسة لا حصر لها من التهديدات والعربدات الحربية على لسان كبار جنرالات الجيش والسياسة في " إسرائيل " في سياق الحرب العدوانية الراهنة ضد الشعب الفلسطيني .

.. إلى أن وصلت فتواهم الدموية إلى مستوى تشريع "قتل الأطفال والأجنة الفلسطينيين حتى وهم في بطون أمهاتهم"، ما يبين لنا أننا أمام مجتمع إرهابي متعطش للدماء العربية وملوث بالعنصرية والنزعة الدموية الإجرامية، وهي الحقيقة الدامغة التي أكدها "د.يحيعام شورك"الكاتب والمؤرخ والمحاضر الإسرائيلي في
" بيت بيرل " في دراسة حملت عنوان " جذور البلطجة والقوة في المجتمع الإسرائيلي" حيث قال: "إن نزعة القوة في المجتمع الإسرائيلي ليست وليدة الأمس فهي ترجع إلى زوايا الماضي المعتمة قبل تجسيد الفكرة الصهيونية".

وتترجم دولة الاحتلال هذه الثقافة على الأرض الفلسطينية عبر جملة من الخطط الحربية، وعبر سلسلة متصلة لا حصر لها من المحارق المفتوحة...! .

فإن كنا اليوم أمام حملة "الرصاص المصهور- المصبوب" التي تحولت إلى محرقة حقيقية لأطفال ونساء ومسني غزة، فقد سبقها على مدى السنوات القليلة الماضية خطط حربية عديدة حملت أسماء مختلفة ولكنها كلها مستوحاة من ذلك الفكر العنصري المتطرق ومن تلك الثقافة الإرهابية ..!.

لقد تدحرجت خططهم الإرهابية تباعا بلا توقف.. فبدأت بخطة "حقل الأشواك" المبيتة منذ أيام نتنياهو.. لتتبعها الخطة الجهنمية / الجحيمية فالخطة المتدحرجة.. ثم "الخطة الكبرى للجيش الإسرائيلي" ف "الخطة الكبرى حقا".. ثم تدحرجت إلى "خطة الجنرال داغان" التي أشير إلى أنها الرئيسية التي تبناها شارون في سياسة الاغتيالات الإرهابية..!

ثم جاءت"حملة السور الواقي - 1 /عام 2002 "، ثم أطلقوا عليها لاحقا بعد فشل الأولى :"حملة السور الواقي - 2 –" التي حملت معها لأهلنا الصامدين هناك مجازر دموية تدميرية مفتوحة بلا سقف وبلا حدود.. وبلا أخلاق.. وبلا روادع.. وعلى مرأى من العالم كله.. ودون أن يتداعى المجتمع الدولي ودون أن يرف لأحد جفن..!

ثم فرخت جملة الخطط الفاشلة (رغم الدمار والقتل الذي خلفته وراءها) "خطة كبار الجنرالات".. ثم "سيناريوهات الحرب مع الفلسطينيين التي شارك في وضعها جنرالات هيئة الحرب الإسرائيلية ثم انتقل جيش الاحتلال إلى "خطة الطريق الصارم" وبعدها إلى خطة "حملة الموت البطيء في جنين".. ثم انتقل ذلك الجيش إلى "حملة العلاج الجذري في رفح وبيت حانون وبيت لاهيا"... تلك الحملة الطويلة المثقلة بالتضحيات الفلسطينية المتصلة منذ الأسبوع الاول من تشرين أول 2003.

ثم انطلقوا في أعقاب عملية "الوهم المتبدد" بحملات حربية لا حصر لها وحملت من الأسماء الحربية ما لا يخطر بالبال و التي توجت ب"أمطار الصيف" ..ثم ب "غيوم الخريف"...وأي غيوم صهيونية حمراء هذه...!
وكانوا أطلقوا على بعض حملاتهم المجازرية أيضا أسماء مثل "فوق أعناق الورود الحمراء" ..تصوروا...!
وكذلك "أيام الندم" ، ويقصدون في الصميم وفي التطبيق الإجرامي على الأرض حصد اكبر كم من الأرواح الفلسطينية وقطف اكبر عدد من رؤوس الأطفال والنساء والشيوخ والمقاتلين على حد سواء.

إذن - تراث هائل من الفكر الإرهابي الإجرامي/ الدموي الصهيوني يقف وراء الخطط والحملات والاجتياحات الحربية الدموية الابادية المنفلتة التي يمكن القول وبالمعلومة الموثقة أنها كلها تسميات حربية مستوحاة من صميم فكرهم التوراتي والسياسي الذي يعتمد السيف فقط في التعاطي مع "العماليق" العرب.

وعقول جنرالاتهم ومفكريهم وباحثيهم الاستراتيجيين تتفتق دائما عن إبداعات جهنمية شيطانية إرهابية جديدة لتبلغ ذروتها في الحملة الحربية –المحرقة- الأخيرة في غزة الصامدة الصابرة المثابرة على نحو أسطوري، هذه الحملة التي أطلقوا عليها"الرصاص المسكوب- المصبوب- ..!
ولذلك نتساءل في الخلاصة المفيدة باندهاش كبير :
في ضوء هذه الخلفيات –الأدبيات الإبادية المجازرية الصهيونية المتوجة في هذه الأيام بمحرقة غزة:
لماذا يلتزم العرب الصمت والفرجة على حروب "السور الواقي " و"أول الغيث" و"أمطار الصيف" و"الشتاء الساخن" و"تقطيع الأوصال " و"الرصاص المصبوب" في فلسطين..؟!!.

التعليقات