10/11/2011 - 12:35

سورية بين الاستبداد والتدخل الأجنبي../ د. زياد يانس

إننا اليوم أمام وضع معقد ناجم عن تطور الأوضاع في سوريا يسميها البعض "الفتنة الكبرى"` المعاصرة. في أيَّ جانب كنت، أو حتَّى صامتاً أو محايداً فأنت أحد مكوَّنات هذه الفتنة الكبرى. هذه، الَّتي تبدو حقيقة، المقولة اليوم إحدى أهَّم أدوات النظام في حربِهِ من أجل البقاء ويستند عليها في بثَّ فزَّاعاته، كما أنَّها من جهةٍ أخرى أهمّْ البواعث لوجود مخاوف لدى بعض مؤيديه وهواجس لدى أغلب الراغبين بإزاحته

سورية بين الاستبداد والتدخل الأجنبي../ د. زياد يانس
 إننا اليوم أمام وضع معقد ناجم عن تطور الأوضاع في سوريا يسميها البعض "الفتنة الكبرى"` المعاصرة. في أيَّ جانب كنت، أو حتَّى صامتاً أو محايداً فأنت أحد مكوَّنات هذه الفتنة الكبرى. هذه، الَّتي تبدو حقيقة، المقولة اليوم إحدى أهَّم أدوات النظام في حربِهِ من أجل البقاء ويستند عليها في بثَّ فزَّاعاته، كما أنَّها من جهةٍ أخرى أهمّْ البواعث لوجود مخاوف لدى بعض مؤيديه وهواجس لدى أغلب الراغبين بإزاحته.
 
قد يبدو من الصعوبة بمكان لدى البعض من امتلاك تصور وموقف واضح ممَّا يحدث. ولدى البعض الآخر الذي لديه موقف واضح يشوب موقفه التباس كبير ناجم عن غياب تصور معرفي بحثي حول ماهية النظام. لدى البعض أيضاً ماهية الحراك الشعبي الساعي لإسقاطه. لدى قِلَّةٌّ قليلة يسود خلاف حول ماهية الشعب السوري. سأحاول رغم صعوبة الموضوع بعجالة وبشكل مكَثَّف الإجابة على هذه الأسئلة. قد تساعدنا الإجابة عليها أن نجيب بشكل أقل ضبابية ممَّا هو سائد الأن حول الثورة؛ ماهي شروط وأدوات انتصارها؟ ماهي موانع وكوابح وصولها للنصر؟ ماهي سوريا بعد الثورة منتصرةً؟ أو لاقدَّر الله مهزومةٍ؟ ماهي القوى الَّتي ستقود مرحلة الثورة؟ وما بعدها؟
 
خلال الأشهر السبع المنصرمة، منذ بدء الحراك الشعبي في سوريا متأثراً على وجه الخصوص بثورتي الشعبين الشقيقين في تونس ومصر، ظهر كم ليس بالقليل لكن شديد التباين من المصطلحات تصف النظام في وطننا الغالي. كلٌّ منطلقاً من رؤيته، تحليله ومرجعيته السياسية والنظرية، وفي كثير من الأحيان منطلقاً من مصلحته الآنية، رغباته أو مخاوفه وهواجسه. لكن لا ننسى أنَّه في بعض الأحيان انطلق من لونه الطائفي على جانبَيّْ المشهد الراهن.
 
أذكر هنا من بين الأوصاف "نظام قومي، مقاوم، ممانع، متصد للمخططات الصهيونية في لبنان وفلسطين والعراق"، و"نظام رأسمالية الدولة، نظام علماني، نظام شمولي، نظام قمعي". البعض الآخر أطلق عليه "نظام دكتاتوري عسكري، دكتاتوري بعثي، دكتاتوري قومي شوفيني". لكن الأغلبية، الإسلام الشعبي والجماهيري دمغته بالعلوي وحتى الشيعي. لأسباب عديدة لا يوجد هناك دراسة بحثية علمية تجيب على هذا السؤال، ماهي ماهية النظام الحاكم في سورية. لذالك لا يتبقَّى لأيّ منَّا غير تقديم تصوُّرهُ الشخصي المبني على كمّْ المعارف والتجربة والخبرات الشخصية. كما يتوحب علينا أن لا نغفل أنِّ المرجعية الثقافية والأخلاقية والسياسية والدينية تلعب دوراً في صياغة تصوراتنا. ما أقدِّمُه من تصور مكثف أدناه ما زال يفتقر لمرجعية بحثية علمية، ولذلك يعتوره شيء من القصور أو مغالطات تبدو لي طفيفة وقد تبدو لغيري جوهرية.
 
