25/03/2011 - 12:07

غزة: قبل فوات الأوان وتغير موازين القوى في المحيط العربي!../ نواف الزرو

المشهد الفلسطيني الراهن سوف يشهد المزيد من التصعيد الإعلامي التحريضي التعبوي الإعدادي في الوقت الذي يشهد فيه المزيد من التصعيد الصهيوني الحربي الاجتياحي

غزة: قبل فوات الأوان وتغير موازين القوى في المحيط العربي!../ نواف الزرو
المؤشرات كثيرة متزايدة متراكمة..
فغزة هاشم على صفيح حربي محارقي ساخن جدا منذ نهايات العام الماضي...!
والعدوان الصهيوني على غزة بات على الابواب..!.
فالعقلية والاستراتيجية والاهداف الصهيونية هي هي لم تتغير...!
والثورات العربية المتحركة من دولة عربية لاخرى.. ومن موقع لآخر، تتكامل من وجهة نظر صهيونية لتشكل في المحصلة خريطة عربية معادية للدولة الصهيونية وداعمة للقضية الفلسطينية.
 
المؤسسة الأمنية الاستخبارية العسكرية السياسية الصهيونية تقلق وتتحسب من تحول هذه الثورات الى قوة عربية فاعلة معادية..!
إلى ذلك، هناك التحركات العسكرية على الأرض والسياسية الإعلامية تتضافر لتعزز التوجهات الحربية العدوانية الصهيونية.
فالذي يتابع الأفكار والتصريحات والوقائع والخطط والمناورات والقرارات ومختلف الإجراءات الإسرائيلية اليومية يستخلص بأن الأمور باتجاه حرب أخرى لا محالة، بل وكأن الحرب آتية واقعة غدا حتما...!.
 
فمنذ نهاية العام/2010 باتت غزة على صفيح محرقة جديدة وبـغطاء دولي...!
فوزير شؤون الاستخبارات الإسرائيلية دان مريدور هدد القطاع بحرب تشبه عملية "الرصاص المصبوب"، وانضمت الصحافة العبرية على نحو شامل لحملة التحريض والتمهيد لمحرقة جديدة، وفيما كانت تستعد حركة حماس لتقديم شكوى للأمم المتحدة على وقع التهديدات الصهيونية، إلا أن "إسرائيل" سبقتها للمنظمة الدولية بالشكوى والبكاء، وحصلت على تصريح معلن من مسؤول أممي كبير يمنحها الغطاء مسبقاً للمحرقة المرتقبة، اذ تطوّع منسق الأمم المتحدة روبرت سيري لمنحها الغطاء الدولي، رغم أن سيري منسق للأمم المتحدة لـ"عملية السلام"، وليس للحرب، فقد قال "إن لإسرائيل الحق- فيما أسماه- الدفاع عن نفسها".
 
ومنذ نهاية العام الماضي/2010 وجه نائب وزير الحرب الإسرائيلي الجنرال احتياط متان فيلنائي البوصلة الحربية باتجاه غزة حينما أعلن خلال جولة فيما يسمى بـ"المجلس الإقليمي أشكول": "إن قطاع غزة قيح مشكل بالنسبة لإسرائيل"، مضيفا: "إن حركة حماس حولت قطاع غزة إلى مشكلة ملتهبة، وأنها "تحاول احتلال القدس بدلا من الاهتمام بعناصرها".
 
ومنذ مطلع العام الحالي أعلن رئيس المجلس السياسي - الأمني في وزارة الأمن الإسرائيلية، اللواء احتياط عاموس جلعاد عن السنة الجديدة 2011، باعتبارها عام الحسم فقال: "إنها ستكون سنة مفترق حسم في موضوع الردع الإسرائيلي والمسيرة السياسية، حتى أيلول كل شيء يفترض أن يتقرر إلى هنا أو هناك، وسنعرف إذا كانت خطة رئيس الوزراء السياسية تعطي ثمارا، يجب الحفاظ على ردع إسرائيلي".
 
ومنذ مطلع العام الحالي ألمح عدد من الوزراء الإسرائيليين إلى"احتمال شن هجوم جديد على قطاع غزة إذا استمر إطلاق الصواريخ منه على جنوب إسرائيل".
 
