28/09/2011 - 14:41

وماذا بعد الخطاب التاريخي للرئيس الفلسطيني/ واصل طه*

لم تؤتِ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية أي نتيجة باتجاه الحل العادل على مدار ثمانية عشر سنة، وقد أكّد أبو مازن ذلك في كلمته التاريخية التي ألقاها في الجمعية العمومية للأمم

وماذا بعد الخطاب التاريخي للرئيس الفلسطيني/ واصل طه*

لم تؤتِ المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية أي نتيجة باتجاه الحل العادل على مدار ثمانية عشر سنة، وقد أكّد أبو مازن ذلك في كلمته التاريخية التي ألقاها في الجمعية العمومية للأمم المتحدة، الأسبوع الفائت، متهمًا إسرائيل بالتعنت والمراوغة وعدم الجدية في التوصل إلى حل عادل يتجاوب مع الحد الأدنى الذي قبل به الفلسطينيون في مسألة الحدود، الاستيطان القدس واللاجئين والدولة في حدود 4 حزيران 1967.


توقف أبو مازن عند مفاصل الرواية الفلسطينية، منذ النكبة وحتى أيلول، وحمّل إسرائيل مسؤولية ما حصل للشعب الفلسطيني منذ عام 1948، منوهًا إلى التنازل الكبير الذي وافقت عليه القيادة الفلسطنية بقبولها دولة على 22% من أرض فلسطين التاريخية في حين تراوغ إسرائيل وتتذرّع بكافة الذرائع وتماطل لتكسب الوقت من أجل المزيد من بناء المستوطنات والجدار العنصري، لتبتلع الأرض الفلسطينية كي تجعل من قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة أمرًا مستحيلاً.. بهدف فرض الأمر الواقع أي الحل الاسرائيلي الذي يكرس الاحتلال والإحلال والسيطرة على ما يسميه نتنياهو دولة فلسطينية.

ابو مازن - الامم المتحدة


وهنا لا بد أن نؤكد أننا في التجمع الوطني الديمقراطي، كنا قد حذرنا منذ فترة طويلة من مغبة الوقوع في شباك المراوغة الإسرائيلية، ونصحنا الإخوة الفلسطينيين أن المفاوضات مع إسرائيل باتت هدفًا بالنسبة لها، لن تعطي نتائج مرجوة، ولن توصل إلى حل، طالما لا يتبنى الجانب الفلسطيني خيارات جدية أخرى لوضع إسرائيل أمامها غير خيار المفاوضات. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد خطاب الرئيس الفلسطيني التاريخي في الأمم المتحدة ماذا علينا كفلسطينيين أن نعمل؟!


بتقديري أن هذه المرحلة الجديدة التي يعيشها شعبنا بعد أن أسقط خطاب أبو مازن النقاب على المخفي في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، أي المراوغة، والمماطلة وعدم الجدية الاسرائيلية في التعاطي مع الفلسطينيين، أي عبثيتها بشكلها الماضي، وبروز الموقف الأمريكي المنحاز لإسرائيل.


يتوجب على الفلسطينيين أن يرتقوا إلى السقف الذي وضع حدوده الرئيس الفلسطيني وذلك من خلال المقاومة السلمية والشعبية للاستيطان والجدار والاحتلال، أي العمل وفق مرجعية واحدة وقيادة واحدة، تضبط إيقاع مقاومة ومقارعة الاحتلال الاسرائيلي في الضفة الغربية والقدس.


الإسراع في لم الشمل الفلسطيني وتوطيد المصالحة والوحدة الوطنية.
هناك ضرورة أن تتصدر القدس هذه الأجندة كي يعرف الاسرائيليون أن القدس مقسمة على أرض الواقع.


هناك حاجة إلى حشد مظاهرات أمام السفارات الأمريكية في العالم وخاصة في الوطن العربي.
تظاهرات دائمة واعتصامات أمام مكاتب الأمم المتحدة في نيويورك وجنيف.


تكثيف العمل الدبلوماسي على الساحة الدولية والعربية تحديدًا وذلك بخلق اصطفاف عربي من أصدقاء أمريكا لإظهار امتعاضهم وعدم موافقتهم على الموقف الذي اتخذته الولايات المتحدة من موضوع قبول فلسطين كدولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة أسوة بباقي الشعوب.


العمل على استقطاب شرائح جديدة من المجتمع الاسرائيلي لدعم المطلب الفلسطيني. وهنا يتوجب عليا نحن الأحزاب والهيئات والفعاليات الفلسطينية داخل دولة إسرائيل أن تساعد بهذا الدور من خلال حوارات مع القوى التقدمية اللاصهيونية التي ترى بوجوب إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للضفة الغربية والقدس الشريف وفك الحصار عن قطاع غزة. وقيام دولة فلسطينية ذات سيادة كاملة.


لقد حرّك خطاب أبو مازن بمواقفه الصحيحة والجريئة الشارع الفلسطيني في الاتجاه الصحيح، فالالتفاف الشعبي الواسع والتأييد شبه الكامل لما جاء في خطاب أبو مازن، يؤكد أن شعبنا يتمتع بجهوزية كاملة للنضال ومقاومة الاحتلال وفق ما تقره قيادته. هذه –بتقديري- فرصة جدية للارتقاء بالنضال الوطني الفلسطيني نحو الحرية والاستقلال، يتوجب على القيادة الفلسطينية استغلالها حتى النهاية وسط التأييد العربي والدولي والفلسطيني.


*– رئيس التجمع الوطني الديمقراطي


التعليقات