النظام في سوريا ليس علويا/ شيعياً كما تعتبره الأغلبية الشعبية وخصوصاً السنة. إنَّ الطائفة العلوية الَّتي كانت وما زالت وقوداً للحركات السياسية المناهضة للستعمار (الفرنسي)، الحالمة بتحقيق العدالة الإجتماعية والساعية لتوحيد الأمة العربية وتحرير فلسطين تُجَيَّش اليوم بأكثر الصور الطائفية بشاعةً للحفاظ على الأسرة المملوكية الحاكمة. هم مكون أساسي من الوطن والأمة كما من التاريخ الَّذي استدبرنا ومقبلنا.
 
النظام ليس ديكتاتورياً بالمعنى الشائع للمصطلح، بل يحمل سماته. هو بالتأكيد ليس بعثياً قومياً عربياً ولا اشتراكياً، ولا يتَّسم حتَّى بأثر من هذا المستدبر. أمَّا الممانعة فهي مبنية على موقع سوريا الجيو سياسي وتاريخ الشعب السوري القومي والمقاوم؛ هي أمر لايمكن صرف البصر والبصيرة عنه.
 
ماهية الشعب السوري:
 
إن هوية الشعب السوري لا عقيدته عربية كما تكوينهم الحضاري (عرب سواحل، عرب دواخل، فلَّاحون وبدو). الآن يريد بعض العرب اعتبار الهوية عقيدة نختلف عليها ونحسمها سياسياَ في ما بعد انتصار الثورة في الدولة الديمقراطية. بما أن هوية الشعب عربية فلماذا سنسمي ونعرف أنفسنا بعيدا عن هويتنا. عندما نتحدث عن التنوع والغنى الثقافي والديني الموروث عبر التاريخ قديمه وحديثه فهذا لا يتناقض أبداً مع الهوية. هل هناك اختلاف بما يخص هذا التنوع والغنى بين دمشق وبيروت، اللاذقية وحيفا، حلب والقدس، الإسكندرية وحمص. هناك نسق جامع تكوَّن عبر التاريخ ما قبل الإسلام أكثر نصاعة وحضوراً مما بعده. الهوية العربية الإسلامية المسيحية تتشكل وتنضج في سياق التاريخ الحديث والمعاصر.
 
ماهيِّة الثورة السورية:
 
جميعنا نعلم أن سقوط جدار برلين وانهيارالمنظومة الاشتراكية في نهاية الثمانينيات لم يؤد إلى انتقال العدوى الديمقراطية إلى دمشق. السوريون دعوا إلى التظاهر عبر شبكات التواصل الإجتماعي، وبشكل متكرر منذ الرابع من شباط وحتى الخامس عشر من حزيران، ولم يجتمع للتظاهر حتى شخصان. الذي تظاهر في جميع الأوقات والأمكنة هم سيارات الهمر والكيو سبعة باستعراض بشَّاري من الطراز الأول. بشكل مواز بدأ النظام بالتجييش الطائفي وتحضير فزَّاعَّاته. عندما استخدم الفتية السبعة في درعا لشعار العرب (الشعب يريد إسقاط النظام) صنع في تونس (العربية) انطلقت شرارة الثورة في سوريا. إن هذه الثورة هي امتداد للربيع العربي بامتياز سياقاً وروحاً وشعارات. إن تحديد هوية وأهداف وأدوات الثورة في سوريا ضرورة حتى يمكنها النجاح، ليس فقط دحر النظام و إنما بناء الدولة العصرية الحديثة.
 
