16/08/2013 - 12:46

الإخوان في مصر الثور الأبيض المصري../ نضال محمد وتد

إخوان مصر والمعتصمون في ميادين القاهرة من أنصار الرئيس المنتخب، كانوا عمليا الثور الأبيض الذي ذبحه السيسي، وعلى رؤوس الأشهاد. والسؤال هو على من الدور الآن؟ ومن يمثل عند السيسي دور الثور الأحمر الفاقع اللون؟

الإخوان في مصر الثور الأبيض المصري../ نضال محمد وتد

لم يكن أمام الانقلابيين في مصر، سواء كانوا من العسكريين أم من الحركات و"الأحزاب المدنية" ونظام مبارك، الإعلامي منه، من مفر إلا الخوض في المواجهة الدموية والقاتلة في مبادين القاهرة. فهم يعلمون أن الأخوان المسلمين هم الجماعة، أو الحزب، الوحيد المنظم تنظيميا حقيقيا على الوقوف في مواجهة عودة نظام مبارك القاتل والاستبدادي، إلى الحكم، حتى وإن تغير رأس النظام.

وقد أثبتت الأسابيع الأخيرة، ومنذ الانقلاب العسكري والإطاحة بالرئيس المنتخب، أن نظام مبارك، لم يختف من مصر، بل إن إعلاميي مبارك، الذين ذرفوا "دموع الفرح" الكاذبة، على سقوط نظم مبارك، كعمرو أديب وآخرين، كانوا في واقع الحال يسعون للهروب من محاسبتهم أمام الثورة المصرية، حتى قبل تحديد موعد الانتخابات، وقبل فوز الرئيس المنتخب محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية الأولى في مصر.

وبعد الانقلاب عاد النظام السابق بكل أركانه إلى الواجهة وكأن مصر لم تثر على النظام، ليواصلوا التحريض والشيطنة ضد التيارات الإسلامية، وفي مقدمتها الأخوان، ليس بسبب فشل الرئيس المنتخب محمد مرسي وأخطائه، بل إنهم سروا بهذه الأخطاء والفشل لأنها وفرت لهم فرصة تمهيد الانقلاب المضاد.

ومع عودة النظام السابق بكل أركانه، العسكرية والمدنية والإعلامية بل وحتى الفنية والثقافية، لم يكن أمام السيسي بعد أن حظي باعتراف أمريكي أن انقلابه لم يكن انقلابا، بل تصحيحا لمسار الثورة، كان لزاما على السيسي ونظام مبارك الجديد أن يسعى للمواجهة الدموية مع الأخوان المسلمين، دون غيرهم، وأن يفجر هذه المواجهة، وأن تكون دموية قدر الإمكان لإخافة الشعب المصري ككل، وتشكيلاته الحزبية والمدنية التي يمكن لها أن تنمو وتكبر على أساس من الحرية الأساسية البعيدة عن الخوف من القمع والقتل.

كان لا بد لمذبحة القاهرة أمس أن تقع لدب الرعب في قلوب المصريين وتشكيلاتهم الحزبية المدنية، لتعلن مجددا، أن صاحب الكلمة الأول والأخير في مصر هو السيسي، ليس الشخص ولكن المؤسسة الأمنية والعسكرية. وهي نفس المؤسسة التي تأكل 1.2 مليار دولار من أصل 2 مليار دولا هو حجم المعونة الأمريكية لمصر. فالمؤسسة العسكرية المصرية، التي أدارت الدولة منذ ثورة يوليو، عمليا، استطاعت أن تحول مصر كلها إلى دولة أمنية وعسكرية، إذ تكفي نظرة تاريخية سريعة إلى الجهاز المدني في مصر، أو إعمال الذاكرة الفردية والجماعية، لمن شاهد الأفلام المصرية في المراحل المختلفة، منذ السادات ومروا بمبارك، وصولا إلى السيسي لنكتشف عمليا أن مصر هي مجتمع يحكمه العسكريون، وقد وضع الدكتور المصري أنور عبد الملك كتابا كاملا، حول هذا الأمر.

لم يكن بمقدور الانقلاب أن ينجح وأن يمسك بالبلاد بدون مذابح ومجازر رابعة العدوية، وديوان النهضة، والحرس الجمهوري... فبدون هذه المذابح كان من أيد الانقلاب من التشكيلات الحزبية والمدنية، التي تآمرت مع العسكر على التخلص من خصمها الرئيسي والأساسي في كل انتخابات محتملة وقادمة، كان هؤلاء سيطلبون من السيسي، إن لم يكن عاجلا فسوف يطالبونه آجلا بإعادة الجيش لثكناته، وإلى دوره الحقيقي والأصلي بحماية حدود مصر وأمنها من العدو الخارجي...

مجرزة السيسي في القاهرة أعطت أولى ثمارها باستقالة البرادعي مثلا، الذي أدرك مدلولات المجازر والرسالة المتوخاة من وراء هذه المجازر... وهي التي دفعت بالكاتب والمفكر الإسلامي الكبير فهمي الهويدي أن يكشف واقع الإرهاب الإعلامي والفكري الذي يعيشه كتاب مصر، ومن يرفض منهم تأييد الإنقلاب، أو من يتجرأ منهم على التذكير بأهداف ثورة يناير...

إخوان مصر والمعتصمون في ميادين القاهرة من أنصار الرئيس المنتخب، كانوا عمليا الثور الأبيض الذي ذبحه السيسي، وعلى رؤوس الأشهاد. والسؤال هو على من الدور الآن؟ ومن يمثل عند السيسي دور الثور الأحمر الفاقع اللون؟
 

التعليقات