18/04/2011 - 10:22

أكبر عملية اعتقال في التاريخ الحديث../ نواف الزرو

المعطيات الفلسطينية تتحدث عن اعتقال نحو 300 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة الأولى، ونحو 100 ألف فلسطيني منهم نحو عشرة آلاف امرأة وشابة خلال انتفاضة الأقصى/2000، وتتحدث المعطيات بالإجمال عن نحو مليون سنة اعتقالية فلسطينية وراء القضبان الصهيونية، وذلك بزج نحو " 25% من أبناء الشعب الفلسطيني في سجون ومعتقلات الاحتلال في عملية وصفت بـأنها "أكبر عملية اعتقال شهدها التاريخ الحديث"

أكبر عملية اعتقال في التاريخ الحديث../ نواف الزرو
بينما تحل اليوم مناسبة يوم الأسير الفلسطيني، تشير المعطيات إلى أن الفلسطينيين يجمعون على امتداد الوطن المحتل على أن قضية الأسرى الفلسطينيين في معتقلات الاحتلال هي الأهم، وهي التي تحظى بالأولوية العليا، وملفها هو الأخطر، فبدون حل هذا الملف ستبقى كل الملفات الأخرى بلا حل، وبالتالي فإنها تحتل قمة الأجندة الوطنية الفلسطينية، ويفترض أن تحتل أيضا قمة البرنامج الوطني الكفاحي الفلسطيني، وقمة أجندة المفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال.
 
وكما ثبت عبر العقود الماضية فإن هذه القضية شائكة ومعقدة، وعبارة عن حقل مرصوف بالألغام، فهم ليسوا مجرد أرقام يحملونها في المعتقلات، وكذلك ليسوا أشخاصا عاديين، وإنما هم جزء عضوي حيوي من الشعب الفلسطيني، وهم طليعته النضالية، وأكثر من ذلك فهم في الحسابات الفلسطينية صناع النضال والتاريخ والتحرير والاستقلال العتيد...!
 
وعلى هذه الأرضية تحديدا تتعاطى دولة الاحتلال معهم ومع ملفهم باعتباره الأهم والأخطر، وتعمل على تفكيك هذا الملف وتهميشه وإجبار الفلسطينيين على نسيانه، ولذلك وضعت تلك الدولة ما أطلقت عليه "المعايير الخاصة بالأسرى الفلسطينيين"، فهي رفضت وترفض الإفراج على سبيل المثال عن الأسرى الفلسطينيين من الوزن الثقيل من القادة الكبار أو من أولئك الذين تطلق عليهم "أن على أيديهم دماء" أو"أن أيديهم ملطخة بالدماء اليهودية "...الخ.
 
ولهؤلاء الأسرى الفلسطينيين القدامى "قصص وحكايات طويلة، وإن خُطت على ورق ستملأ عشرات المجلدات، فلكل أسير منهم أم لها دموع ذُرفت لتكتب بها عشرات القصص، وأشقاء فرقتهم الأسلاك الشائكة ومزقت أوصالهم جدران السجون، وللأسرى أصدقاء وجيران اشتاقوا لرؤيتهم وعانوا من فراقهم، وللأسرى أطفال تُركوا دون أن يستمتعوا بحنان آبائهم ودفء أحضانهم، وكبروا واعتقلوا ليلتقي الآباء الأسرى بأبنائهم خلف القضبان، كما هي حالة الأسير أحمد أبو السعود الذي ترك ابنه طفلاً ليلتقيه بعد عشرين عاماً في الأسر- كما يوثق عبد الناصر فروانه الباحث في شؤون الأسرى".
 
ويجمع الفلسطينيون هناك على "أن سنوات الأسر الطويلة لم ولن تكسر إرادة الأسرى، ولن تفت من عزائمهم، فبعد كل هذه السنوات الطوال يظل الأسرى عنوانا للصمود والتحدي وتنتصر إرادتهم على سجانيهم".
 
أما عن أعداد الأسرى القدامى والكبار الذين يخضعون للمعايير الاسرائيلية فحدث ...!
فأعدادهم متحركة من يوم ليوم، ومن أسبوع لأسبوع، ومن سنة لسنة، فهناك المئات من الأسرى الذين أمضوا في معتقلات الاحتلال أكثر من خمسة عشر عاما مثلا، وغيرهم أمضوا أكثر من خمسة وعشرين عاما، وبعضهم تجاوز الثلاثة والثلاثين عاما، وكلهم يطلق عليهم اليوم أسرى من الوزن الثقيل، ويطلق عليهم أيضا "عمداء الأسرى" و"مانديلات فلسطين".
 
بل إن المعطيات الفلسطينية تتحدث عن اعتقال نحو 300 ألف فلسطيني خلال الانتفاضة الأولى، ونحو 100 ألف فلسطيني منهم نحو عشرة آلاف امرأة وشابة خلال انتفاضة الأقصى/2000، وتتحدث المعطيات بالإجمال عن نحو مليون سنة اعتقالية فلسطينية وراء القضبان الصهيونية، وذلك بزج نحو " 25% من أبناء الشعب الفلسطيني في سجون ومعتقلات الاحتلال في عملية وصفت بـأنها "أكبر عملية اعتقال شهدها التاريخ الحديث".

التعليقات