18/05/2012 - 14:23

لا عودة عن حق العودة../ واصل طه

الإضراب العام الذي نفذته جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل في 15 أيار الجاري كان اضراباً ناجحاً وبامتياز بناءاً على التقارير والاتصالات والجولات الميدانية التي قام بها نشطاؤنا وقياداتنا في كل المناطق. ونستطيع أن نقول إن هذا الإضراب بخصوصيته وهدفه يعتبر من أنجح الإضرابات التي أقرتها لجنة المتابعة

لا عودة عن حق العودة../ واصل طه

الإضراب العام الذي نفذته جماهيرنا العربية الفلسطينية في الداخل في 15 أيار الجاري كان اضراباً ناجحاً وبامتياز بناءاً على التقارير والاتصالات والجولات الميدانية التي قام بها نشطاؤنا وقياداتنا في كل المناطق. ونستطيع أن نقول إن هذا الإضراب بخصوصيته وهدفه يعتبر من أنجح الإضرابات التي أقرتها لجنة المتابعة.

إن تفاعل الجماهير ورد فعلها الطبيعي بالاستجابة لنداء لجنة المتابعة للإضراب العام في ذكرى نكبة شعبنا المستمرة، ودعماً للحركة الأسيرة التي أعلنت إضراب الأمعاء الخاوية على مدى أسابيع طويله إنما يدل على النضج والوعي والمزاج الوطني الذي يسكن داخل كل واحد فينا، ويدل على الارتباط الوثيق بين هذه الجماهير وأرضها وشعبها وأسراها، فهبت هذه الجماهير واستجابت للإضراب على مختلف مشاربها العقائدية والسياسية، فكانت هذه الاستجابة الشاملة لنداء الإضراب جواباً شافياً لكل من حاول إحباطها وعرقلة استجابتها بدعوى أن الظروف غير ناضجة، وأن الجو العام هو جو إحباط.

كذلك كانت هذه الاستجابة رداً على وسائل الإعلام الإسرائيلية المختلفة وصحافييها الذين طبلوا وزمروا قبل وخلال يوم الإضراب لإفشاله، فاستمعنا للتقارير المفبركة والمغرضة التي حاول مروجوها بالتسلح بمقولة إن قرار لجنة المتابعة قد اتخذ بآلية غير دستورية رغم أنهم يعلمون جيداً أن ممثلي جميع مركبات لجنة المتابعة قد حضروا الاجتماع الطارئ واتخذوا قرار الإضراب بعد نقاش مستفيض لا يشوبه شائبة، حيث صوتت جميع الأحزاب إلى جانب قرار الإضراب باستثناء الجبهة (الحزب الشيوعي ) التي عارضته بتعليل وتفسير لم يقبله الحضور، فكان القرار دستورياً وفق الآلية الصحيحة التي أقرت بعد إعادة بناء لجنة المتابعة في هذه الدورة.

لقد شمل الإضراب كافة المؤسسات والمحال التجارية والعمال والموظفين في قرانا ومدننا العربية مما يشير ويؤكد أن جماهيرنا أصبحت من النضج والوعي تفوق العديد من القيادة السياسية المترددة خاصة عندما يتعلق الأمر بالقضايا الوطنية والقومية الخالصة التي تتناقض مع فكرهم وتوجهاتهم وقناعاتهم السياسية التي تتناقض هي الأخرى مع السواد الأعظم من قواعدهم الشعبية.

الإضراب العام الذي نفذ يوم 15 أيار 2012 سوف يسجل كمفصل نضالي هام وأساسي في نضالنا السياسي ضد المؤسسة الإسرائيلية التي سلبتنا وتسلب حقوقنا وحقوق مهجرينا ولاجئينا، وتراوغ في التوصل إلى حل سياسي نعتبره حلاً وسطاً وتسوية مع أنفسنا من خلال إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.

يأتي الإضراب ليقول لهذه المؤسسة بنجاحه الباهر إننا لن نقبل بعد اليوم أن ينعم من يأتون من خلف الضباب بالرفاهية والأرض على حسابنا نحن أصحاب الأرض الأصليين، إذ لا يجوز أن تحرم هذه المؤسسة ابن صفورية واللجون وميعار من أن يعود إلى بيته وأرضه التي تبعد عنه أمتار بينما ينعم بها من أتوا من خلف الضباب، فحق العودة لكل اللاجئين والمهجرين هو حق غير قابل للتصرف.

وما العودة الرمزية وإن كانت لساعت لــ "اللجون" إلا تأكيد على التمسك بحق العودة، وأنه لا عودة عن حق العودة.

التعليقات