24/09/2011 - 10:35

تعرقبوا.. تعرقبوا يا أهلنا في النقب../ واصل طه

بعد صمود قرية العراقيب غير المعترف بها، أصبحت نموذجًا للصمود والتصدي لسياسة المؤسسة الاسرائيلية التي قررت أن تجرّد قواتها وآلياتها لاقتلاع أهلها وهدم بيوتهم بحجة أن الأرض هي ملك الدولة، علمّا أن العراقيب بأهلها وبيوتها وقبور موتاها تشهد أن ميلادها هو قبل ميلاد إسرائيل بكثير

تعرقبوا.. تعرقبوا يا أهلنا في النقب../ واصل طه
بعد صمود قرية العراقيب غير المعترف بها، أصبحت نموذجًا للصمود والتصدي لسياسة المؤسسة الاسرائيلية التي قررت أن تجرّد قواتها وآلياتها لاقتلاع أهلها وهدم بيوتهم بحجة أن الأرض هي ملك الدولة، علمّا أن العراقيب بأهلها وبيوتها وقبور موتاها تشهد أن ميلادها هو قبل ميلاد إسرائيل بكثير.
 
 صحيح أن المؤسسة الاسرائيلية هدمت العراقيب 29 مرة، ولكن الحقيقة البارزة هي أن أهل العراقيب بقيادة الشيخ الصامد صياح الطوري (أبو عزيز) قد بنوا قريتهم وبيوتهم 29 مرة أيضًا، ولسان حالهم يقول أنتم تهدمون ونحن نبني، لن يتزعزع فينا رمش عين طفل حتى تعودوا إلى رشدكم، فنحن صامدون هنا، لن نبرح أرضنا ولا مضاربنا المدفون فيها أجدادنا الذين يشكلون بالنسبة لنا "كوشان طابو" يدحض أكاذيبكم.
 
العراقيب بصمود أهلها، درس جميل لكل قرانا ومدننا في النقب وغيرها. هدمها وملاحقة أهلها وصمة عار في جبين العدالة والديمقراطية، والمساواة التي تدعيها إسرائيل وتتبجح بها.
 
المواطنون الأصليون في العديد من دول العالم، يُمنحون امتيازات خاصة من أجل التطور والتقدم والحياة الحرة الكريمة. هكذا تنص القوانين المدنية في أستراليا على سبيل المثال. أما الدول التي تعيش فيها أقليات قومية في العالم فهي كثيرة، وتستطيع إسرائيل أن تختار أي نموذج، بلجيكا، سويسرا، كندا أو سواهم من الدول الديمقراطية وتطرحه للنقاش، ونحن مستعدون لمناقشة هذه النماذج لملاءمتها لأوضاع المواطنين العرب الفلسطينيين الأصليين في الداخل، أما التنكر للقيم الإنسانية والسياسية والديمقراطية والأخلاقية للتنكيل بأهلنا في النقب ومنع حمايتهم بعدم تفعيل هذه القيم، فهذه هي العنصرية اليهودية والصهيونية تجاهنا، ومن حق أهلنا التصدي لها، ومقاومتها من خلال التشبث بالأرض والصمود عليها، ورفض كافة المشاريع والمخططات التي تستهدف ملكية الأرض والاقتلاع وهدم البيوت. وتهجير الأهالي إلى أماكن سكن قسرية.
 
فلا مخطط برافار، ولا مخطط غولدبيرغ وعامي درور يجب أن تمر، يجب أن نفشلها بالتصدي والصمود وعدم المساومة، حينها تتحطم المؤامرة على صخرة صمود أهلنا في النقب.
 
ولتكن العراقيب النموذج الذي يجب أن يحتذى به. لذلك أوجه ندائي للأهل في النقب وأقول: تعرقبوا.. تعرقبوا يا أهلنا في النقب ونحن معكم في نضالكم حتى نسقط مشاريع التهويد، هدم البيوت، الاقتلاع والتهجير والمساومة.
 
لقد جاءت قرارات لجنة المتابعة في اجتماعها يوم 18/09/2011 في راهط تأكيدًا لدعم جماهيرنا العربية - بهيئاتها وأحزابها وقياداتها - نضال أهلنا في النقب، فقد خوّلنا لجنة التوجيه العليا لعرب النقب بوضع أجندة نضالية متكاملة، تشمل مسارات العمل النضالي المختلفة بما يتلاءم مع أشكال مقاومة المشاريع والمخططات التي تستهدف الأرض والمسكن والوجود العربي في النقب. وتأتي هذه الخطوة من قبل لجنة المتابعة من أجل التأكيد على أهمية اصطفاف جماهيرنا العربية مع الأهل في الجنوب لنشكل معهم قوة حقيقية لإفشال وإسقاط هذه المخططات العنصرية والموجهة ضد وجودنا كعرب فلسطينيين نعيش فوق أرضنا التي ورثناها كاللغة عن الآباء والأجداد.
 
وليعلم أحبار سياسة النفي والإقصاء وهدم البيوت ومصادرة الأرض في المؤسسة الاسرائيلية، أننا جسم واحد إذا اشتكى عضو منه تتنادي جماهيرنا كلها بالسهر والعمل من أجل نصرته ومساعدته على الصمود.

التعليقات