08/07/2012 - 10:37

"فين الريس يا جدعان?"/ نوارة نجم

تماما كما ان الاخوان المسلمين لا يضعون في برنامجهم زواج مِلك اليمين، ولا اغتصاب المسيحيات، ولا جلد غير المحجبات، واؤكد لكم، بما لا يدع مجالا للشك، ان الاخوان المسلمين لا يتناولون كوب دم مسيحي او ليبرالي في وجبه الافطار… اه والله، انا متاكده يعني.


وكما لو ان من يعادي محمد مرسي يدفع اجرًا ثابتًا لعناصر الجماعه كي تثير الرأي العام ضده بتصرفاتهم الخرقاء التي تتسم بالصلف المعتاد، فان فيالق «حاسبوا الاخوان بياكلوا عيال صغيره» تتصرف وكان جماعة الإخوان المسلمين قد استاجرتها خصيصا لكسب التعاطف لصالح مرسى.
لا افهم البته سر الهيستيريا المصحوبه بخيال طفولي عن بيوت اشباح الاخوان التي ستغتصب عناصرها كل النساء غير المحجبات، وتسبي كل المسيحيات.


ما زلنا نُشتت فنتشتت. وما زلت اشعر كان جهه مجهوله دفعتني بقوه الي داخل فيلم «ألف مبروك»، حيث تتكرر الاحداث كل يوم بتفاصيلها.

كل ما حدث فور فوز الاخوان المسلمين باغلبيه البرلمان يعاد انتاجه مره اخري عقب فوز محمد مرسي بالرئاسه: جماعه الامر بالمعروف والنهي عن المنكر التي لا تظهر الا بشكل موسمي لارهاب الناس من التيار الاسلامي، صراخ ونواح حول ما ستفعله الجماعه وتوقعات بتحول مصر الي ايران او السعوديه، وطبعا في الخلفيه عناصر الجماعه تكرر الجمله التي تم توزيعها عليهم في بطاقه التعليمات دون الالتفات الي ما يُثار من حملات تشويه سيرياليه، مما يزيد من مخاوف الراي العام. اذ يسمع الناس ان «الامر بالمعروف والنهي عن المنكر» تقتل شابا يسير مع خطيبته، وان الاخوان يروجون لزواج مِلك اليمين، وان المسيحيات وغير المحجبات يواجهن بعض المتحرشين الذين يقولون لهن: جالكو اللي حيربيكو. ولا يجيبون بنفي او اثبات، لان مافيش تعليمات حضرتك… التعليمات جات المره اللي فاتت بـ«موتوا بغيظكم» والمره دي جايه بـ«احترموا الرئيس»!


لا نحن سنموت بغيظنا، ولا احد سوف يحترم الرئيس ولا غير الرئيس، تماما كما ان الاخوان المسلمين لا يضعون في برنامجهم زواج مِلك اليمين، ولا اغتصاب المسيحيات، ولا جلد غير المحجبات، واؤكد لكم، بما لا يدع مجالا للشك، ان الاخوان المسلمين لا يتناولون كوب دم مسيحي او ليبرالي في وجبه الافطار… اه والله، انا متاكده يعني.


ما بين انشغال البعض بتصوير الاخوان بوصفهم كائنات فضائية، نبتت علي كوكب المريخ، ثم هبطت في سفينه فضائيه علي مثلث برمودا، حيث بدّلت العناصر الفضائيه ملابسها هناك، وتحولت الي الاخوان، وما بين انشغال الاخوان ذاتهم في «تسول» البرستيج للرئيس الجديد، تماما كما تسولوا له اصوات الناخبين، لا اجد احدا يجيب عن تساؤلاتي، والتي يبدو انها لا تعني احدا في البلاد غيري:


لماذا لم يُصدر السيد الرئيس الدكتور الاستاذ اللواء المهندس الطبيب محمد مرسي عفوا عاما عن المحاكَمين عسكريا وضباط «8 ابريل» و«27 مايو» وضباط نوفمبر؟ هاه؟ ادينا احترمناه ومنحناه كل الالقاب. بما انه من جماعه الاخوان المسلمين الفضائيه المرعبه، فلماذا لا يقوم مرسي بارعاب المجلس العسكري، كرئيس للمرعبين، ويُطلق سراح الاسري دون الاضطرار الي تشكيل لجنه منبثقه من لجنه تدرس الملفات؟ ملفات ايه اللي حتدرسها؟ 12 الف ملف؟ دول لو قضوا المده حيخرجوا اسرع.


طيب… اين النائبان اللذان وعد بهما مرسي؟ واحد اخضر وواحد احمر في فوشيك. الم يعدنا مرسي بانه لن ينفرد بالحكم، وبانه سوف يختار نائبا مسيحيا، ونائبه امراه؟ حتي بالاماره كان قد اكد لنا السيد الرئيس المُفدّي، بعد ان فتح صدره امام الملايين، بانه لن يتنازل عن صلاحياته، طيب اين الحكم؟ واين وعده بانه لن ينفرد بالحكم؟ الشهاده لله الرجل لا ينفرد بالحكم… ولا يحكم اصلا، هو راح فين الريس مرسي؟


هل تعلم عزيزي المواطن ان الحكومه القائمه بالاعمال حتي هذه اللحظه هي حكومه الجنزوري التي كان بينها وبين جماعه الاخوان المسلمين نزاع وشجار وفضائح ورموا لبعض الهدوم من الشباك وغيروا الكوالين؟ ايه بقي؟ اين الحكومه الائتلافيه المشكَّله؟


يبدو ان الجميع يتجاهل هذه التساؤلات، فان كانت جماعه الاخوان المسلمين تتجاهل الاجابه عن هذه التساؤلات لانها لا تريد توجيه اي نقد لمرسي، وان كان مرسي الظاهر طلع المصيف بعد انتهاء امتحانات الثانوية العامة، فان من يدعون انهم من القوي المدنيه لا يريدون اجابه عن هذه التساؤلات، لان لفت انتباه مرسي اليها قد يساعده في تصحيح اخطائه، وهم لا يريدون له سوي الفشل المريع، حتي لو كان ذلك علي حساب الوطن، وحساب الثوره والدماء التي اريقت، والتي تحولت الي تجاره رابحه، الكل يطرحها علي الرصيف مناديا: باتنين ونص.. دم الشهييييد.. باتنين ونص.. عين المصاااااب.. باتنين ونص.. حريه الاسيييير.. باتنين ونص..


من يسمون انفسهم بالقوي المدنيه لا يلتفتون الا الي السفاهات والتفاهات لتخويف العامه من مِلك اليمين، وفرض الحجاب، ومنع الخمور، وحاجات كده عمرها في حياتها ما حتحصل… فين الريس يا جدعان؟
 

التعليقات