07/03/2014 - 16:38

دعاية الجبهة خطر عَ البلد../ المحامي كميل صباغ

هنالك مقولة مشهورة للزعيم النازي أدولف هتلر تنطبق للأسف على دعاية الجبهة الإنتخابيّة حيث قال: "إذا أردت السيطرة على الناس.. أخبرهم أنهم معرضون للخطر، ثم حذرهم أن أمنهم تحت التهديد، ثم خوّن معارضيك وشكك في ولائهم ووطنيتهم"

دعاية الجبهة خطر عَ البلد../ المحامي كميل صباغ

بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الانتخابات السابقة لرئاسة بلدية الناصرة، ودخول البلد بمتاهات أروقة المحاكم التي آلت في النهاية لإعادة الإنتخابات لرئاسة البلدية بين السيّد علي سلاّم من جهة وبين المهندس رامز جرايسي، من الجهة الأخرى، اختارت الجبهة لمعركتها الإنتخابيّة شعاراً مركزياً "علي خطر عَ البلد" واتهمته بشتّى أنواع العربدة والبلطجيّة وتهديد الأمن الشخصي للناس بالذات المعارضين، وأنّ مصير البلد مع علي كارثي، وأنّ الصراع هو بين العصري والتقدمي الوطني من جهة، وبين الرجعي والانتهازي وحتى الانبطاحي من الجهة الأخرى، وقسّمت البلد إلى محور الخير ومحور الشر، كما فعل جورج بوش الابن عندما قسّم العالم إلى محورين "من ليس معنا فهو ضدنا".

ولم تكتف الجبهة بهذا الوصف للمعركة الانتخابيّة بل تمادت إلى تخوين الطرف الآخر، والتشكيك بمصداقيته ووطنيته وانتمائه وحبه لبلده.

لا أعرف حقيقة كيف وصلت الجبهة إلى هذا الحد في دعايتها الانتخابية، وهل فكّر القيّمون عليها بنتائجها بعد يوم الانتخابات وانعكاساتها على المجتمع النصراوي بشكل خاص، وعلى الأقليّة العربيّة الفلسطينيّة في الداخل بشكل عام! أم أن كل همّها اليوم هو استعادة مكانة الجبهة في السلطة باعتبار البلديّة والسلطة أولاً والطوفان من بعدها.

هنالك مقولة مشهورة للزعيم النازي أدولف هتلر تنطبق للأسف على دعاية الجبهة الإنتخابيّة حيث قال: "إذا أردت السيطرة على الناس.. أخبرهم أنهم معرضون للخطر، ثم حذرهم أن أمنهم تحت التهديد، ثم خوّن معارضيك وشكك في ولائهم ووطنيتهم".

والمتابع اليوم للدعاية الانتخابيّة للجبهة ومرشحها المهندس رامز جرايسي يجد، وللأسف الشديد جداً، أن ما قاله هتلر قبل عشرات السنين ينطبق اليوم وبالكامل على دعايتهم الانتخابيّة التي همها الوحيد كسب أصوات الناس في المعركة القادمة والاستمرار في السيطرة على السلطة البلدية وإقناع أهل المدينة أنه فقط الجبهة تحمي الناس، دون الأخذ بالحسبان لنتائج هذه الدعاية في الفترة ما بعد الانتخابات ووقعها وتأثيرها على سكان المدينة مستقبلاً.


المتابع لانتخابات الناصرة يفهم أن خطاب الجبهة ومرشحها، موجه بالأساس للطرف الذي يشعر أنه الأضعف في المعادلة، وأنه الطرف الذي بحاجة للحمايّة من هذا الخطر ومن هذه العربدة والبلطجيّة والتكسير، كما وصفتها الجبهة، وماذا سيفعل هذا "الطرف الأضعف والمُهدد"؟ فليس أمامه من خيار من أجل الدفاع عن النفس إلاّ حلاّن : فإما ترك البلد والهجرة إلى مكان أكثر أمناً وأماناّ، ويستطيع ذلك فقط من تسمح له ظروفه الاقتصاديّة لفعل ذلك كما حدث في الماضي، حيث انتقل قسمٌ من أهل البلد للسكن في "نتسيرت عيليت"، وأما القسم الآخر والذي لا يملك إمكانيّة هجر المدينة فليس أمامه إلاّ دخول الجيش والتجنُّد في جيش الاحتلال للحصول على السلاح بادعاء حماية النفس والأمن والأمان الشخصيين، وكل من الحليّن أسوأ من الثاني.

على الجبهة ومرشحها للرئاسة التوقف فوراً عن استعمال هذا الأسلوب المتدني في حملتها الانتخابيّة من أجل وقف الضرر الذي أحدثته، وما زالت، وإنها لتتحمل مسؤوليّة تاريخيّة إذا ما شهدت المدينة بعد الانتخابات ظاهرة هجرة سكانها وانخراط شبابها في الجيش وقوى الأمن، كما حدث أيضاً بعد ما سُميّ بأزمة شهاب الدين، والذي تتحمل مسؤوليتها بالأساس الحركة الإسلامية واستغلال الجبهة لهذه الأزمة لصالحها ولكن ضد البلد.

التعليقات