21/04/2014 - 11:32

التهديد بحل السلطة بطعم الهزيمة../ مصطفى إبراهيم*

فكرة حل السلطة أو تفكيكها قديمة جديدة، وهي للاستهلاك المحلي، وتطفو على السطح بين الحين والآخر، لكن لم يجرؤ أي من المسؤولين الفلسطينيين على التفكير بشكل جدي على طرح القضية للنقاش الجاد، ودراسة البدائل ومدى قدرتهم على اتخاذ قرار من هذا النوع، ويبقى ذلك مطروحا من خلال وسائل الإعلام وجس النبض وفي أوقات الهزيمة

التهديد بحل السلطة بطعم الهزيمة../ مصطفى إبراهيم*

مما يستوقف في المشهد الفلسطيني منذ الانقسام وجولات المصالحة، أن البدائل لدينا محدودة والخيارات قليلة بفعل المصلحة الذاتية وليس مصلحة الوطن. يدور الحديث منذ سبع سنوات عن مرور الوقت وأنه لم يعد وقت، الحديث عن الفرصة الأخيرة وتنفيذ ما تم الاتفاق عليه. يحكى عن تجديد شرعيات وحكومة وانتخابات، الوقت لن يدخل في حساب أهل الانقسام إلا من باب المصلحة الخاصة، وأما المصالحة وتفكيك السلطة وتسليم المفاتيح للاحتلال، فهل نحن جادون في كل ذلك بما فيها الوحدة وإعادة تجديد الشرعيات جميعها؟

عودتنا وسائل الإعلام الفلسطينية أن تكون مفعولا به، ورضيت أن تكون ناقل أخبار فقط، ولم تنجح في البحث في ما يصدر من المسؤولين الفلسطينيين في مختلف القضايا الوطنية، ولم تفرد مساحات للنقاش وطرح الأسئلة، كما رضيت، بقصد أو من دون قصد، أن تلعب دور المضلل والمهلل للأخبار التي تصدر من هنا وهناك، وبيع الوهم للناس والترويج لها.

وتقديس قرارات وخيارات غير منطقية ممن يتحدثون عنها وليست جادة، إنما هي تعبير عن حال الهزيمة وفشل تسعة أشهر من المفاوضات، وقبلها سنوات طويلة من تجريب المجرب، وهي فقاعات إعلامية لم تصل حد وضع الرؤى والخطط الحقيقية للبحث فيما نعيشه من انحطاط وتدهور في مشروعنا الوطني.

دائما يكون الإعلام الإسرائيلي سباقا ليس فقط في نقل أخبار السلطة وما يصدر عن المسؤولين فيها الذين يتسابقون في نقل أخبار الفلسطينيين للإعلام الإسرائيلي عن قضايانا الجوهرية والوضع الراهن الذي نمر فيه وما يعتريه من نكسات وهزائم، فالإعلام الإسرائيلي يقوم بالتحليل وجمع المعلومات، وبعض من وسائل الإعلام الإسرائيلي يكون شريكا في الترويج لتلك الأخبار والأفكار لمصلحة ما في الضغط على صناع القرار الإسرائيليين، والاستمرار في الوضع كما هو عليه مع بعض التحسينات على وضع السلطة العاجزة عن التصدي لمستوطن من أولئك المجرمين الذي يعيثوا فسادا وقتلا وإجراما في الضفة الغربية.

العودة إلى التهديد بحل السلطة وتسليم المفاتيح للاحتلال، والأخبار القليلة والمقتضبة التي خرجت من الرئيس محمود عباس و تخرج من بعض المسؤولين، لإقناع الناس بجدية القيادة الفلسطينية حول مناوراتها السياسية، وعجزها عن التقدم خطوة للإمام و إخبار الناس بحقيقة موقفها من كل ما يجري، أو حتى طرح البدائل لم يتم الحديث عنه.

فكرة حل السلطة أو تفكيكها قديمة جديدة، وهي للاستهلاك المحلي، وتطفو على السطح بين الحين والآخر، لكن لم يجرؤ أي من المسؤولين الفلسطينيين على التفكير بشكل جدي على طرح القضية للنقاش الجاد، ودراسة البدائل ومدى قدرتهم على اتخاذ قرار من هذا النوع، ويبقى ذلك مطروحا من خلال وسائل الإعلام وجس النبض وفي أوقات الهزيمة.

مواجهة هذا الحال والفشل يتطلب إنهاء الانقسام وإتمام المصالحة الوطنية، وتنازلا من أطراف الانقسام وتغليب المصلحة الوطنية. الحديث عن وصول وفد القيادة إلى غزة والحديث عن الاتفاق على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه سابقاً، وتجديد الشرعيات وإجراء الانتخابات وتشكيل حكومة، هذا لا يؤشر للتوصل إلى اختراق حقيقي في إنهاء الانقسام، في ظل غياب أي خطط حقيقية وعدم التفاؤل من أعضاء الوفد القادم إلى غزة، وتمسك حماس بشروطها وهي أن الاتفاق يجب أن يكون رزمة واحدة.

بين موقف الرئيس عباس وموقف حماس يجب التوصل إلى رؤية موحدة، وبالتزامن مع ذلك يجري البحث في إعادة بناء منظمة التحرير، وبناء إستراتيجية وطنية موحدة مبنية على الثوابت الفلسطينية ووضع آليات إبداعية توازن بين المقاومة بأشكالها المتعددة وبين واقع واحتياجات الناس، وتوريط الاحتلال وجعله يدفع ثمنا باهظا ليس من خلال ردود الأفعال.
 

التعليقات