فالنظام إذاً مملوكي، ذو رداء طائفي، فاسد، مستبد، فاشي واستعمالي استيلائي. أمَّا الشعب السوري فهو عربي إسلامي الهويَّة والروح والحلم والأمل. أمَّا الحراك الشعبي الراهن فهو بامتياز امتداد للثورات العربية المجيدة المعاصرة. رغم مرور ما يرنو الشهور الستة لم تنضج هوية الحراك بشكل بيِّن ولا أدواتها رغم أنَّ ما تمَّ حتى الآن لا يمكن الانتقاص منه.
 
هناك الكثير ممنّْ بدأ بالتحضير لسوريا ما بعد الحكم المملوكي وكأنَّ الثورة قد أمسكت تلابيب النصر بهدبيها وهي لم تمتلك بعد أسباب النصر، الأدوات والأهداف والوسائل. هؤلاء هم نفسهم من ينزع عن الثورة ويحاول حرمانها من مستلزمات النصر. إنَّ الَّذين يحاولون تجريد الثورة من هويتها العربية الإسلامية وأهدافها في استعادة سوريا دورها وموقعها العربي على طريق تحرير الجولان وفلسطين هؤلاء هم من يعملون بنية أو غير نية على حرمان الحراك الثوري في سوريا من الوصول إلى النصر إمَّا قبل أوَّ بعد سقوط الحاكم المملوكي. إنهم علَّاويون سوريا أو برزانيوها.
 
بناءً على ما تقدَّم نستطيع أن نقول أنَّ سوريا اليوم بحاجة ماسَّة لآلية سريعة من أجل الخروج من الانسداد الراهن لكلّْ أفق بنَّاء. لا النظام بدأ يتفكك مبشِّراً بإنهياره ولا الحراك الشعبي فُتَّ عضده و وهِن. السيرورة التاريخية التي تولد من رحم الحراك الشعبي في سوريا تبدو عسيرة التكَوُّن هوية وأهدافا وأدوات. إنه السهل الممتنع.
 
شاخصات على الدرب:
 
إنَّ السعي لتكوين قيادة موحدَّة تشمل كل الأطياف يجب أن يستثنى منها من تلوثت يداه بقوت ودماء الشعب (لا النظام). يجب أن يستثنى منها كل من كانت مرجعيته السياسية والأمنية والمالية غربية، أوروبية أمريكية. يجب أن يستثنى منها أيضاً كل من لا يملك موقفاً حازماً بما يخص الكيان الصهيوني ودعم كل مقاوميه أو يملك موقفاً ضبابياً في هذا الشأن. يجب أن يستثنى كل التكوينات الطائفية، القبلية والعشائرية.
 
 لا يبدو أنَّ التاريخ العربي الحديث والمعاصر يخلو من منارات ومعالم واضحة نقيس عليها. النموذج العراقي علامة فارقة في هذا السياق. الشيطان الأكبر أصبح الصديق والخليل والحليف لأئِمَّة الوليِّ الفقيه و أتباعهم. الإمبريالية أصبحت حليفة رفاق فهد الشيوعيين. أعداء حرية الشعوب أمسوا ممولاً وحافظ أمن وصديقاً وحليفاً ومستشارا للعلمانيين الليبراليين (هذا ما يدَّعونه) كإياد علَّاوي ورهطه والباججي ومستقلِّيه. أما أعداء الأمة الإسلامية الَّذين أجهزوا على عصر الخلافة الإسلامية (العثمانية) فأصبحوا ضمن الممكن والمشروع اجتهاداً، أُولي أمر لا يُعْصَوْن فسار الإسلام الحركي في خريطتهم السياسية والإقتصادية والأمنية الإستعمارية، طارق الهاشمي وعبد الحميد. أمَّا مستَعْمِر الشعوب فأصبح المخلِّص اليسوع أو المهدي المنتظر لمن نصَّبوا أنفسهم مماليك جددا طلبانيين وبرزانيين لأقلية كردية عانت الويلات.
 
مهام ملحة:
 
إنَّ قيام هيئة قيادية من مهمَّاتها البدء بمشروع التحضير لجمعية تأسيسية تعمل على صياغة دستور جديد (الدساتير كلها إجماع طوعي، وليس أغلبية وأقلية، لأنها مواطنة عيش مشترك، لا يقبله طرف إلا بكامل حريته، وبرضاه واختياره). صياغة قانون ناظم لممارسة العمل السياسي والحزبي. صياغة قانون انتخابات بوطن من دائرة انتخابية واحدة يكون التمثيل فيه نسبي للأحزاب والقوائم وائتلافات المستقلين. صياغة قانون ينظم القضاء والصحافة.
 
