13/12/2011 - 10:45

حماس وقيادة الشعب الفلسطيني../ مصطفى إبراهيم*

حركة حماس حركة سياسية وطموحها التفرد بقيادة الشعب الفلسطيني، وغير واضح حتى الآن لدينا ما إذا كانت هذه الإصلاحات والمراجعات التي تقوم بها هي لتحسين صورتها فقط، أم هي قناعات نابعة من أن أبناء الحركة وأعضاءها ليسوا هم الأطهار فقط، والناس مجموعة من الأشرار، وهم غير مختلفين عن أبناء الشعب الفلسطيني، وهم بشر مثلهم مثل الناس، ويتأثرون بالثقافة السائدة والعلاقات القائمة في محيطها الفلسطيني، وأبناؤها هم أبناء مجتمعاتهم ويتأثرون ويتفاعلون معها

حماس وقيادة الشعب الفلسطيني../ مصطفى إبراهيم*
بات واضحاً أن سعي حركة حماس للانضمام إلى منظمة التحرير ليس كما يشاع من أجل إعادة الاعتبار للمنظمة، وإضفاء الشرعية الوطنية للحركة فقط، فالهدف هو السيطرة على منظمة التحرير لقيادة الشعب الفلسطيني، بصفتها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
 
وكان للربيع العربي والنجاحات التي حققتها حركة الإخوان المسلمين في الانتخابات التشريعية في عدد من دول الربيع العربي خاصة مصر دور كبير في فتح شهية حركة حماس، وتعزيز طموحها في قيادة الشعب الفلسطيني في ظل الضعف الشديد الذي تعاني منه حركة فتح وباقي فصائل منظمة التحرير.
 
وعلى الرغم من التدهور في شعبية حركة حماس في قطاع غزة جراء الاعتداء على الحريات العامة وحقوق الإنسان، والانتهاكات التي ارتكبتها وحكومتها وأجهزتها الأمنية ضد المواطنين في القطاع، وتعاملها بعقلية القبيلة والتنظيم ورد الفعل في تعاملها مع الناس بصفة عامة، وحركة فتح بصفة خاصة ردا على ما تقوم به السلطة في الضفة الغربية ضد أعضاء حماس، فإن الحركة تقوم بعمل تقييم داخلي لها ولحكومتها.
 
وعلى إثر الثورات العربية أدركت حركة حماس ضرورة استخلاص العبر من تجربتها في الحكم والسيطرة على قطاع غزة، فهي تريد الاستمرار في الحكم ولا تكتفي بالسيطرة على قطاع غزة فقط، فهي تحضر نفسها للانتخابات القادمة وطموحها هو السلطة في الضفة الغربية وقطاع غزة، وهناك متغير كبير بالنسبة للحركة وهو فوز حركة الإخوان المسلمين بأغلبية كبيرة في الانتخابات التشريعية في مصر.
 
وعليه بات واضحاً أن حركة حماس تقوم بعملية مراجعات كبيرة في صفوفها لا أعلم مدى جذرية وطبيعة هذه المراجعات والإصلاحات، وكذلك في طريقة إدارتها للقطاع وتعاملها مع الناس، ومحاولة تقديم صورة مختلفة عن الصورة التي ما زالت ماثلة في أذهان الناس.
 
المتابع للحركة وحكومتها منذ اندلاع الثورات العربية تعاملت الحكومة برد فعل مختلف وقاس ضد المتضامنين مع الثورات العربية، ولم تسمح للفلسطينيين في القطاع بالخروج بمظاهرات التضامن والتأييد مع الثورة التونسية والمصرية أو حتى الليبية، وتعاملت كذلك بقسوة مفرطة مع الحراك الشعبي الفلسطيني في الخامس عشر من آذار، ولا تزال تنظر بعين بالشك والريبة لأي نشاط تضامني أو تجمع سلمي وتتعامل معه على أنه موجه ضد الحركة ويعمل على زعزعة أمنها واستقرارها.
 
وتتعامل أيضاً بازدواجية مفرطة مع مؤسسات المجتمع المدني والفصائل الفلسطينية التي تنظم اجتماعات عامة أو تنوي القيام بمظاهرات أو اعتصامات سلمية، حيث تسمح للبعض وتمنع الآخر وتحاول إعاقة عملها.
 
ومع ذلك يمكن تسجيل تراجع نسبي في الاعتداء على حالة الحريات العامة والشخصية وحقوق الإنسان، والاعتقالات ضد أعضاء حركة فتح، وتحاول الأجهزة الأمنية التعامل مع بعض الملفات منفردة خاصة ضد الناشطين وأعضاء حركة فتح بذريعة الاتصال مع الأجهزة الأمنية في رام الله.
 
لذلك أعلنت قبل أسبوعين عن قيامها بفصل العشرات من منتسبي وموظفي وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية لارتكابهم جرائم جنائية ومخالفات أخلاقية تسيء إلى سمعة الحركة والحكومة في طريقة لإعادة الاعتبار للحكومة ووزارة الداخلية والأجهزة الأمنية، ولا أعلم كغيري طبيعة تلك الجرائم والمخالفات، وهل كان من بين هؤلاء أفراد ممن ارتكبوا جرائم تعذيب أو شبهات بالقتل واستخدام القوة المفرطة في قمع المتظاهرين، هل تم تقديمهم للقضاء، ومثلوا أمام محاكم عادلة أم لا؟
 
حركة حماس حركة سياسية وطموحها التفرد بقيادة الشعب الفلسطيني، وغير واضح حتى الآن لدينا ما إذا كانت هذه الإصلاحات والمراجعات التي تقوم بها هي لتحسين صورتها فقط، أم هي قناعات نابعة من أن أبناء الحركة وأعضاءها ليسوا هم الأطهار فقط، والناس مجموعة من الأشرار، وهم غير مختلفين عن أبناء الشعب الفلسطيني، وهم بشر مثلهم مثل الناس، ويتأثرون بالثقافة السائدة والعلاقات القائمة في محيطها الفلسطيني، وأبناؤها هم أبناء مجتمعاتهم ويتأثرون ويتفاعلون معها.

التعليقات