28/04/2011 - 08:26

مصالحة نعم، محاصصة لا../ خالد بركات

صحيح أن للقاهرة وزنها المختلف في هذه الأيام، لأن مصر بدأت تتصرف كدولة وليس كمزرعة لحسني مبارك وأولاده، لكن حين تختطف حركة فتح "مناطق" في الضفة وتتحكم حركة حماس في قطاع غزة، فما هو الضامن غير تأمين المشاركة المجتمعية والشعبية في صنع القرار، وهذه تتجاوز مجرد 11 وزيرا تكنوقراطيا واتفاقا على المعابر والأمن

مصالحة نعم، محاصصة لا../ خالد بركات
الحمد لله ان اتفاقا جرى بين حركتي فتح وحماس.
 
أولا: حتى نتوقف عن علك شعار إنهاء الانقسام الذي كان يضعه البعض شرطا لإسقاط اوسلو.
 
وثانيا: لأن هذه المصالحة من المفروض أن تؤسس لحالة جماهيرية فلسطينية موحدة خاصو ونحن على أعتاب الذكرى ال 63 للنكبة
 
ثالثا: لأن هذه المصالحة من شأنها أيضا أن تدفع الحركتيين إلى تحمل مسؤوليتهما في خدمة شعبنا والنضال من أجل حقوقه (لا حقوقهما )، وتقديم المصلحة الوطنيه على المصلحة الفئوية
 
ولكن..
 
ما تم الاتفاق عليه في القاهرة بين حركتي فتح وحماس يقول إن الحركتيين الكبيرتيين في الساحة الفلسطينية عقدتا العزم على تغيير سلوكهما تجاه بعضهما البعض في الفترة القادمة على الأقل. ولكن هل سيتم القطع مع أية رهانات سابقة على المفاوضات أو الغنائم.
 
نحن من الذين يعتبروا أن أي تقارب وطني ومصالحة فلسطينية حقيقية يجب أن تكون وفق رؤية تؤسس لعقد سياسي جديد بين فئات وتيارات وقوى الشعب الفلسطيني وتجمعاته على أساس استمرار النضال والمقاومة، وإعادة الاعتبار لحركة التحرر الفلسطينية ومشروعها الوطني والقومي والإنساني الديمقراطي، ولا نظن أن أيا من تينك الحركتيين يتمع بالمصداقية أو الأهلية للنظر إلى الأمور من هذه الزاوية الوطنيه العامة التي تلبي مصالح شعبنا أولا.
 
مع ذلك لم لا؟
 
من جهة أخرى، ألا يحق لنا القول إن السؤال هنا والآن هو لماذا يتعين علينا أن نصدق فتح وحماس هذه المرة؟ ما الذي تغير حتى لا تفلت الأمور مرة أخرى ونعود للمربع الأول الذي كنا فيه؟ ثم ما هي الضمانات الموجودة الآن التي تحول دون الدخول في مرحلة ما قبل، وما بعد مكة؟ والسودان وقطر؟
 
صحيح أن للقاهرة وزنها المختلف في هذه الأيام، لأن مصر بدأت تتصرف كدولة وليس كمزرعة لحسني مبارك وأولاده، لكن حين تختطف حركة فتح "مناطق" في الضفة وتتحكم حركة حماس في قطاع غزة، فما هو الضامن غير تأمين المشاركة المجتمعية والشعبية في صنع القرار، وهذه تتجاوز مجرد 11 وزيرا تكنوقراطيا واتفاقا على المعابر والأمن.
 
لنكن جميعا خندقا واحدا في مواجهة العدو وهذا هو المحك والفيصل.

التعليقات