11/11/2013 - 05:52

هل يستيقظ الجبهويون!/ سهيل كيوان

أعتقد أن انهيار الجبهة بشكل شبه تام في معظم البلاد يقول إن سياسة تخوين المختلف لم تعد مقنعة للناس، بل أسهمت بإضعاف الجبهة وأشغلت التجمع بالدفاع عن نفسه أمام مثل هذه الافتراءات الخطيرة، أعتقد أن سياسة كسب الجمهور بمهاجمة التجمع وصلت نهايتها، وكان أحد نتائجها إضعاف دور الأحزاب السياسية،وعودة العائلية وحتى الطائفية بقوة في بعض المواقع لتتصدر على التوجهات الحزبية، على الجبهويين أن يعيدوا حساباتهم وأن يستخلصوا العبر لأنهم جزء هام من حركة شعبنا السياسية، وعليهم أن لا يتركوا مصير هذه الحركة بأيد غير مسؤولة لا يحركها سوى الحسابات الضيقة والرغبة بالانتقام.

هل يستيقظ الجبهويون!/ سهيل كيوان

نشر الصحفي الكاتب برهوم جرايسي مقالا قبل  أيام على موقع الجبهة شهّر من خلاله بالنائبة حنين زعبي، ومرشحة الرئاسة لبلدية الناصرة، فاتهمها بأنها أجرت اتصالات مع وزير المواصلات الإسرائيلي وطلبت منه أن يسحب امتياز شركة الباصات العربية(العفيفي)التي تعمل في المدينة منذ سنوات طويلة!

محامي النائبة حنين زعبي أرسل رسالة إلى الصحافي برهوم جرايسي ونوّه إلى أن الموضوع ليس له أساس من الصحة، وأنه كذب من أساسه ويقصد به التشهير والإساءة للنائبة حنين زعبي والمسّ بها أمام الجمهور العربي عمومًا وأهل الناصرة خصوصًا،وقد حذر المحامي بأنه سيتوجّه للقضاء ضده الأمر الذي أرغم السيد جرايسي على طلب إنزال المقالة من موقع الجبهة، واضطر للاعتذار على حائطه في (الفيسبوك) للنائبة حنين زعبي، معترفًا أن ما نشره ليس صحيحًا، وهذا لا يعني إسقاط حق الزعبي بتقديم شكوى خصوصًا وأن المقال التشهيري انتقل إلى مواقع أخرى!

السؤال الذي يتبادر إلى الذهن بعد الاعتذار هل كان السيد برهوم جرايسي سيتراجع أو يعتذرعن فعلته وعن تهمة التخوين لو أن محامي النائبة حنين زعبي لم يهدده بالتوجه إلى القضاء، التجربة مع مثل هذه المقالات التحريضية على قيادات التجمع تقول (لا)..!

مهم أيضا كيف يمكن الافتراء بهذا الشكل وتخوين الآخر لمجرد الخلاف السياسي معه!الى أين ممكن أن نصل بمثل هذا النهج! 

ما فعله جرايسي هو ضوء أحمر يقول إن الكثير مما ينشره أصحاب الأقلام الجبهويون ضد التجمع هو افتراءات لا أساس لها من الصحة وأن الغاية تبرر الوسيلة لديهم، وهذا عيب بل أكثر من عيب!

المشكلة لا تنحصر بناشري مثل هذه المقالات، المشكلة هي بتضليل قطاع واسع من الجمهور وخصوصًا الشباب من أنصار الجبهة ونشطائها ممن يقرأون مثل هذه المقالات التي تبدو وكأنها مستندة على وثائق حقيقية، وإلا كيف يمكن نشرها بهذه البساطة دون الانتباه لتبعاتها القانونية، والأهم تبعاتها على أخلاقيات العمل السياسي بمجمله!

بلا شك أن الكثيرين من شبيبة الجبهة قرأوا هذا المقال السيء التحريضي والتخويني وسوف يردد بعضهم ما جاء فيه، خصوصًا أولئك الذين لم يروا الاعتذار على حائط الكاتب ولم يفهموا لماذا تم إزالة المقال من موقع الجبهة، إضافة إلى أن الكثيرين ممن رأوا باعتذاره على حائطه في (الفيسبوك) شجاعة وبطولة وتربية سليمة ولم يسألوا أنفسهم عن الدافع لنشر مثل هذه الافتراءات ولا لماذا نشرت ولم يسألوا كيف يمكن تخوين شخصية وطنية بهذه البساطة هكذا لمجرد الانتقام السياسي ولم يعرفوا السبب الحقيقي لاعتذار السيد جرايسي!

أعتقد أنه آن الأوان لجمهور الجبهويين وخاصة الجيل الشاب أن يستيقظوا ويحاسبوا أولئك الذين ضللوه وما زالوا يمعنون بتضليله في الافتراءات على التجمع وتخوين قيادته، مثلما خونوا حركات وطنية وقومية ودينية وأحزابًا عربية من قبل.

أعتقد أن انهيار الجبهة بشكل شبه تام في معظم البلاد يقول إن سياسة تخوين المختلف لم تعد مقنعة للناس، بل أسهمت بإضعاف الجبهة وأشغلت التجمع بالدفاع عن نفسه أمام مثل هذه الافتراءات الخطيرة، أعتقد أن سياسة كسب الجمهور بمهاجمة التجمع وصلت نهايتها، وكان أحد نتائجها إضعاف دور الأحزاب السياسية،وعودة العائلية وحتى الطائفية بقوة في بعض المواقع لتتصدر على  التوجهات الحزبية، على الجبهويين أن يعيدوا حساباتهم وأن يستخلصوا العبر لأنهم جزء هام من حركة شعبنا السياسية، وعليهم أن لا يتركوا مصير هذه الحركة بأيد غير مسؤولة لا يحركها سوى الحسابات الضيقة والرغبة بالانتقام.

 

التعليقات