31/10/2010 - 11:02

وصايا فريدمان الأربع../ د.محمد السعيد إدريس

وصايا فريدمان الأربع../ د.محمد السعيد إدريس
الوصايا الأربع التي تطوع الكاتب الأمريكي (اليهودي) توماس فريدمان توجيهها للعرب لإنقاذ ما يسمى ب “عملية السلام” هي أسوأ ما يتنافس مع عودة الاقتتال الفلسطيني مرة أخرى بين مقاتلي “فتح” و”حماس” في غزة، ومع الهرولة العربية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.

فريدمان قال في حديث تليفوني مع صحيفة مصرية مستقلة إن الوضع الراهن لعملية السلام مأساوي، وإنه “يائس من إصلاح العالم العربي” وانتقد قرار لجنة تفعيل المبادرة العربية بتشكيل فريق عمل يضم مصر والأردن للتفاوض مع الحكومة الإسرائيلية.

والبديل عنده يكمن في أربعة مطالب هي أقرب الى “الوصايا” التاريخية مع من يعتبر نفسه “الأب الروحي” لمبادرة السلام العربية، إذ دعا الملك عبدالله بن عبدالعزيز للقيام بزيارة المسجد الأقصى ثالث الحرمين الشريفين، وهناك يستطيع الملك عبدالله أن يؤكد مطالبة المسلمين بالقدس الشرقية خلال صلاته بالمسجد الأقصى، والخطوة الثانية أن يذهب من القدس الى رام الله لمخاطبة البرلمان الفلسطيني والتأكيد على مبادرته، أما الخطوة الثالثة فتتمثل في زيارته الى النصب التذكاري لليهود الذين قتلوا في المحرقة “الهولوكوست”، مما يؤكد أن العالم الإسلامي يعترف بالمحرقة، وينفي إنكار إيران لها، بعد ذلك تأتي الخطوة الرابعة، وهي أن يذهب الى الكنيست ويسلم مبادرته للسلام رسمياً.

جوهر فكرة فريدمان هي أنه يريد تكرار ما فعله أنور السادات اعتقاداً منه بوجود فجوة ثقة مزدوجة، لا بد من ردمها.

هذا هو جوهر الحل عند فريدمان، فهو لا يرى أن المبادرة العربية ليست ذات معنى طالما لم يتم تقديمها مباشرة الى الشعب “الإسرائيلي” عبر الكنيست، وأن تقديمها عبر اللجنة العربية أو الوفد المصري الأردني يفقدها أهميتها.

المطلوب إذن هو التطبيع العربي قبل أي شيء، أي الفكرة نفسها التي يبحث عنها إيهود أولمرت وتسعى وزيرة خارجيته تسيبي ليفني الى تجديدها. أولمرت تجاوز المبادرة العربية، وطالب باجتماع “العشرة” أي اللجنة الرباعية الدولية مع اللجنة الرباعية العربية بمشاركة “إسرائيل” والسلطة الفلسطينية، وتمنى أن يكون هذا الاجتماع على مستوى القمة، وأن يتجاوز كل الحدود. والآن تطالب ليفني بمؤتمر عربي “إسرائيلي” دولي للسلام على أساس “المسارين” على غرار مؤتمر مدريد للسلام مسار خاص بمفاوضات التسوية والمسار الآخر لتطبيع العلاقات العربية “الإسرائيلية”.

إنها مقترحات لا يجمع بينها غير هدف التطبيع، وإنهاء الصراع من دون إطار محدد للحل، بل وفي ظل إنكار ورفض صريحين لـ”حق العودة” واتخاذ إجراءات عملية لإكمال عملية “تهويد القدس”.

هل هناك أجمل من هذا كله للاحتفاء بالاقتتال الفلسطيني الفلسطيني في ذكرى نكبة 1948؟

نعم، الهرولة العربية نحو الكيان الصهيوني في ظل وعي بكل هذه الشروط، وفي ظل تبجح شخص على مواصفات فريدمان ليقدم للعرب وصاياه.

"الخليج"

التعليقات