فحذر نائب رئيس الوزراء، سيلفان شالوم قائلا: "ليس مستبعدا شن عملية ثانية من (الرصاص المصبوب) إذا تواصل تصعيد العنف"، مضيفا: "إذا اقتضى الأمر، سترد إسرائيل بشكل أقسى، وبرأيي فإن كل الخيارات مفتوحة". ومن جانبه أعلن الوزير يولي إدلشتاين، والذي ينتمي مثل شالوم إلى حزب الليكود قائلا: من الواضح تماما أن الوضع في الجنوب بات لا يطاق"، وأضاف وزير البنى التحتية عوزي لاندو من حزب اليمين المتطرف إسرائيل بيتنا من جهته:"يجب من الآن اعتماد سياسة عدم التسامح".
 
ومن جانبه قال يوفال شطاينتس "إن إسرائيل ستضطر عاجلا أم آجلا إلى البت في مسألة إسقاط حكم حماس في قطاع غزة".
 
واليوم في ظل المتغيرات العربية تتصاعد لهجة التهديد والوعيد الحربي العدواني ضد غزة، فهاهو وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان يوعز لسفير إسرائيل في الأمم المتحدة ميرون رؤفين بأن يقدم شكوى للأمم المتحدة بشأن إطلاق حماس لخمسين صاروخا على إسرائيل جاء فيها: "إن الحملة الدولية للاعتراف بدولة فلسطينية تصب في مجال دعم وجود دولة إرهابية، هدفها الرئيس تدمير إسرائيل، كما أن محاولة تهريب الأسلحة بواسطة سفينة فيكتوريا، هو خرق لعدد من قرارات الأمم المتحدة، التي تحظر تهريب السلاح، كما أن الصواريخ المضبوطة على ظهر السفينة يمكنها الإخلال بالمعادلة الأمنية".
 
وتسيفي ليفني رئيسة حزب كاديما ووزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة وشريكة أولمرت في الحربين المتتاليتين على لبنان وغزة، تطالب نتنياهو بالعمل لتدمير حركة حماس في قطاع غزة مضيفة في تصريحات للإذاعة العبرية الرسمية "يجب العمل بالسرعة الممكنة لتدمير حماس في قطاع غزة قبل فوات الأوان وتغيير موازين القوى في المحيط العربي".
 
 هكذا هي المعطيات المتوافرة إذن في المشهد الفلسطيني.. لذلك فإن الحديث المتجدد في هذه الأيام عن احتمالية حرب إسرائيلية جديدة شاملة على غزة هاشم ليس عفويا أو عبثيا وبلا مؤشرات أو أساس.
 
ولذلك نسخلص في هذه القراءة المتجددة لما بين سطور الاستعدادات والنوايا العسكرية الإسرائيلية المبيتة أننا أمام مشهد عربي جديد يرعب العدو، وأمام مشهد فلسطيني مثخن بالانقسام النكبوي كما وصفه أحد قادة الجهاد الإسلامي، ومثقل بالتهديدات الحربية العدواني الصهيونية....!
 
وأمام حكومة صهيونية متأزمة تريد أن تهرب إلى الأمام وإلى الخيار الحربي تحديدا، وأمام قيادة وخطة وأهداف عسكرية إسرائيلية جديدة يحتل محورها ليس فقط نزعة إعادة الاعتبار لذلك الجيش الإسرائيلي الذي لا يهزم وقد هزم.. وإنما أيضا تفكيك الأخطار الفلسطينية العربية المحتملة في ظل الثورات العربية.
 
ناهيكم عن إعادة ترتيب البيت السياسي والأيديولوجي الإسرائيلي من جديد، وذلك لن يكون من وجهة نظرهم إلا عبر غزة والفلسطينيين.
 
إذن، نحن عمليا أمام حرب صهيونية متدحرجة مخططة مبيتة تسعى دولة العدو من ورائها إلى تحقيق جملة أهداف ردعية واستراتيجية قبل أن يقترب الطوفان الثوري العربي من فلسطين..!
 ما يقود الى الاستخلاص في هذا السياق أن المشهد الفلسطيني الراهن سوف يشهد المزيد من التصعيد الإعلامي التحريضي التعبوي الإعدادي في الوقت الذي يشهد فيه المزيد من التصعيد الصهيوني الحربي الاجتياحي... وذلك قبل أن ترضخ تلك المؤسسة الصهيونية الى الحقيقة الكبيرة الساطعة بأن منطق القوة والمزيد من القوة لن يؤدي إلا إلى المزيد من الصمود والتصدي الفلسطيني!

التعليقات