24/11/2011 - 12:21

حمدي قنديل: لن أضع قدمي في سورية.. والنظام يتحمل المسؤولية الأكبر عن الدماء

حل عربي، وبالاصح حل سوري تساعد عليه المبادرة، وطريق هذا الحل هو قبول المبادرة العربية، وليس بالكلام فقط ولكن بالفعل، وذلك بايقاف القتل والجلوس على مائدة حوار

 حمدي قنديل: لن أضع قدمي في سورية.. والنظام يتحمل المسؤولية الأكبر عن الدماء
على قناة "التحرير" وضمن برنامجه الشهير "قلم رصاص" قام الاعلامي المصري الشهير حمدي قنديل بالرد على موقع الكتروني سوري نسب له تصريحا يزعم هجومه على قطر و"حلفائها العرب عملاء أمريكا" بسبب "موقفها المتآمر على النظام في سورية"، ونفى الاعلامي المصري هذا التصريح واعتبره "حركات صغيرة".
 
ننشر هنا شهادة قنديل كما صرح بها على الهواء:
"'من عشرة أيام وجدت تصريحا منسوبا لي انني صرحت به لقناة التحرير. خرج التصريح هذا من موقع الكتروني سوري يتوزع بكثافة على الانترنت، عنوان التصريح "فلان الفلاني يفتح النار على قطر، وخلاصته انني ألعن سنسفيل قطر وحلفاءها العرب عملاء أمريكا لدورهم في التآمر على النظام في سورية الذي خرج الناس لتأييده بالملايين". قناة "التحرير" كذبت التصريح. أرسلت أنا تكذيبا للموقع، فلم ينشر. كلمت بعضا من اصدقائي اللبنانيين الذين لديهم علاقات واسعة بسوريا فلم يحصل شيء، ولذلك وجدت نفسي مضطرا لشرح نفسي هنا خصوصا انني عارف انني متهم من زمان بانني منحاز للنظام السوري.
 
انا طبعا لا انكر انني تربطني بسورية علاقة في خلفيتها الايمان بالعروبة، ويمكن حنين الى الماضي الى الزمن الجميل وانا في بداية زمن الشباب والعمل في الصحافة اثناء فترة الوحدة هذا يعود الى عام 1959 اي منذ 52 سنة حيث لم تنقطع علاقتي بسورية طول السنين حيث اعرفها شبرا شبرا منذ ذلك الحين حيث اعرف الكثير من الناس.

الرئيس بشار الاسد لا اعرفه الا من سنة 2005 حين كنت اعيش في دبي واقدم برنامج قلم رصاص، جاءني تلفون من الرئاسة السورية قالوا الرئيس عاوز يشوفك، لقيته بيقابلني على السلم مش على شان خاطري، قبلها كنت اسمع كثيرا قبل ذلك انه شخص متواضع وانه بيقعد في القهاوي والمطاعم عادي، وان الناس تراه بالتي شيرت راكب دراجة او ماشي في الطريق، وكان هذا في بداية حكمه، وهذا كان منذ زمان حيث انه عندما كان طالبا كان الوحيد بين اخوته الذي لم يغير سيارته "التعبانة" طول الست سنين بتوع الدراسة.
 
المهم، قعدنا ساعة ونصف تقريبا. ليه عاوز يشوفني، بعد ان شاف برنامج قلم رصاص اراد ان يعرف مني لماذا انا مؤمن لهذه الدرجة بالعرب والعروبة. المهم في نهاية الجلسة كان واضح أننا كنا وبعد ذلك بدا اننا متفقين على السياسة الخارجية لسورية عموما ومختلفين على السياسة الداخلية وخصوصا قمع الحريات.
 
حصل بعد ذلك الهجوم الاسرائيلي على لبنان في 2006 وذهبنا بوفد شعبي مصري الى هناك عبر سورية وذهبنا لمقابلة الرئيس الاسد، وكان لدينا مطلب اساسي هو الافراج عن المعتقلين السياسيين في السجون بسورية، وبعد ذلك قمت بحديث طويل مع الرئيس بشار في تلفزيون دبي. صحيح كان واضحا تقديري للدور السوري في مساندة لبنان، لكنني تكلمت عن الحريات بالذات، وقلت إن اول حق للناس في بلدهم هو ان يتكلموا بحرية. ما تمتعش الشعب ابدا بحرية طول حكم الاسد، وقد شاهدنا كيف انتفض الشعب في سورية في شهر مارس الفائت، وشفنا كيف القمع بالدم بالدبابات بعد كم اسبوع من بداية الانتفاضة.
 
 تكلمت مع همزة الوصل الذي يكلمني واكلمه ليجمعني بالمسؤولين السوريين، وطلبت مقابلة الرئيس، وقلت في هذه المكالمة انني غير راض، وانكم بهذه السياسة تحرجون الاصدقاء امثالي. وفي شهر مايو الفائت دعيت للبنان لحضور خطبة السيد حسن نصر الله في مناسبة تحرير الجنوب اللبناني من احتلال اسرائيل، واهتممت بالذهاب لانني كنت اريد ان اعرف ماذا سيقول حسن نصرالله عما يحصل في سورية، ووقتها قال في خطبته انه يدعم النظام السوري لأنه معاد لاسرائيل، وقال انه لما شاف الرئيس بشار كان مقتنع انه حياخذ خطوات اصلاحية، وانه جاد في ذلك وان الاصلاحات ستعلن في القريب العاجل.
 
