31/10/2010 - 11:02

هكذا تكلم اولمرت العنصرية والغباء والاغتيالات المنظمة/ محمد ميعاري

-

هكذا تكلم اولمرت العنصرية والغباء والاغتيالات المنظمة/ محمد ميعاري
التصريح الفجّ والغريب بل الساقط، الذي ادلى به ايهود اولمرت قائمقام رئيس الحكومة شارون، القابع في غيبوبته المستديمة في احد المستشفيات ورئيس ما يسمى بحزب وقائمة «كاديما» التي تتنبأ لها الاستطلاعات المتأرجحة بالحصول على اكبر عدد من النواب في الانتخابات القادمة، ان دل على شيء فانما يدل على ثلاثية من المواقف السياسية والمخططات المبيتة والممارسات العينية التي تقوم هي الاخرى على ثلاثة محاور رئيسية اولها العنصرية الجامحة التي تتجلى بهذه الكراهية العميقة التي يكنها لكل ما هو فلسطيني وعربي وتنكره المطلق للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، السياسية والمدنية وحتى الدينية ، ولا زلنا نذكر المؤامرة الدنيئة التي حاكها عندما كان رئيسًا لبلدية القدس مع صديق الامس وعدو اليوم، بنيامين نتنياهو الذي كان في موقع رئيس الحكومة في حينه، من الاعتداء على المسجد الاقصى الذي تصدى له الشعب الفلسطيني والذي ادى في حينه الى مذبحة سقط فيها عدد كبير من الشهداء والقتلى لدى الجانبين.

اما المحور الثاني من سياسته فيقوم على الغباء الذي يتمتع به على المستوى الشخصي وعدم قدرته على فهم امور اولية وثوابت ساطعة بالنسبة لطبيعة الشعب الفلسطيني والعلاقة الوطنية الفلسطينية والقومية العربية التي تربط بين ابناء هذا الشعب بجميع طوائفه من مسلمين ومسيحيين ودروز، كما تجلت في الماضي على طول تاريخه القديم، وفي الحاضر تحت ظلم وبشاعة الاحتلال الاسرائيلي لارضه ووطنه والتي ستستمر في المستقبل وبعد حصوله على حقوقه المشروعة باقامة دولته الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

لقد برز غباؤه هذا وعدم قدرته على فهم المقروء والمسموع في تصريحه الاخير الفجّ والغريب والساقط، بعد الاعتداء العنصري الاثم والمجرم على كنيسة البشارة في مدينة الناصرة، حين خرجت جماهير شعبنا الفلسطيني بمسلميه ومسيحييه من الناصرة والقضاء غاضبة مزمجرة ومتصدية لهذا العدوان من اجل الدفاع عن كنيستهم، التي يعتبرها الجميع معلمًا وطنيًا مقدسًا من معالم هذا الشعب الذي يكنّ في قلبه كل الحب والاحترام لكل مقدساته الاسلامية منها والمسيحية.

واذا بهذا الغبي يتساءل: ما شأن المسلمين بالكنيسة؟!!
لكن رد الجماهير التي هرعت لالقاء القبض على المجرمين التي اصرت وسائل الاعلام الاسرائيلية والمؤسسة الصهيونية الرسمية على وصفهم بالهبل والجنون تارة وانهم يعانون من «ضائقة مالية واجتماعية» تارة اخرى، هكذا قالوا في حينه عن مرتكب جريمة احراق المسجد الاقصى، وعن مرتكب مذبحة شفاعمرو، والسؤال الذي يطرح نفسه: لماذا يترجمون جنونهم علينا، على حياة اهلنا ومقدساتنا داخل مدننا وقرانا الامنة؟ أليست مثل هذه الاعمال هي قمة العنصرية المتفشية داخل المؤسسة الرسمية، وداخل المزاج العام لقطاعات واسعة داخل المجتمع الاسرائيلي على مستوى مؤسساته المدنية، بما فيها العديد من الاحزاب وهذا الكم الهائل من الافراد، العاقل منهم والمجنون؟

ان محاولة ايجاد الذرائع والتبريرات لمثل هذه الجرائم المتكررة وعدم تسمية الاشياء باسمائها، ما هو الا نوع من التواطؤ مع مثل هذه الجرائم ومرتكبــــيها، ما دامت الضحية من الفلسطينيين والعرب وعدم الجدية في منعها، ان لم يكن تشجيعها واستـــعمالها «بروفات» لما هو اسوأ الذي قد يأتي في يوم من الايام حسب مخططات معدة، وموضوعة داخل الادراج السرية.

اما المحور الثالث لهذه الثلاثية فانه يتجلى بهذا العنف المنفلت وعمليات القتل الجماعي والاغتيالات المبرمجة بكل ما تحمله من قوة غاشمة ومعربدة والتي لا يسلم منها حتى الاطفال، وها هو العالم المتحضر ودوله الديمقراطية، واممه المتحدة ترى وتسمع كل يوم كيف ان هذا الجيش المعتدي والمحتل، بما يملك من قوة عسكرية ضاربة واسلحة متطورة عادية وغير عادية حتى الذرية منها، والذي هو على اهبة الاستعداد في البر والبحر والجو، كيف يمارس هذه القوة على شعب اعزل الا من دماء شبابه واطفاله، والواقع تحت الاحتلال والقهر والاذلال، موقعًا بينه عشرات بل مئات القتلى والجرحى في مسلسل يومي، يحفر مجرى مد الدم المسفوح على الارض الفلسطينية والمباراة جارية بين كل القادة السياسيين والعسكريين من منهم اكثر عنفًا واكثر قتلاً واغتيالاً لابناء وبنات هذا الشعب الذين لا ذنب لهم سوى انهم يقاومون، او يؤيدون مقاومة الاحتلال ويطالبون بتحقيق حقوق مشروعة لهم في وطنهم، ولا يصبون الى اكثر من حياة عادية كريمة ومستقبل آمن لهم ولاطفالهم.

من هذه المنطلقات وعلى هذه المحاور يسير اولمرت من موقعه الجديد، حيث يقف على رأس قائمة كاديما التي جمعت الاشتات المبعثرة من كل حدب وصوب ومن كل لون وطعم ورائحة، على شاكلة «طبيخ النَور».. وها هو يتكلم ويريد ان يظهر اكثر عنصرية، في مقابل نتنياهو، ومدعيًا للقوة والصرامة والمزيد من القتل والاغتيال مثل شارون على الاقل...واكثر غباءً من جميع اللاعبين على الساحة الصهيونية.. اما مشكلتهم الحقيقية فهي اننا كفلسطينيين وكعرب اصبحنا ندرك كل ما يقال وما تخفي الصدور.

التعليقات