العمل على تشكيل مجلس رئاسي انتقالي مؤقت لمنع حصول فراغ سياسي ناجم عن كون رئيس الجمهورية يملك بيديه جميع السلطات التشريعيه والتننفيذية والعسكرية.
 
العمل على تشكيل اللِّجان الشعبية تيمناً بالانتفاضة الفلسطينية الأولى لإدارة شؤون الناس اليومية، الإقتصادية والمعيشية، حتى الأمنية.
 
يبدو أنَّه يقع على كاهل القيادة الجديدة المفترضة الخروج من عنق الزجاجة الحالي والانسداد الَّذي وصلت له الحركة الشعبية. نقدم مثلاً:
1- التحضير لعصيان مدني شامل.
2- البحث عن وسيلة ردع لفاشية النظام. باستثناء الاستقواء بالقوى الغربية حتى لا يرتهن مشروع إعادة بناء الوطن وسيادته بيد أعداء الوطن والعرب.
3- التحضير من الآن للتحالف مع القوى الصاعدة في الدول العربية التي في طريقها لإكمال الثورة (تونس ومصر). وهي ليست بعيدة عن الحركات القومية والإسلامية والصاعدة.
 
4- الإجابة الواضحة بالسلوك والفعل لا بالقول على فزَّاعات النظام: إنَّ الحراك الشعبي ماهو إلَّا مؤامرة خارجية أميركية أوروبية تستهدف دور سوريا المقاوم والممانع وتسعى لتسويق الشرق الأوسط الجديد (تفتيت المفتت وتجزيء المجزَّأ). ماذا علينا أن نفعل لا أن نقول حتَّى لانسقط الهرم المملوكي (اللاديمقراطي) ليرثه آلاف المملوكييين (الديمقراطيين) الصغار (المستبدين، الفاسدين، الفاشيين، الطائفيين العشائريين). ماذا علينا أن نفغل حتى لا يكون في سوريا الديمقراطية كردستان البرزانية والطلَبانية ذات النفوذ (الأمني و العسكري لا الشعبي والثقافي والحضاري) الصهيوني، حتى لايكون في سوريا شيعستان الحكيمية والمالكية والصدرية ذات النفوذ (الأمني و العسكري والديني والحضاري لا الشعبي) الفارسي، حتَّى لا يكون في سوريا عربستان الصحوات.
 
5- الإجابة الواضحة على مخاوف وهواجس الناس أن سوريا ستنفتح من جديد على صراعات مفتوحة تنهار فيها السلطة المركزية ومعها ينهار الأمن الشخصي والمعاشي للناس. أن تصبح سوريا بؤرة لثورة مضادَّة لربيع الثورات العربية عند عتباتها يُحمى الملوك والسلاطين والأُمراء العرب. أن تصبح بؤرة مضادَّة لكل ما هو مقاوم في المحيط العربي.
 
يجب أن لا تغرينا شعارات لا يمكن تحويلها إلى سلوك سياسي يحقق مصالح الناس. ليست الحرية ولا الديمقراطية هي الهدف بل هي وسيلة الناس للوصول إلى أحلامها في الكرامة ( المشاركة الفاعلة في إدارة الشؤون العامة ) والرفاه ( العمل، السكن، الصحة، التعليم، الخدمات الخ) الَّذي لا يتحقق بغير أن يمتلك السوريون فضاءً واسعاً في الإقليم. حرية انتقال القوة العاملة، رأس المال والبضاعة في الفضاء العربي. حتى نصل إلى هناك نحتاج لعشرات الثورات نكون فيها مشاركين بفاعلية.
 
في سياق الحراك الشعبي بدأت مساعي حثيثة تتبلور في سياق صياغة الأدوات. يتوجب الدعوة لالتفاف الجميع حول المعارضة في الداخل وهو العمل المهم اليوم لقيام قيادة موحدة تدير وتستثمر، وهو الأهمّْ، العملية النضالية.
 
