الفلسطيني، بحكم خبرته الطويلة في مقارعة الاحتلال والعصابات الصهيونية منذ وعد بلفور وحتى اليوم، بات يدرك أن حكام تل أبيب عملوا جاهدين ليكون مكانه(الفلسطيني) إما تحت الأرض أو خارج الأرض(إما أموات أو لاجئين خارج فلسطين ).ولا يحتاج هذا الفلسطيني الذي يتعامل بشكل يومي مع الممارسات الاحتلالية إلى الاطلاع على برامج ومشاريع سياسية تحاول إيهامه، بأن السلام على الأبواب وان الدولة على مرمى حجر، فقراءة صحيفة محلية واحدة تعج بأخبار المصادرات والاغتيالات والاعتقالات وتصريحات القادة الإسرائيليين التي تدق طبول الحرب، كفيلة بإقناع أي مواطن بان إسرائيل والسلام خطان متوازيان لا يلتقيان أبدا. كل هذا خبره الفلسطينيون جيدا ،لكن ما يثير دهشة المواطن في الأرض المحتلة وخصوصا في الضفة الغربية التضييق المعيشي الذي تمارسه السلطة على السكان .فهذه السلطة تعرف أن المواطن يتعرض للحصار والملاحقة والاغتيال والاعتقال ومصادرة الأرض ( مصدر دخله )وتفشي البطالة ، ومع ذلك تلاحقه الضرائب وبراءة الذمة وكأنه يتمتع بدخل مواطن أوروبي أو ياباني .
فمن أين يأتي المواطن في نابلس، مثلا ، بأموال الضرائب ،إذا كان غير قادر على توفير الخبز لأطفاله ؟كيف يمكن ل150 ألف مواطن محاصرون من الجهات الأربعة منذ سبع سنوات أن يعيشوا ويوفروا ويدفعوا الضرائب ؟!
فالضرائب،بالأصل، تجنيها دولة ذات سيادة من مواطنيها الذين يتمتعون بكل الحقوق من امن واستقرار ومكان للعمل ومصدر محترم للدخل ،فهل توفر السلطة لمواطنيها هذه الحقوق؟وهل تستطيع إزالة حاجز واحد عن أي مدينة أو قرية ليصل المواطن إلى مكان عمله والطالب الى جامعته والمريض الى طبيبه؟
ويتساءل المواطن الغلبان:هل يتوجب عليه اقتسام اللقمة التي يجنيها لأولاده( بشق النفس)مع الحكومة!!! لتزويد ميزانيتها بالمال اللازم (لإشباع)الألوية والعمداء والوزراء والوكلاء والمدراء العامون وأعضاء المكاتب السياسية والأمناء العامون للفصائل وعائلاتهم وأبناءهم ؟،علما بان أمثال هؤلاء لايشبع أبدا؟وإذا كان الأمر كذلك ،فما هو الهدف الحقيقي لهذه التصرفات والممارسات الاحتلالية والسلطوية ؟أليس دفع الناس إلى الهجرة أو الاستسلام ؟ولمصلحة من يتم ذلك؟
التعليقات