08/07/2011 - 01:27

فلتسقط باقي الرّموز العنصريّة من الجامعة أيضًا / وسيم عباس*

أمّا نحن، حركة طلابيّة وحركة وطنيّة في الدّاخل، فعلينا أن نستغلّ هذه الأحداث ونوثّقها ونستثمرها، من أجل التّأثير على الرّأي العام في العالم، الآخذة قوّته بالازدياد (نشهد مثال رائع على هذا: حملة الـBDS )، وأنْ لا نمرّ عليها مرورَ الكرام، أو مرور الغافلين.

فلتسقط باقي الرّموز العنصريّة من الجامعة أيضًا / وسيم عباس*

للأسف، لقد كان قرار عدم إسماع نشيد "التكفا" مقصورًا على كليّة الحقوق، وبرأيي لهذا العام فقط!

"تنعم" كلية الحقوق في جامعة حيفا بجوّ لا بأس به من "اليساريّة"، أو "اللّيبراليّة"، لدى محاضريه وتوجّهاتهم، طبعًا نحن لا نعوّل على هذه التوجّهات لأنّها ليست سوى بضع أصوات ضئيلة جدًّا معادية للصّهيونية (معظمها أو جميعها محاضرون عرب، أمثال د. رائف زريق والمحامية عبير بكر..)، فهي يساريّة ضمن التّصنيفات الاسرائيليّة الّتي لا نرى بأنفسنا جزءً منها، ولكنّنا نحترم قرارًا اتّخذوه احترامًا لرغبة ومشاعر الطّلاب العرب في الكلّيّة، بعدم إسماع هذا النشيد الّذي لا يشملهم، بل يحرّض ضدّهم (أرض صهيون، نفس يهودية..) ويلغي سردياتهم وروايتهم التّاريخية.

احترامًا لهذه المشاعر، وتبنّيا للأفكار اللّيبراليّة، قرّرت الكلّيّة – بقرار منفرد، أي دون استشارة من عميد الجامعة – عدم إسماع النّشيد الوطنيّ الاسرائيليّ في حفل التّخريج هذا العام؛ وما كادوا يفعلون.. حتى انهال عليهم الرّأي العام الاسرائيليّ المتشدّق بالصّهيونيّة وبالعنصرية، بالهجوم بطرق عديدة، منها كتابة المقالات ونعتهم بصفات شخصيّة عديدة مثل "المجانين" وغيرها.

مرّة أخرى، أهدانا الشّارع الإسرائيليّ دليلًا على أنّ العنصريّة مستشرية ومتجذّرة، بل ومتأصّلة فيه، إذ انهال هذا الرّأي العام الأرعن ليشكّل ضغطًا كبيرًا على صعيد الجامعة ككلّ، فسارعت إدارة الجامعة إلى تعميم بيان مُستعجَل لتؤكّد فيه، للمرّات القليلة، بل وربّما الوحيدة، أنها "جامعة صهيونيّة"!! ليست كعادتها، جامعة "يهوديّة وديمقراطيّة"، بل صهيونيّة! بالكلمة. وأيضا أصدرت الإدارة إجراء داخلي يُلزم بموجبه جميع الكليات بإسماع النشيد في حفلات التّخريج.

نعم.. في إسرائيل أيضًا تُعرّفُ الجامعة نفسها بالصّهيونيّة، بدل أن تؤدي الأكاديمية في إسرائيل كغيرها من الدّول دورَ اللّيبراليّ، المُتسامِح... على الأقلّ لتُجَّمِل وجه الأبرتهايد الاسرائيليّ، وبدلًا من أن تُكمل توجّهًا كما في كلّيّة الحقوق، كان أن ردّت بأنّها جامعة صهيونيّة! في محاولة لردّ الهجمة العنيفة ضدّها، لذا لا أتوقّع من أيّ كلّيّة فيها - مستقبلًا - أن "تسترجي وتعيدها"، فربّما سيكون الثّمن في المرّة المقبلة تقليصَ ميزانيّات، أو ما شابه من عقابات فعليّة، ولن يكتفوا بـ "الضغوطات" على الجامعة.

لا أدر ما هو عدد المؤسّسات التّعليميّة في العالم، والّتي تعرّف نفسها وفقًا لعقيدة وفكر وحركة سياسيّة، وليس أيّ فكر سياسيّ، بل عنصريّ استعماريّ أبرتهايدي! حقّا لا أدري.. فأنا، طالبًا عربيّا في الجامعة، أرى بعين القلق هذا التّعريف الجديد – القديم، إذ ليس أمرًا عاديًّا البتّة أن تُجاهر مؤسّسة أكاديميّة بتعريف كهذا.

أنا لا أطالب بأن يتمّ إزالة نشيد "التكفا" من حفلات التخرّج فحسب، بل أن تتمّ إزالة كلّ الرّموز العنصريّة في كلّ مكان وكلّ طقس نهائيًّا.. وعلى الرّغم من كوني أعي أنّ مشكلتنا هنا ليست مع "الرّموز" بصفتها رموز، ولكن هذه الرّموز تعكس الهيمنة والعقيدة العنصريّة لدولة الأبرتهايد، التي انتقلت فيها هذه العقائد لتدفع إدارة الجامعة بالإدلاء بتصريحات كهذه.. من أجل إرضاء المتهجّمين الهمجيّين.. وهذه ليست المرّة الأولى، كما أنّني واثق بأنّها لن تكون الأخيرة.

أمّا نحن، حركة طلابيّة وحركة وطنيّة في الدّاخل، فعلينا أن نستغلّ هذه الأحداث ونوثّقها ونستثمرها، من أجل التّأثير على الرّأي العام في العالم، الآخذة قوّته بالازدياد (نشهد مثال رائع على هذا: حملة الـBDS )، وأنْ لا نمرّ عليها مرورَ الكرام، أو مرور الغافلين.

* طالب في كلية الحقوق - جامعة حيفا.

التعليقات