الحقيقة في البداية لم اكن متقبلا كلام حسن نصر الله. عموما الاوضاع اشتعلت اكثر فاضطررت ان اتكلم عن ذلك حين تحدثت عن رسام الكاريكاتير السوري علي فرزات الذي قام شبيحة النظام بكسر يديه وقالوا له "عشان تتعلم ما ترسمش ضد اسيادك". ومن بعد ان تكلمت وقبل ان اتكلم كانت تأتيني اتصالات من وسائل اعلام غير رسمية، اذا كان هناك شيء يدعى وسائل اعلام سورية غير رسمية اصلا، عايزين يعرفوا ايه رأيي فيما يحصل، وكنت دائما اعتذر لانني اعرف ان ما سأقوله لن ينشر، فاقترح البعض ان اذهب الى هناك لأرى بنفسي لعلي اغير رأيي، فلم اتقبل ابدا فكرة ان اضع رجلي في سورية والدم فيها انهار، ويتحمل القدر الاكبر من المسؤولية فيها النظام الحاكم. فجأة الاسبوع الماضي جاءتني مكالمتين الفرق بينهما نصف ساعة، واحدة من بيروت وواحدة من باريس الاثنتين من اصدقاء اعزاء من كبار السياسيين اللبنانيين بيقولولي جماعة الشام منتظرينك تروح وتكوّن رأيك بنفسك حسب اللي تشوفه وعندك الحرية تقابل من تريد من المعارضة بالعكس عاوزينك تتدخل يمكن تقدر تساعد في الحل وفيك تروح اي مكان عاوزه الحوار وتقابل "الراجل الكبير". ووعدتهم ان افكر بالموضوع، وبرضه قلت رأيي وانتم تعرفونه منذ ان تكلمت عن الاحداث، منذ شهر فات وحتى النهارده ما عرفش النظام يتعامل غير بلغة الرصاص، ولذلك حتى امثالي الذين كانوا يرون املا في بشار الاسد لا يمكن بعد كل المجازر التي حصلت هناك ان يقف النهار ده مع نظامه مهما كنا متأكدين ان قوى اجنبية بتستهدف هذا النظام اللي عارف ان هناك قوة اجنبية تترصده لا يعطيها فرصة.
 
غير ممكن اي حد يتوقع اننا في مصر نثور ضد الاستبداد عندنا ثم نقف في صف ثاني غير صف الشعب السوري. القصد من كلامي انني اقول انني لسة عند رأيي وما فيش داعي لهذه الحركات الصغيرة بتاع تصريحات والعاب الاعلام المكشوفة الحقيقة. الجريمة اساسا هي استمرار القمع الدموي للشعب هو الذي جعل الشعب يرفع السلاح ليدافع عن نفسه، وهو الذي فتح الباب لسلاح من خارج سورية وايادي من خارج سورية، واعتقد ان الوضع الآن تعقد جدا الى حد صعب التدخل فيه على ناس مثلنا، ولذلك ايضا يصعب علي الاستجابة لعرض الزيارة، مع تقديري لاصدقائي اللبنانيين، ولكن ان اذهب انا او يذهب غيري ما عاد هو الموضوع، ما عاد ان ازور سورية او لا ازوره، الموضوع الان صار اكبر من الكل، وحله في يد فرد واحد فقط، كما ما هي العادة في نظم الاستبداد.
 
في يد بشار الاسد، دا اذا كان في يد اي حد، الشيء الوحيد الذي يمكن ان يساعد على الحل هو المبادرة العربية، ولكن الذي يقلقني في المبادرة العربية هي القول انه في حال لم يتوقف العنف والقتل، على الامين العام للجامعة الاتصال بالمنظمات الدولية المعنية بحقوق الانسان بما فيها الامم المتحدة. هذا بند يفتح الباب لتدخل اجنبي.. النهار ده حقوق انسان ما حدش يعرف بكره حيوصل للسلاح. على الجامعة ان تعلن بصراحة انها ضد التدخل الاجنبي، ولكن انما، مع ذلك، ما فيش وسيلة لقطع دابرالتدخل الاجنبي هو ان يكون هناك حل عربي، وبالاصح حل سوري تساعد عليه المبادرة، وطريق هذا الحل هو قبول المبادرة العربية، وليس بالكلام فقط ولكن بالفعل، وذلك بايقاف القتل والجلوس على مائدة حوار يكون فيه الحكام قابلين لامكان التنازل. انا ادعو الرئيس بشار الى انقاذ سورية وانقاذ الامة من مخاطر غير محدودة. ادعو الرئيس الاسد الى القبول بالمبادرة العربية على الفور".

التعليقات