14/05/2013 - 16:21

أضخم حملة أكاديمية ثقافية علمية لمقاطعة إسرائيل../ نواف الزرو

تطورات مثيرة وملفتة ومزعجة لإسرائيل تشهدها ساحة التضامن الدولي مع النضال الفلسطيني، وضد سياسات التطهير العرقي الإسرائيلية

أضخم حملة أكاديمية ثقافية علمية لمقاطعة إسرائيل../ نواف الزرو

تطورات مثيرة وملفتة ومزعجة لإسرائيل تشهدها ساحة التضامن الدولي مع النضال الفلسطيني، وضد سياسات التطهير العرقي الإسرائيلية. ففي إطار أضخم حملة أكاديمية ثقافية علمية لمقاطعة إٍسرائيل على مستوى المؤسسات العالمية، أعلن ستة من أبرز الشخصيات والمؤسسات العالمية في أنحاء العالم تحتل مكانة علمية مرموقة، مقاطعتها مؤتمر الرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز، المقرر عقده في القدس، وذلك تعبيرا عن رفضهم للاحتلال والممارسات الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني، ما أثار حفيظة إسرائيل بل وسخطها، لا سيما وأن مجموعة الشخصيات والمؤسسات تحظى بحضور واحترام ونفوذ واسع في انحاء العالم. وقد جن جنون إسرائيل على نحو خاص في أعقاب اعلان عالم الفيزياء الشهير ستيفان هوكينغ، مقاطعته المؤتمر الإسرائيلي، وأبرزت وسائل الإعلام الإسرائيلية على مدى الايام الماضية هذه القضية –المقاطعة- وآثارها وأبعادها، وأشارت إلى انضمام العديد من الشخصيات الاعتبارية العالمية، والمؤسسات الأكاديمية والتجارية لحملات مقاطعة إسرائيل خلال السنوات الماضية، وذلك تعبيراً عن رفضها للاحتلال وللسياسة التي تمارسها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة. وَسَلطت صحيفة "هآرتس" الضوء على أسماء ستة من أبرز الشخصيات والمؤسسات العالمية، التي عبّرت عن رفضها للاحتلال وللسياسة الإسرائيلية تجاه الفلسطينيين، برفض زيارة إسرائيل ومقاطعة المؤتمر الذي دعيت لحضوره، أو من خلال رفض التعاون التجاري أو الأكاديمي والثقافي مع دولة الاحتلال إسرائيل، وتضم مجموعة الشخصيات والمؤسسات، الأبرز التي توقفت الصحيفة عند إعلانها مقاطعة إسرائيل ومؤتمرها المقرر الشهر المقبل كلا من:

- شبكة MUJI اليابانية للتصنيع وللتسويق، وهي شبكة صناعية تجارية تُصنعُ وتسوق أكثر من 7000 مُنتَج بدءاً من القرطاسية، ومروراً بالمواد الغذائية، ونتهاء بالسيارات.

-  الفنان والموسيقار البريطاني الشهير في عالم الروك، الفيس كوستيلو، الذي قال: "لا يمكنني الظهور في مكان يقومون فيه بإذلال الفلسطينيين بإسم الأمن القومي الإسرائيلي".

-  المخرج السينمائي العالمي مايك لي، وهو مخرج ومنتج أفلام تلفزيونية وسينمائية، بريطاني الجنسية، واعتبر واحداً من أشهر ثلاثة مخرجين في العالم.

-  جامعة جوهانسبرغ في جنوب افريقيا، التي أعلنت في العام 2011 عن قطع علاقاتها الأكاديمية مع جامعة بن غوريون، بسبب علاقة هذه الجامعة مع جيش الاحتلال الإسرائيلي. وجاء في حديث لأسقف جنوب افريقيا، دوزموند توتو، عن قرار الجامعة قوله "لا يمكن أن تستمر هكذا علاقة كالمعتاد، فالجامعات الإسرائيلية تشكل جزءاً أساسياً من النظام الإسرائيلي، وهي اختارت بإرادتها أن تكون كذلك"، مؤكداً دعمه الثابت للحملة العالمية لمقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها.

