10/03/2011 - 11:17

ورقة التوت المصرية وقد سقطت.. / خالد بركات

لا أعرف لماذا يُصر الأخ نبيل شعث على معاكسة الحقيقة والواقع، ويقول لنا مثلا إن الورقة المصرية للمصالحة بين فتح وحماس لا تزال صامدة رغم سقوط النظام المصري! نعم، ابشروا، كل نظام مبارك سقط ولا تزال ورقة عمر سليمان تعاند رياح الثورة والتغيير، بحسب الأخ نبيل شعث، وهي ورقة سحرية لا تزال على حالها كما ولدت في حضن المخابرات المصرية في أول مرة !

ورقة التوت المصرية وقد سقطت.. / خالد بركات
لا أعرف لماذا يُصر الأخ نبيل شعث على معاكسة الحقيقة والواقع، ويقول لنا مثلا إن الورقة المصرية للمصالحة بين فتح وحماس لا تزال صامدة رغم سقوط النظام المصري! نعم، ابشروا، كل نظام مبارك سقط ولا تزال ورقة عمر سليمان تعاند رياح الثورة والتغيير، بحسب الأخ نبيل شعث، وهي ورقة سحرية لا تزال على حالها كما ولدت في حضن المخابرات المصرية في أول مرة !
 
ألم تفهم السلطة الفلسطينية بعد؟
 
ثم من قال إن المشكلة تكمن في اسم الورقة، كانت مصرية، يمنية أو حتى سعودية، بقدر ما يتصل الأمر بجوهر أية مبادرة تدعي أو تريد أن تضع الشعب الفلسطيني على طريق الوحدة والمصالحة. وهل الوحدة الوطنية الفلسطينية صارت تعني عقد مصالحة بين حركتي فتح وحماس؟ هذا تقزيم لمعنى ومبنى الوحدة الوطنية، وأخذها رهينة لاتفاقيات ترضى عليها فتح وحماس. هكذا إذن يتحفنا الأخ شعث بحقيقة أن النظام المصري الذي قهر شعبه وقسمه لمسلمين وأقباط، وعرّض مصر إلى الاحتراب الداخلي، وهدر دورها يمكنه أن يوحدنا نحن الفلسطينيين حتى بعد وفاته وقبره!
ألم تقل لنا حكمة الأجداد إن من يجرب المجرب عقله مخرب. أولم يذهب الأخوة – الأعداء - إلى مكة المكرمة وطافوا فيها ومعا حول بيت الله الحرام، وعقدوا صلحاً تاريخيا لم يعد يتذكره أحد، هناك، تحت شرفة النبي العربيّ الكريم؟ ماذا جرى بعد ذلك الصلح المقدس في مكة؟ سقط 350 فلسطينيا صرعى وضحايا الاقتتال بين الحركتيين الكبيرتيين في الساحة الفلسطينية، ولا نزال على حالنا بل إن بعضنا لا يزال يبشر الشعب أن الورقة المصرية لم تسقط بعد!
 
لا يوجد أوراق عربية يمكنها أن تستر عورة القيادة الفلسطينية في رام الله، فهذه الأنظمة "يدوب" تستر عورتها هذه الأيام، وهي مشغولة في درء عفاريت الثورة عن أبوابها ونوافذها.
 
على قيادة السلطة الفلسطينية وهي ذاتها القيادة اللاشرعية في م. ت. ف، عليها أن لا تبحث عن نظام عربي آخر "تلطي" خلفه أو تستقوي به على حركة المقاومة وحتى على حكومة غزة. لأن الورقة الوحيدة التي لها وزن حقيقي وسياسي هي الورقة الفلسطينية التي يحملها الشعب الفلسطيني مصدر كل الشرعيات، وبها فقط نؤسس لوحدة حقيقية وفي كل الميادين، وحدة تتجاوز الصراع على السلطة والمناصب، وتحيا بدفن اتفاق أوسلو سيئ الصيت والاسم .
 
المرحلة التي تعيشها الأمة العربية يجب أن تدفع كل قوى وفئات الشعب الفلسطيني إلى عقد صلحها التاريخي، بعيدا عن النظام العربي الرسمي و"زنقاته"، وحدة تتحقق في أي مخيم فلسطيني، في أي مكان داخل الوطن أو في الشتات، إن توفرت الإرادة الجماعية والإدارة الديمقراطية للشأن الداخلي الفلسطيني، وحدة برعاية وتحت رقابة شعبية فلسطينية أولا وعاشرا، حينها فقط، يمكننا أن نأخذ موقفنا ليس إلى الوطن العربي وحسب، بل إلى العالم والقول بوضوح: هذه خارطة طريقنا نحو دحر الاحتلال، واستعادة حقوقنا الوطنيه المشروعة.

التعليقات