الأدوات مهمة لكَّن المقاييس الواجب توفُّرها بمن يُشمل أو الَّتي يُستثني من هذه الأدوات هو الأكثر أهمية. ماهي هذه المقايس؟ هل نستطيع آن نحددها؟ مثلاً آن يؤمن المرء بدولة ديمقراطية يسودها القانون وتكون مرجعيته بريمر العراق أو فيلتمان لبنان، أو حتَّى الجنرال ديغول المسؤول عن جرائم ضدَّ الإنسانية في الجزائر وفيتنام، وتذويب رئيس وزراء عربي سابق بالأسيد (المهدي بن بركة)، ومزوِّد العدو الصهيوني بالبرنامج العسكري النووي و باليورانيوم المخصب والمسؤول عن قمع الحركة الطلابية عام 68، أو حتَّى جورج بومبيدو المسؤول مع الأسد الأب عن مقتل رئيس الوزراء السوري السابق صلاح البيطار في باريس عام 71، أو حتَّى التماهي مع دول متحضِّرة مثل فرنسا وبريطانيا وإسبانيا الَّتي استضافت جزَّار الشعب السوري رفعت الأسد وحاشية القتلة واللصوص والمجرمين من أتباعه الَّذين ناهزوا الثلاثة آلاف. أقول ذلك لأن هناك من يخلط بقصد أو غير قصد الأهداف السامية واعتبار الدول المتحضرة مرجعية. قارنوا فقط بغداد بعد دخول جيوش 36 دولة متحضَّرة وطرابلس بعد دخول 36 قبيلة متخلفة بجيش اعتباطي يقوده سلفي إسلامي من غوانتانامو.
 
هناك من يسعى بدأب لنزع الهوية العربية الإسلامية المسيحية عن الأوطان العربية فيقول البعض (القوميون العرب فرضوا على سوريا هوية أحادية الجانب. عندما تختفي هذه الهويه ويحل محلها هوية سورية قائمة على تاريخ وثقافة سوريا تنتصر الثورة السورية ويمهِّد لبناء الدولة العلمانية والمدنية، دولة القانون) (ماذا تعني كلمة عربي؟) هل بإمكان أحد إيجاد الفارق بين هاتين الجملتين فكرياً عن أفكار.  الأفكار تؤدي حكماً إلى سياسات. الأفكار قد تبدوا بريئة لكن تطبيقاتها السياسية ليست كذلك.
 
يقول البعض (هوية الوطن مستمدة من تاريخه الموضوعي الطويل وثقافته المتعددة، وليس من تركيبته "القومية والدينية"). أليس هذا ما يرتكز عليه ثنائي بوش وشيراك كما ثنائي أوباما وساركوزي عندما يقولون أنَّ وجود الكيان اللبناني ضروري لاستقرار المنطقة، ليس إسقرار لبنان واللبنانيين. المنطقة هنا هي الكيان العبري المذكور أعلاه.
 
أليس هذا (التاريخ الموضوعي الطويل) الذي ستصنع به رايس الشرق الأوسط الجديد (عندما تختفي هذه الهويه العربية ويحل محلها هوية سورية). إنَّ تفكيك النسق العربي الإسلامي المسيحي شرط لازم وكاف من أجل الوصول إلى شرق أوسط جديد تقوده الدولة العبرية. البعض يريد إقامة الدولة المدنية الحديثة ويستنكف عن تحديد الذين تمثلهم: حديثة بمن ولمن؟ ديموقرطية من ولمن؟
 
هناك من يرغب بإقامة دولة مدنية في سورية لا تمييز فيها في الدين والعرق والجنس. هؤلاء نفسهم يرغبون بالتفاوض وإقامة السلام مع الدولة الأكثر عنصرية في التاريخ البشري.
بعض الأغيار يرغبون، حتى قبل وصولهم إلى السلطة، أن يجعلوا منَّا عبيداً لشعب الَّله المختار. فلسطين مسألة أخلاقية من يتخلَّى أو يتنازل عنها فمكانه في الخندق المعادي لا حوار معه.

التعليقات