-  الكاتبة العالمية أليكس والكر، وهي شاعرة ومؤلفة وناشطة اجتماعية، أميركية الاصل، رفضت في العام 2012 ترجمة إحدى أشهر رواياتها، الناقدة التي حملت اسم "اللون الأرجواني" الحائزة على جائزتين عالميتين (جائزة الكتاب الوطني وجائزة بوليتزر)، -رفضت- ترجمة روايتها هذه الى اللغة العبرية، كما قامت في العام 2009 بزيارة تضامنية لقطاع غزة برفقة 60 امرأة من مناهضات الحرب رداً على الحرب الإسرائيلية على القطاع.

-  العالم الفيزيائي ستيفان هوكينغ، الذي أعلن عن مقاطعته لمؤتمر بيريز، داعياً إلى فرض المقاطعة الأكاديمية على إسرائيل بسبب ممارساتها العدوانية ضد الفلسطينيين، واستمرار احتلالها للأراضي الفلسطينية. يذكر أن هوكينغ كان قد زار فلسطين 4 مرات، وكانت زيارته الأخيرة في العام 2006 حيث ألقى محاضرات في إسرائيل وفي الضفة الغربية. وبحسب الـ"غارديان" فإن هوكينغ بدأ يتخذ مواقف أكثر تشددا تجاه إسرائيل في أعقاب  هذه الزيارة، وأشارت الـ"غارديان" في هذا السياق، إلى أن البروفيسور نوعام تشومسكي، وهو مفكر يهودي أمريكي وعالم لغويات، كان من بين 20 أكاديميا من جامعات بارزة في العالم عملوا على إقناع الفيزيائي المعروف هوكينغ بإلغاء مشاركته في مؤتمر بيريز في القدس. وكتبت الصحيفة أن تشومسكي بذل جهوده إلى جانب آخرين في عملية الإقناع في أعقاب طلب تلقاه من "اللجنة البريطانية من أجل جامعات فلسطين"، التي عملت على ضم هوكينغ إلى حملة المقاطعة الأكاديمية.

ونقول: لعلها مفارقة عجيبة أن تتجند الهيئات المدنية والمؤسسات الأكاديمية والثقافية والعلمية إلى جانب الكنائس الأمريكية والأوروبية، إلى جانب النضال الفلسطيني في مواجهة الجرائم الصهيونية،  في الوقت الذي يبرر فيه بعض العرب سياسات السلام والتعايش و التطبيع مع إسرائيل، التي تمزق بسياسات التطهير العرقي التي تمارسها، باغتيالاتها وجرائمها وقتلها المنهجي لأطفال فلسطين، كل احتمالات التعايش والسلام والتطبيع التي باتت كما هو واضح اهتماما عربيا فقط!

شيء مخجل ومؤسف أن نتابع هذه الحملة لمقاطعة إسرائيل، ونحن العرب ليس فقط نتفرج، وإنما ننجرف نحو المزيد من التطبيع معها!، وكل هذا في الوقت الذي نشهد فيه انفتاحا وتطبيعا عربيا مع إسرائيل.. وظلم ذوي القربى أشد وأعظم وطأة ومرارة!، وكأن كل هؤلاء المفكرين والأكاديميين والنشطاء الأوروبيين والأمريكيين يخوضون معركة الفلسطينيين والعرب في المنابر الدولية نيابة عنهم.

فعندما يقف تشومسكي  والأكاديميون البريطانيون والكنديون والجنوب أفريقيون والنشطاء الأوروبيون... وعندما يقف مجلس الكنائس العالمي في خندق فلسطين في مواجهة الاحتلال الصهيوني وعنصريته وجرائمه بمنتهى الشجاعة: فما الذي نفعله نحن العرب أصحاب القضية والحقوق والمسؤولية التاريخية؟
 

التعليقات